كانت مشاعر الفرح والفخر والسعادة باديةً على وجه الطالبين عبد الرحمن شعار وأسماء جنيد من كلية الهندسية الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق، وهما يقدّمان بخطى واثقة وشغف كبير أول مشروع تخرج في سورية لدراسة وتصميم قمر صناعي مع محطة استقبال أرضية.
خطوة أولى ورائدة
وبيّن عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية الأستاذ الدكتور مصطفى موالدي أن الكلية بدأت مناقشة مشاريع التخرج للطلاب من كل الأقسام، وكان هناك الكثير من المشاريع المتميزة التي تستحق إلقاء الضوء عليها، منها مشروع دراسة وتصميم قمر صناعي مع محطة استقبال أرضية من قسم هندسة التصميم الميكانيكي، معتبراً أنّها خطوة أولى ورائدة لجامعة دمشق في مجال دراسة الأقمار الصناعية، كما أنّها تفتح الباب للطلاب الجدد الراغبين بتطوير أفكارهم من خلال مشاريعهم في السنوات القادمة للوصول إلى مصاف الدول التي تصنع الأقمار الصناعية.
وأضاف: إن هذا المشروع إضافة إلى مشاريع التخرج المميزة سيشارك في معرض المشاريع الذي تقيمه الكلية سنوياً وسيتم احتضان بعض هذه المشاريع الرائدة من قبل حاضنة نمو التقنية.
وتحدث الأستاذ المشرف على مشروع التخرج الدكتور المهندس سامر حسام الدين لمدونة وطن قائلاً: إن فكرة المشروع بدأت منذ عام تقريباً، وهو أول مشروع بكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق بقسم هندسة التصميم الميكانيكي يهتمّ بهندسة الفضاء والدراسات الفلكية، وتحت عنوان دراسة تصميمية لقمر صناعي مع محطة استقبال أرضية، ما يثبت قدرة طلاب قسم هندسة التصميم الميكانيكي على إنجاز المشاريع الكبيرة.
ويضيف حسام الدين: تأتي أهمية المشروع أولاً لكونه يفتح الباب أمام طلاب الكلية في كل الاختصاصات لتناول هندسة الفضاء والدراسات الفلكية ضمن مشاريع تخرجهم، ولتسليط الضوء على هذا المجال الذي يقوم عليه جزء من الاقتصاد العالمي كصناعة معداته، مثل التلسكوبات واستثمارها من خلال الصور الملتقطة للأجرام السماوية، إضافة إلى تشجيع المستثمرين للتوجه إلى الاستثمار في مجال هندسة الفضاء والفلك لكون سورية تمتلك بعض المناطق التي تتمتع بأجواء مناسبة لعمل التيلسكوب.
حاضنة أعمال
حول إمكانية رؤية هذا المشروع على أرض الواقع تمنى الدكتور سامر حسام الدين من المستثمرين والصناعيين في القطاع الخاص التعاون مع الكلية للاستفادة من كوادرها ومشاريع التخرج فيها، وتبني هذه المشاريع المتميزة والأفكار التي تصدر عن طلاب هذه الكلية العريقة، وخاصة طلاب هندسة التصميم الميكانيكي الذين يتميزون بالدقة والنوعية ويمكنهم رفد سوق الصناعات الفضائية المحلية بأفضل الطاقات البشرية المتمكنة والكفوءة عند وجود مستثمرين أو شركات لديهم الرغبة في دخول هذا المجال.
بدوره، الطالب عبد الرحمن بشير الشعار "أحد معدي مشروع التخرج" قال للمدونة: أنا واثق من أن سورية سوف تخطو مستقبلاً خطوات متقدمة بفضل دعم جهات متعددة أبرزها الجمعية الفلكية والأمانة السورية للتنمية.
وأضاف: يحدوني الأمل بأن يتحقق حلم سورية بامتلاكها قمراً صناعياً خاصاً بها هم في تطوير الأبحاث العلمية في كافة المجالات، ومنها مشروع قمرنا الصناعي المتخصص بالمناخ والاحتباس الحراري.
فيما ترى الطالبة أسماء ياسر جنيد المشاركة بإعداد بالمشروع وجود صعوبة في تطبيقه بسبب التكاليف العالية وعدم القدرة على ذلك محلياً، وتمنت وجود جهة تتبناه لكونه مخصصاً لدراسة انبعاثات غاز الكربون والميتان فوق الفضاء السوري، ويتوافق مع أهداف خطة التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لغاية العام 2030 والتي يُعدّ الاحتباس الحراري أهم محاورها.
