من سائق على عربة نقل للبضائع، بدأ "ايمن شفيق محمود" مشواره في عالم التجارة، ليحقق حلمه بفضل إرادته وتصميمه وليكتب قصة نجاح بعدما أصبح اليوم تاجراً وموزعاً لأهم الشركات، وفوق ذلك مساهماً في نشر ثقافة العمل التطوعي الخيري، ومشجعاً للرياضة والعلم، فضلاً عن تبرعاته لأسر الشهداء ومرضى متلازمة الحب داون.
من البداية
بعد رحلة مع المعاناة والبحث عن فرصة عمل مناسبة، وبعد أن تنقل في العمل من مهنة لأخرى، بدأ "أيمن" /51/ عاماً العمل على عربة نقل بضاعة متنوعة، واستطاع بناء علاقة متينة بين التجار والزبائن قوامها الصدق والأمانة، فنجح في توسيع دائرة العمل نحو توزيع ونقل المواد الغذائية والاستهلاكية، الأمر الذي دفع به لاستئجار سيارة نوع "سوزوكي" لإيصال البضاعة لأصحابها، وتطور العمل وأخذ بالتوسع من العربة إلى السيارة، ثم نقل البضائع والسلع من دمشق إلى السويداء، وفتح مستودعاً بمساحة بسيطة، ليصبح المستودع بمساحة تجاوزت ٢٢٥ متراً يعمل به تسعة عمال، وتوسع العمل أكثر حسبما يؤكد "أيمن" ليغدو اليوم وكيلاً في السويداء لعدد من شركات المواد الغذائية.
اهتمامات إنسانية
قصة نجاح العمل التجاري التي حققها "أيمن محمود"، لم تقف عند هذا الحد بل أضاف إليها قصصاً أخرى في العمل الإنساني، حيث كان وبشهادة الكثيرين سباقاً لمد يد العون للفقراء والمحتاجين والطلاب وأسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشير "حسن نصار" وهو أحد المستفيدين من أعماله، إلى أن المتبرع "ايمن محمود" قام بمجموعة أعمال إنسانية انعكست على المجتمع بشكل ملحوظ، إضافة إلى أنه استطاع أن ينتزع من قلوب الناس ومن عرفه المحبة والصدق ولمس من عمله المصداقية والإخلاص في عمله، حيث يعمل على تقديم المساعدة بطريقة إنسانية، منها على سبيل المثال تشغيل اليد العاملة رغم عدم حاجته، علماً أن لديه في مستودعاته حوالي عشرة عمال أي أن هناك فائضاً عن حاجة العمل، بغية تقديم المساعدة بكبرياء لهم ودون جرح شعورهم الإنساني.
منحٌ ومساعدات
ويوضح "لؤي نصر" المستفيد من فرصة عمل عنده، أن "أيمن" يقوم بتقديم منح دراسية لطلاب بحاجة لإتمام المراحل الجامعية لكن ليس لديهم القدرة المالية، إضافة إلى مساعدة النادي الرياضي وخاصة للأطفال فقد أخذ على عاتقه نقلهم إلى المحافظات السورية على حسابه، وتقديم ما يلزم لهم لممارسة مباريات وألعاب مختلفة تشجيعاً لهم لتحقيق الفوز والجوائز.
أما بالنسبة للجمعيات الخيرية وخاصة متلازمة الحب داون، فقد عمل على تقديم مساعدات لهم بشكل كبير جداً، وأيضاً أسر الشهداء والجرحى، والمنح الدراسية، وكذلك بعض المساهمات في الأنشطة التنموية لتشجيع المهارات في كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين بالسويداء.
أخيراً، يشكل الناشط الاجتماعي "أيمن شفيق محمود" واحداً من المهتمين بالشأن الاجتماعي الخيري، الذي عكس عمله على العديد من الأسر ورسم البسمة والبهجة على أوجه العديد من الأطفال وأصحاب الحاجة، إضافة إلى خلق فرص عمل لعشرة أشخاص ثابتة وأربعة فرص متغيرة وفق حاجتهم للعمل دون تقديم جهد من قبلهم، فهو مؤشر على وجود شخصية تحمل التنوع الإنساني والخيري والعمل التنموي.