يقوم برنامج سبل العيش بدعم وتشجيع النساء المعيلات والأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف مناطق محافظة السويداء، وتمكينهم اقتصادياً عبر اعتمادهم على أفكار ومهارات وأنشطة مولدة للدخل، وتحويلها إلى مشروعات صغيرة ثم متوسطة.

سبل العيش

في مرحلته الأولى استهدف البرنامج الذي انطلق بإشراف مركز "مقام عين الزمان" بالسويداء /1550/ أسرة، وتطور في المرحلة الثانية ضمن تطبيق تعاونيات موزعة على ريف المحافظة.

وفي هذا السياق، يقول "باسل نصر" المدير التنفيذي لمؤسسة "عين الزمان للتنمية الاجتماعية" لموقع مدونة وطن esyria: "برنامج سبل العيش مستمر منذ خمس سنوات والبداية كانت في تعاونيّات "خيرات الضيعة" بمشروع مكون من ستّ سيّدات واجهنَ قسوة الظّروف الاقتصاديّة، وتمكنّ معاً من فتحِ منشأة تنتج أسبوعياً مختلف الأصناف الغذائيّة لتشكل لهنّ دخلاً وفيراً وعيشاً كريماً، حيث يقدم البرنامج منحاً تشغيلية للأسر وفق معايير وشروط محددة بهدف تحويلها إلى أسرة مكتفية ذاتياً، والأهم إبعادها عن مفهوم السلة الغذائية".

باسل نصر المدير التنفيذي لمؤسسة عين الزمان

ويشير "نصر" إلى أن أنواع المشاريع تنوعت بين تجارية ومشاريع دعم الثروة الحيوانية من أغنام وأبقار ودواجن ونحل، إضافة إلى مشروع "الصناعات الغذائية"، والهدف منه إعطاء قيمة للمواد الأولية المتوافرة في السويداء، عبر إعادة تصنيعها مثل (أجبان، عصائر، بهارات، مخبوزات بأنواعها وأصنافها المجففة).

ويضيف: "كان ذلك في المرحلة الأولى التي خضعت فيها المتقدمات إلى دورات تأهيلية لمدة تسعة أيام أكسبتهن معلومات حول أساليب العمل في مجال الصناعات الغذائية من قبل اختصاصيين، لتتم إقامة بازار سوق الخير في مقام عين الزمان بالسويداء" .

نغم حماد وشذا الجباعي

تطور المشروع

شكرية الزغير وميادة عبيد من تعاونيات خيرات الضيعة

بعد نجاح المرحلة الأولى تم تطوير برنامج "سبل العيش" بالمرحلة الثانية، وذلك كما يقول" نصر" من خلال متابعة الأسر التي استفادت بالمرحلة الأولى والتي اندرجت تحت مسمى مشاريع صغيرة، ليتم العمل على تشكيل 15 تعاونية على مساحة المحافظة، تتكون كل تعاونية من ست سيدات وقد أعطي لكل تعاونية منحة سابقة، وأثبتت الأسر رغبتها الحقيقية بالعمل واجتازت فترة الاختبار لمدة سنة، حيث تم تقديم منحة إضافية لهذه الأسر بهدف توسيع مجال العمل وتحويل مشاريعها إلى مشاريع متوسطة، وجرى إقامة بازار الخير الثاني لهذه الأسر بغرض عرض منتجاتها وإكسابها مجالاً أوسع في التسويق.

ويكشف "نصر" انه في المرحلة الثالثة من المشروع سيتم دعم استدامة 15 تعاونية للتصنيع الغذائي تم إنشاؤها في المرحلة الثانية والتي تضم 90 مستفيدة، وقد دُرّبت 75 منهن على التصنيع الغذائي و15 على الأعمال الإدارية والمحاسبية في المرحلة الأولى من المشروع لتطوير العمل وتحقيق التنمية المستدامة.

مواصلة الطريق

"نغم حماد" إحدى المستفيدات من البرنامج من تعاونية "اللقمة الطيبة" تبين أنه ومن خلال هذا البرنامج "قمنا باتباع دورات تدريبية حول أصول ومفاهيم الصناعات الغذائية، وبعد المنحة المقدمة والمتابعة المستمرة شرعنا بإقامة مشاريع صغيرة، الأمر الذي جعلنا نعمل على تطوير العمل ونحقق مردوداً مادياً نستطيع من خلاله مواجهة متطلبات الحياة، ونحن مستعدون للاستمرار؛ لأننا على يقين بأن العمل النافع يصبح ثقافة مجتمعية ويحقق الاكتفاء الذاتي لنا".

وتقول "شكرية زغير" إحدى المستفيدات: إن برنامج سبل العيش قدم لنا خدمات هامة لم نكن نعلم بأهميتها على صعيد الواقع الاجتماعي، واستطعنا بعد التدريب والمتابعة أن نصبح عناصر فعالية بالمجتمع، ونسهم في القيمة الإنتاجية ونسد احتياجات السوق المحلية بمنتجات محلية مادتها الأولية بين أيدينا دون تكلفة، خاصة بعد تقديم منحة لنا لإنشاء مشاريع صغيرة، واليوم باتت مشاريع متوسطة وهي تشهد تطوراً ملحوظاً، نحو تحقيق أهداف برنامج سبل العيش الحقيقي بتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.