استطاعت السيدة "ميساء أبو حسون" أن تتخذ من صناعة الشموع فرصة عمل تغطي احتياجاتها الحياتية، وتزرع فيها الأمل والتفاؤل والإيجابية، بعدما تمكنت من جذب الانتباه إليها بمنتوجاتها الفنية.
موهبة ودراسة
من خلال إبداعها لأشكال فنية من الشموع وجدت "ميساء" نفسها من أصحاب الحرف المهنية الذين يتقنون حرفة تحمل براعة الإبداع بين الأشكال الفنية، وتربط طموحها مع قدرتها على تجديد الجمال.
وعن بداياتها تقول "ميساء أبو حسون": "منذ طفولتي كانت تستهويني الأعمال اليدوية، تعلمتها بطريقة تقليدية من دون معرفة خفاياها ، لأن دراستي تمحورت في هذا المجال، فبعد نيلي الشهادة الثانوية درست في معهد الفنون وتخرجت منه، وأخذت الحياة الزوجية كل وقتي ولم تمنحني فرصة ممارسة هوايتي الفنية، خاصة بعد انشغالي بتربية الأطفال.. إلى أن جاء الوقت المناسب، فمنذ فترة قريبة كنت أتصفح مواقع إلكترونية متنوعة ومهتمة بالصناعات اليدوية عبر الإنترنت، استوقفني فيديو تحف صغيرة ناعمة وملونة بألوان زاهية وجميلة مصنوعة من الشمع، وشدني الفضول أكثر لمعرفة المزيد عنها، بحثت في فديوهات تعنى بصناعة الشموع، التي بدورها تتضمن تعلم كيفية صناعتها، وذلك بشرح مفصل عن مكوناتها وماهية المواد اللازمة والأدوات المطلوبة".
خطوات تكبر
تتابع "أبو حسون" حديثها بالقول: "قمت باحضار المستلزمات الخاصة بالشمع، وبدأ مشروعي الصغير ينمو ويتطور بالبيت، وضعت في قرارة نفسي أن يكبر ليصبح مع الزمن مشروعاَ استثمارياً وذلك بعد معرفتي تاريخ الشموع ومحاسنه النفسية والروحانية ومدى انعكاسه على زرع السكينة والطمأنينة للنفس البشرية، وطرد الطاقة السلبية ومنح الطاقة الإيجابية، وهنا قررت العمل وانطلقت ببداية متواضعة، وأخذت الصنعة تأخذ طريقها نحو النمو".
وتضيف: "لحظة التوصل للأشكال المطلوبة تشعرني كم هي عملية رائعة وممتعة وفيها حس فني جميل وذات مرود مادي معقول، والأهم في هذه المهنة أنه لايوجد فيها هدر وخسائر للمواد، فإذا لم تحصل على الشكل المطلوب أو اللون المطلوب، بكل بساطة نعيد صهر الشمع من جديد ونجري التعديل المطلوب حتى نحصل على الشكل المناسب".
طريقة العمل
توضح السيدة "أبو حسون" أن مكونات العمل بسيطة، في البداية تحتاج الى راسمال بسيط، وهو عبارة عن تكاليف شراء شمع خام وحمض الشمع "مصلب" وعطر خاص بالشمع، وألوان خاصة به، ميزانين واحد إلكتروني وآخر لقياس درجة الحرارة التي يصب بها الشمع بالقالب.
تبدأ العملية -كما تقول- بإذابة الشمع بإناء خاص وعلى حمام مائي، وبعدها نضيف له نسبة من حمض الشمع، ونضع العطر بكمية وبنسبة معينة، ثم نقوم بالتحريك جيداً لمدة دقيقة حتى يذوب تماماً بالخليط، وبعدها نضع اللون المطلوب ونحرك جيداً، حتى نتأكد أنه تم تجانس تماماً مع الخليط، ثم نجهز القوالب الخاصة بالشموع المصنوعة من مادة السيلكون ونعرض القالب للحرارة جيداً وندخل الفتيل به قبل صب الشمع المذاب إذ من الضروري أن تكون حرارة الشمع عند الصب بالقالب 60 درجة مئوية، بعد سكب القالب نتركه حتى يبرد ويجمد لمدة حوالي 4 ساعات وبعدها ننزع القالب بهدوء".
مهارة واتقان
السيدة "هيفاء حمزة" واحدة من المستفيدات تقول إنها وقفت على طريقة صناعة الشموع لدى السيدة "ميساء أبو حسون" والتي عملت بإتقان ومهارة، حتى استطاعت جذب العديد من محبي الشمع والأهم باتت مشغولاتها نوعاً من الهدايا الفاخرة التي يمكن تقديمها للأهل والأصدقاء.
وتشير "هيفاء حمزة" إلى أن ميساء استطاعت بإصرارها ورغبتها ان تقدم للمجتمع مشروعاً استثمارياً يعود بالفائدة المالية والريعية الربحية بأقل التكاليف.
أحد المستفيدين "سعيد جابر" يكشف كيف استطاعت السيدة أن تجعل من مشروعها (صناعة الشموع) فرصة عمل تحقق لها الدخل، بحيث قامت بصناعة أشكال مختلفة تتلاءم مع أذواق ورغبات الناس، وبدأت بتوزيع أعمالها مقابل أرباح مادية بسيطة.. أصبحنا نرى منتوجاتها تعم ساحة السويداء لأن أعمالها أثبتت جمالية خاصة، وحققت رغبات الزبائن الطامحين للأجمل.