رغم إصابته بمتلازمة داون فقد تحدى "مهند زينو" نفسه، وبرع في العديد من المهارات والألعاب الرياضية، وأتقن التعامل مع الكمبيوتر والرسم والسباحة، والضرب على الطبل والرقص الهندي، والحلاقة الرجالية، كما شارك في أولمبياد الجمهورية والأولمبياد العربي ويحضر للأولمبياد الأوروبي، وحقق الميداليات الذهبية ونال التكريم والاهتمام في بلده.
من رحم المعاناة
تتحدث والدة "مهند" السيدة "ملوك الجرف"،
عن المواهب المتعددة التي يتقنها رغم إصابته وتقول: "ولادة "مهند" كانت عام 1994، ومرضه صدمة كبيرة بالنسبة لي، لانعدام خبرتي في التعامل مع حالته "متلازمة داون" مع ما كان يعانيه مع زكام مستمر وأمراض باطنية مع قلة وزن وضعف مناعة، ما اضطرني لزيارة طبيب الأطفال شهرياً لاتباع نصائحه، وهكذا نشأ هادئاً حنوناً محباً لمحيطه، لطيفاً مع أقرانه يحب السلام والفرح والموسيقا، فاشتريت له آلة الأورغ وعزف سماعياً الأغاني الوطنية".
وتضيف: "عندما وصل السادسة من عمره رافقني إلى المدرسة وجذبته لعبة كرة السلة وتميز بمهارة رمي الكرات بشكل فريد، فتولى تدريبه في النادي الرياضي معلم الرياضة الراحل "رياض عيسى" زميلي في المدرسة، وألحقته بالنادي ليتولى تدريبه الكابتن "جلال الحموي" بكرة الطائرة، وتلقي رعاية واهتماماً كبيراً من "صفوان سيفو" رئيس نادي "سلمية" الرياضي، وفي عمر الثماني سنوات ألحقته بجمعية الدراسات وأبحاث المعاقين، فشارك بحفلاتها الرسمية بالرقص الهندي والدبكة، وكان شعلة من الحب والفرح".
تميز وتكريم
بدوره، يشير الشاب "مهند" إلى هواياته المتعددة ومشاركته، ويقول: "أحب الموسيقا منذ طفولتي وخاصة الهندية التي أتابعها على اليوتيوب والدبكة والرقص، وأضرب على الطبل بإيقاع الأغاني الوطنية، واتبعت دورات كمبيوتر في التنمية الريفية وتميزت في ذلك، كما أني أحب السباحة وفزت على مستوى المحافظة وأتبع الآن دورة منقذ بإشراف المدربة "رندة عروس"، وأحببت الألعاب الجماعية وخاصة كرة الطائرة، فشاركت في عدة معسكرات، الأول منها في "دمشق" 2009 للأولمبياد الخاص للمعوقين بكرة الطائرة، واستضافتنا "الجزائر" 2012 لمدة شهر، وفي 2016 شاركت بمعسكر في "دمشق" صالة الفيحاء، وكرمتني السيدة الأولى "أسماء الأسد" بمكافأة مالية، وفي 2018 التحقت بالأولمبياد الخاص في "الإمارات" لمدة أسبوعين وقُدمت لنا الهدايا والمكافآت المالية، وفي عام 2023 شاركت بمباراة في "دير عطيه" وفزنا بالمركز الأول، وبمعسكر "اللاذقية" مدة شهر، والتقيت السيد الرئيس "بشار الأسد" وكرّمني وشجعني، وكان داعماً لي في أنشطتي، والآن أشارك بالمعسكرات التحضيرية لبطولة كرة الطائرة للأولمبياد الخاصة في "ألمانيا".
إصرار على النجاح
بدوره يقول الكابتن "جلال الحموي" مدرب "مهند" في كرة الطائرة: "عرفته في عام 2008 وكان ينفذ تمارين الإحماء الجماعية ويشارك بالمسابقات في الملعب، قمت بتدريبه على لعبة كرة الطائرة.. حالته تحتاج الصبر ثم الصبر ومن الصعب أن يكون كالحالات العادية لكن الاهتمام به رغم استجابته الأقل من الأطفال الطبيعيين بدأ بنسبة 30%، وخلال عام وصلت حتى 80%، إذ أتقن المهارات ونال مع فريقه الميداليات الذهبية نتيجة إصراره على النجاح والتميز".
التحق "مهند زينو" بجمعية المعاقين منذ 15 عاماً، وحسب ما تؤكد آلاء زينو" رئيسة مجلس إدارة جمعية المعاقين "فقد كان خامة متميزة، وبمتابعة الجمعية في أقسامها المتخصصة سبرت توجهاته وهوياته وقيمت حالته، وعملت على بناء شخصيته ودعم هوياته ودمجه في المجتمع ضمن برامج محددة، وكان طالباً نجيباً مهذباً ولطيفاً واجتماعياً يحب أصدقاءه ومحيطه، ويتقن الحرف اليدوية والحلاقة، ويحب التواصل والكمبيوتر حيث قامت الجمعية بمحو أمية المعلوماتية، وهو يتقن العمل على الكمبيوتر وعلى الجوال بمهارة، وهو لاعب رياضي أحرز العديد من الميداليات، وما زال يتابع في برامج الجمعية الأسبوعية".
وتبين "نسرين العرنجي" حكم دوري سوري لكرة الطائرة أنه ومنذ تأسيس فريق الطائرة للأولمبياد السوري الخاص عام 2016، انضم "مهند" للفريق ولفت الانتباه إليه بتميزة وبما يمتلكه من طاقة حركية مضاعفة عن أقرانه، وتعلمه السريع فعندما أنهى التمرين الأسبوعي انتقل للعب مع الفريق التالي، إضافة إلى ما يتمتع به من سجايا فهو إنسان محبوب ومهذب جداً، وفي تعلم المهارات لا فرق بينه وبين الأسوياء شارك في البطولات المحلية والعربية وأحرز المركز الأول".