صعوبات وأمال
تقول الطالبة أسماء: أن فكرة مشروع تخرجنا عن تصميم قمر اصطناعي انطلقت بداية من حبنا بعلوم الفضاء والتي كانت هواية جميلة منذ الطفولة إضافة الى وجود شغف ذاتي بإنجاز عمل متميز خاص بي خلال دراستي الجامعية في كلية الهمك قسم التصميم الميكانيكي
وحول الصعوبات أوضحت:عانينا من صعوبات كثيرة أثناء إعداد المشروع وخاصة عدم وجود مراجع متخصصة حوله باللغة العربية والوقت الطويل والجهد الكبير الذي استغرقه البحث خاصة الحصول على الكتب الأجنبية وترجمتها حيث استغرق العمل نحو تسعة أشهر إضافة إلى ضغط الوقت والدراسة.
بدوره يشير الطالب عبد الرحمن إلى أن أغلب المشاريع في قسمنا التصميم الميكانيكي تتمحور غالبا حول عناوين تقليدية فكان قرارنا ان نعمل مشروع مغاير ومختلف إضافة لوجود شح كبير في بلدنا في مجال التصميم الفلكي ولتشجيع الزملاء الى التوجه نحو علوم الفضاء
ويتابع حديثه ..بدانا أولى خطواتنا بتشجيع كبير من الانسة شام نزار شيخ عضو الجمعية الفلكية السورية ما دفعنا لاختيار هذا العنوان رغم وجود صعوبات كثيرة مثل عدم وجود مراجع باللغة الغربية ووجود ضعف علمي في هذا المجال حيث تواصلنا مع متخصصين في هذا المجال من خارج الجامعة ومن حارج البلد أيضا
الطالبة في كلية الهمك حلا السمين تحدثت عن تجربة زميلتها أسماء قائلة: تميزت أسماء باجتهادها وإصرارها على النجاح والتفوق، وهي دائما تساعد زملاءها في الكلية، وقد عرفناها طالبة طموحة ونحن فخورون بها، أما مشروع تخرجها فهو عن تصميم القمر الصناعي للأغراض المناخية وهو الأول في سورية واستطاعت أن تحقق حلمها وأتمنى أن تتابع خطواتها العملية في المستقبل، مشيرة إلى ضرورة تقديم المساندة لها من الجهات المعنية لتصل إلى تنفيذه على أرض الواقع وبما يخدم مسار البحث العلمي ويحقق الفائدة لبلدنا.
ويؤكد محمد بشير شعار والد الطالب عبد الرحمن اعتزازه بمستوى الطلاب المتقدم في الجامعات السورية قائلاً: تميز ابني بسعيه للتميز والتفوق عبر مراحل دراسته المختلفة، وأنا فخور بما قدمه اليوم رغم الظروف الصعبة وواثقٌ من نجاحه في بناء مستقبله على أرض الواقع، وتمنى أن تتم مساندة الطلاب وتقديم يد العون لهم بما يسهم في تحقيق طموحاتهم وتطوير بلدنا.
القمر الصناعي
ولفت الطالبان عبد الرحمن الشعار وأسماء جنيد إلى أن المشروع يهتم بهندسة الفضاء والدراسات الفلكية، ويعد مرجعاً لأي طالب أو مهتم بالفضاء ليكون محفزاً له على الإبداع، كونه المشروع الأول بجامعة دمشق، ويختص بدراسة انبعاثات الكربون فوق الفضاء السوري ويفيد في أهداف التنمية المستدامة، و يشمل في جزء منه دراسة وتصميم القمر الصناعي وجزء آخر دراسة وتصميم محطة الاستقبال الأرضية، مضيفاً: لقد تطرق المشروع إلى أجزاء القمر الصناعي وشكل الهيكل والأنظمة الإلكترونية ومعدات الاتصال، والتركيز على الدراسة الميكانيكية لشكل ومواد التصنيع للقمر الصناعي، إضافة إلى تعريف القمر الصناعي، وأنواع الأقمار الصناعية والمدارات الأرضية وأنواعها، وفي الجزء الأخير تم التطرق إلى أجزاء ومكونات محطة الاستقبال، من تصميم للسطح العاكس والهيكل الداعم، واختيار المحركات المناسبة، مع دراسة وحسابات جملة نقل الحركة للمحورين الأفقي والشاقولي للمحطة، ومن ثم تصميم قاعدة التثبيت المناسبة ووضع برامج التحكم الملائمة لعمل المحطة.