تسهم الجمعيات الأهلية والمجتمعية إلى جانب المؤسسات الحكومية، في تنمية المجتمع المحلي في مدينة سلمية، من خلال المشاركة في تأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة مدرة للدخل، وتشجيع العمل التشاركي ونشر ثقافة العمل الطوعي وخلق أفكار لمشاريع تنموية، وهذا ما تقوم به الجمعية الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سلمية، عبر المشاريع التنموية الصغيرة وأبرزها مشروع " تريكو".

صديق البيئة

منذ تأسيسها عام ٢٠١٨ أطلقت الجمعية، عدداً من المشاريع التنموية والإنتاجية والخدمية والبيئية وحسب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور "عبد الكريم السيد" فإن الجمعية تهدف إلى إعداد جيل الشباب وتأهيله لدخول سوق العمل، عبر إقامة دورات تثقيفية وتدريبية ونشر ثقافة العمل التشاركي والطوعي، وكذلك إقامة مشاريع مدرة للدخل وتمكين المرأة.

ويضيف: "لدينا حالياً مشروع " تريكو" وهو مشروع اقتصادي بيئي، نفذ بالتعاون مع مؤسسة الآغا خان، ويهدف إلى الاستفادة من إعادة تدوير الملابس المستعملة وبقايا الأقمشة الناتجة عن مشاغل الخياطة، وتحويلها إلى ألبسة جاهزة بأسعار الكلفة، لتمكين شريحة الفقراء من شرائها، إضافة إلى الجانب البيئي من خلال نشر استعمال أكياس قماشية للغراس بدلاً من أكياس النايلون، فتقوم بصنع هذه الأكياس القماشية وبيعها للمشاتل الزراعية والبيوت البلاستيكية".

بعض منتجات تريكو

يعمل في المشروع حالياً ثمانية خياطين وأربعة إداريين (إشراف وصيانة)، وستعود ملكية المشروع للجمعية بعد انتهاء العقد المبرم مع مؤسسة الآغا خان، ومدته أربعة أشهر ينتهي منتصف الشهر الجاري، ومنذ تاريخ التأسيس تم تزويد المشغل بطاقة شمسية، تكفي لتشغيل مكنات الخياطة.

أصحاب الدخل المحدود

تتحدث مشرفة المشروع "لبنى الحاج" عن هذا المشغل وآلية العمل فيه وتقول: "تم اختيار الخياطين بعد إجراء اختبارات على الخياطة بأنواعها (الحبكة ، الدرزة، الرشة ،التفصيل ، والقص)، إضافة إلى مشرف وإداري وعامل صيانة.

الخياطة راما سيفو والعامل باسم نصرة

يضم المشغل حالياً خمس مكنات خياطة حديثة ذات تقنيات عالية غير موجودة في السوق المجاور، حيث تحتوي على شاشة عرض للتحكم بكيفية العمل لكل قطعة.. نقوم بصناعة ألبسة جديدة جاهزة بعد تدوير ألبسة مستعملة وقطع قماشية، ثم تفصيلها وخياطتها مجدداً لتصبح جاهزة للبيع، ومعظمها ألبسة ولادية ونسائية وتباع بأسعار تنافسية، تخدم ذوي الطبقة الفقيرة، كما نقوم بإصلاح ألبسة للقطاع الخاص بأجور رمزية يعود ريعها للمشروع، أيضا ننتج أكياساً قماشية من الجينز والكتان، تستخدم في زراعة الغراس وأصبحت مطلوبة".

وبالنسبة للمواد الأولية المطلوبة للمشغل توضح "الحاج": "لدينا حالياً بعض رولات القماش والخيوط المتنوعة لزوم العمل، من تقدمة مؤسسة الآغا خان ، وبخصوص تسويق المنتج لدينا معرض خاص للبيع كما نشارك في مهرجانات التسوق والمعارض المحلية للتعريف بمنتجات المشغل والتسويق له".

المشرفة على المشروع لبنى الحاج

فرص عمل

الخياط "باسل نصرة" عامل رشة ودرزة يقول: "عند إعلان الجمعية عن عرض العمل تقدمت بطلب المشاركة والتعيين وبعد إجراء الاختبار تمت الموافقة علي، وبعد ذلك اتبعنا دورة تدريبية على مكنات الخياطة الموجودة في المشغل، لأنها جديدة ومتطورة، والعمل هنا أفضل من حيث الدخل كما أنه يشكل فرصة عمل ثابتة، والاستفادة من الخبرات الموجودة، وفق دوام يومي عادي ومريح.. أعمل بشكل عام في إعادة تدوير الملابس القديمة والأقمشة بعد تفصيلها مجدداً وخياطتها، إضافة إلى صنع أكياس قماشية تستخدم في زراعة الغراس بدلاً من أكياس البلاستيك، وأيضاً نصنع حقائب وجلديات وغيرها من القطع القماشية".

بدورها، تشرح الخياطة "راما هاشم سيفو" طبيعة عملها في المشغل وتقول: " كنت سابقاً أعمل خياطة جلديات في مشغل خاص، وبعد إعلان الجمعية وتجاوز الاختبارات واتباع دورة تدريبية على المكنات، باشرنا العمل منذ حوالي أربعة أشهر، نقوم بصنع ألبسة جديدة من ألبسة مستعملة بعد إعادة تدويرها والاستفادة منها، إضافة إلى صنع حقائب وجزادين قماشية وجلدية تناسب كل قطعة لباس، ويمكن أن تستخدم كهدايا أيضاً ننتج يومياً نحو ٣٠ قطعة جاهزة للبيع، طبعاً الفائدة المادة مقبولة في المشروع من حيث الاستقرار ومن حيث كمية المنتج، وكلما زادت نسبة الإنتاج يزداد دخلنا".