يساهم المجتمع المحلي عبر الجمعيات الأهلية، جنباً إلى جنب مع المؤسسات الحكومية، في مد يد العون للأسر الأكثر احتياجاً ومعالجة مشكلاتها وتمكين أفرادها، ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وفي هذا السياق يبرز دور جمعية حماة للخدمات الاجتماعية، في دعم وتمكين أفراد هذه الأسر وتوفير فرص التأهيل لأفرادها.
تكافل اجتماعي
تعمل جمعية حماة للخدمات الاجتماعية، على مساعدة الأسر المستهدفة في الجانب الاجتماعي والاقتصادي بشكل أساسي، وحسب رئيسة الجمعية الدكتورة "روعة سلطان"، فإن الجمعية تعنى بالتمكين الاجتماعي الأسري، من خلال تنفيذ برامج دعم نفسي واجتماعي، وتستهدف النساء المعيلات من الأرامل والمطلقات وممن لا معيل لها، وكذلك الأطفال اليافعين.
وتبين "سلطان" أنه في الجانب الاجتماعي تهدف الجمعية إلى تنفيذ برامج دعم نفسي واجتماعي، من خلال تقديم مشورة في القضايا الأسرية والتربوية، وتنفيذ برامج تدريبية على مهارات الرعاية الأسرية، بهدف رفع الكفاءات لكافة أفراد الأسرة، وتعزيز التكافل والروابط الأسرية، وخلق بيئة عائلية مستقرة، وزيادة وعي الأفراد بالخدمات التي تساعدهم في التخفيف من مشكلاتهم.
وتقدم الجمعية حسبما تقول "سلطان" خدمات الإرشاد النفسي والأسري، وحل المشاكل الأسرية لجميع المراجعين، سواء أكانو من المسجلين على قيود الجمعية ام لا، وذلك عن طريق مختصين بالإرشاد النفسي والاجتماعي ، وهم خريجو علم نفس وعلم اجتماع، إضافة إلى توعية قانونية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، فضلاً عن النشاطات الخاصة بالأطفال من خلال مشروع" منارة للطفل".
تمكين اقتصادي
وعن دور الجمعية في الجانب الاقتصادي ذكرت رئيسة الجمعية، أن الأخيرة تعمل على دعم النساء المعيلات من المستفيدات، وتشجيعهن على تأسيس مشاريع صغيرة مدرة للدخل، خاصة بهن، من خلال دورات تدريبية متنوعة، تقيمها الجمعية بإشراف مدربين مختصين لمهن يدوية ، تساعد المستفيدات على تنفيذ هذه المشاريع الصغيرة التي تساعد الأسرة على تحسين وضعها المعيشي وتأمين احتياجاتها، وهذه المهن هي ( صناعة الصوف والتريكو والكروشيه والتطريز، والإيتامين، وكذلك صناعة ألعاب الأطفال والعطور والشموع والمنظفات)، وتقوم الجمعية بتمويل الدورات التدريبية هذه، وتقديم المواد الأولية اللازمة ، بحيث تستطيع المستفيدة من اتباع الدورة، أن تعمل في منزلها وتقوم الجمعية بتقديم المواد الأولية لها، وتتقاضى هي أجرة العمل فقط، لتقوم الجمعية بتوزيع المنتج النهائي على المستفيدين منها.
وعن عدد المستفيدين من الجمعية تؤكد "سلطان" بأنه يبلغ حتى تاريخه 3132 مستفيداً ومستفيدة.
وتشير إلى أن الجمعية تقدم في المواسم والمناسبات (شهر رمضان المبارك والأعياد) سللاً غذائية وصحية وألبسة، وأضاحي العيد وعيديات وألعاب أطفال.
وتضيف: "لدينا مشروع "طلاب العلم" ويتمثل في تقديم دعم مالي كرواتب شهرية، لبعض الطلاب من الشهادات الإعدادية والثانوية والجامعات من الأسر الأشد احتياجاً" .
وبخصوص عدد الدورات التدريبية المهنية المنفذة في الجمعية منذ إشهارها قبل عامين، فقد بلغ 75 دورة ، منها 30 دورة على الصوف، و20 دورة تطريز، و20 دورة منظفات، وخمس دورات عطور.
وبالنسبة لمكنات الصوف والتريكو المستخدمة في التدريب فهي من تقدمة المتبرعين الداعمين للجمعية ومن أصحاب الأيادي البيضاء.
واوضحت الدكتورة "سلطان" ، أنه تم مؤخراً إقامة المعرض الأول لمخرجات إنتاج الدورات التدريبية وكان تحت عنوان" إبداع"، افتتحه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محسن عبد الكريم ، وتم في ختامه توزيع هذه المنتجات جميعها على المستفيدين من الجمعية.
دعم وتوعية
من جانبها، تقول مدربة الدعم النفسي والاجتماعي في الجمعية، "أمينة جرجنازي": "نعمل في دورات الدعم النفسي والإرشاد الإجتماعي من خلال ثلاثة محاور رئيسية، المحور الأول إرشاد جماعي، ويتضمن توجيه الأمهات والحاضرات بما يخص الحالة النفسية ضمن العلاقات الأسرية أو علاقات الأفراد.
المحور الثاني، الإرشاد الفردي، ويتمثل بالمشكلات الخاصة بالفرد (اكتئاب، صعوبة نطق، تعديل معرفي سلوكي ، المشكلات الزوجية، الطفولة المبكرة، العنف )، وفي حال احتاج المستفيد بالجلسة الفردية إلى وجود أحد أفراد الأسرة، يتم إجراء جلسة أسرية، وهذا هو المحور الثالث.
إضافة إلى إحالات داخلية وخارجية، الداخلية من خلال تمكين المرأة من مهنة معينة ضمن إحدى الدورات التدريبية تقيمها الجمعية ، والخارجية يتم من خلالها الإحالة إلى طبيب نفسي مختص، أو إلى أي جهة أخرى تتوفر لديها الخدمة الصحية النفسية اللازمة، ويبلغ عدد المستفيدين شهرياً قرابة 2000 مستفيد، من المسجلين في الجمعية أو من خارجها.
بدورها المرشدة النفسية "ميادة مسطو الحلبي"، تحدث عن أهمية دور الجمعية الاجتماعي والنفسي في التوعية المجتمعية وبناء الإنسان السليم، واهتمامها بالجانب النفسي للأفراد من خلال تغيير المفاهيم حول الطبيب النفسي، بأنه ليس فقط لمعالجة أصحاب الأمراض العقلية، ولكن دوره في توجيه الفرد، كي يكون قادراً على العيش والتأقلم والتعامل مع الظروف المعاشية ببساطة، والتخلص من العيوب والعادات المغلوطة حول الطب النفسي.
بدورها عبرت المستفيدة "فاديا ضحاك"، خلال اتباعها دورة منظفات، عن سعادتها باتباع هذه الدورة في الجمعية ، لأنها ستقوم بصنع المنتج في منزلها والاستفادة من ريعه مادياً، ما يساعد أسرتها في تحسين وضعها الإقتصادي وتأمين احتياجاتها الضرورية.