شكل رحيل الطبيب "سيروب عزيز" ابن مدينة القامشلي خسارةً لأهل مدينته ومحبيه، وهو الذي فرض حبّه واحترامه وإنسانيته على كل من عرفه، وسخّر مهنته الطبيّة لخدمة أبناء منطقته، وتقلّد العديد من المناصب الإداريّة في النقاط الطبيّة، نال خلالها احترام ومحبّة من عاصروه وعاشروه.
الطبيب الإنسان
مدير المنطقة الصحيّة السابق الدكتور "نافع ساكير" أشاد بالقيم والخصال الطيّبة التي امتاز وتفرَّد بها الراحل "سيروب"، مؤكداً أن خدمته الطبية لنصف قرن تقريباً كانت حافلةً بالعطاء والسخاء والوجدان والإنسانيّة.
كان يكلمني ويحدّثني بلغتي كما كان تواصله مع كل مرضاه على اختلاف أطيافهم، ولم يكن يهتم بالجانب المادي وقيمة المعاينة، حتّى إنّه كان يسعى لتأمين الدواء والتفاصيل الطبية الأخرى للأشخاص الذين لا يملكون ثمن ذلك، حزني على هذا الشخص لا يمكن شرحه وسرده، يمكن القول بأن المنطقة كلّها فقدت طبيبا إنسانياً
"ساكير" قدّم تفاصيلَ أخرى عن حياة الطبيب "سيروب عزيز" الذي فارق الحياة قبل أيام، حيث يقول: «رحل الدكتور "سيروب عزيز" وكان المدير الأسبق لمستشفى "القامشلي" الوطني والمنطقة الصحية في "القامشلي"، بعد حياة ملأى بالعطاء والإخلاص، وكان نموذجاً للمدير والإنسان الناجح والصادق في عمله الطبي، ومثالياً في علاقاته الاجتماعيّة، إذ كوّن علاقاتٍ اجتماعيّةً جميلة وطيبة، مع مختلف أطياف المنطقة، ونحن كزملاء له في المنطقة الصحيّة تعلّمنا وأخذنا منه الكثير، اقتدينا بحكمته وحلمه ونهجه الإنساني في العمل الطبي والاجتماعي».
من جهته، يؤكد التربوي "عمر عبد الله" أن الطبيب الراحل كان قريباً ومحباً للجميع لا تفارق وجهه الابتسامة، وكان يتعامل مع الجميع بكل تواضع ومرونة وصدق.
ويقول: «شغل خلال مسيرته المهنية أكثر من منصب إداري صحّي في المنطقة، وكان هذا مؤشراً على نجاحه وتميّزه، وسعيه لخدمة ومساعدة المرضى والناس، هذا ما لمسناه وسمعناه، فقد كان الراحل من خريجي جامعة "يريفان" في "أرمينيا"، وكان متمكّناً من التحدّث بلغات شعوب الجزيرة كلّها، " العربية، الكردية، الآشورية، السريانية، والأرمنية"،
كما حظيَ بشعبية واسعة في المنطقة عموماً وفي "القامشلي" خاصة، ولأنه حاز محبة الجميع فقد نعته صفحات تواصل اجتماعي ووصفته بـ "طبيب الفقراء"، وهذا بحدّ ذاته إشارة واضحة واختصار لكل كلمات المدح والإشادة، فمدينة "القامشلي" فقدت إنساناً عزيزاً كان خير من يمثّل هذه المدينة الرائعة بشكلها الجميل وأطيافها المتعددة، إنّه الدكتور النبيل الكريم صاحب اليد البيضاء والروح الكبيرة».
الكثير من الصبر
في عيادته الطبيّة لا تجده إلا مرحاً وطيباً ومرناً، يعطيك وقتاً طويلاً ليسمعك، ويمنحك هدوءاً وراحة، فقد كان يعالج مرضاه بالكثير من الصبر وطول البال، وأكثر من ذلك يتعامل وكأنّه صديقك، هذا ما يقوله "حسين حاج محمود" عن الراحل.
حاج محمود يشير إلى نقطة مهمة وجدها خلال زياراته إلى عيادة الراحل الدكتور "سيروب": «كان يكلمني ويحدّثني بلغتي كما كان تواصله مع كل مرضاه على اختلاف أطيافهم، ولم يكن يهتم بالجانب المادي وقيمة المعاينة، حتّى إنّه كان يسعى لتأمين الدواء والتفاصيل الطبية الأخرى للأشخاص الذين لا يملكون ثمن ذلك، حزني على هذا الشخص لا يمكن شرحه وسرده، يمكن القول بأن المنطقة كلّها فقدت طبيبا إنسانياً».
توفي الطبيب والشخصية الاجتماعيّة "سيروب باكو عزيز"، في مدينة "القامشلي" عن عمر ناهز 76 عاماً وهو اختصاصي في الطب العام من مواليد عام 1948، يعمل في مهنة الطب منذ أكثر من 40 عاماً