أُسّست جمعية الكرمة في "سلمية" بمشاركة ثلاثة وعشرين مزارعاً، بدعم من مؤسسة الآغا خان، ويعد المشروع الأول من نوعه في "سورية"، حيث اشترت المؤسسة الآلات لصناعة دبس العنب وعصيره المبستر والزبيب، ودربت الأعضاء ليصنعوا منتجاتهم، بترخيص من وزارة الصناعة تاريخ كانون الأول 2023، وذلك تلبيةً لحاجة السوق المحلية والعربية والأوربية وفق المواصفات العالمية للجودة، وأسهم المعمل في خلق فرص عمل للأسر.
فكرة رائدة
"محمد العيزوقي" رئيس مجلس إدارة الجمعية تحدث لمدونة وطن عن الجمعية قائلاً: «أُسست الجمعية بمشاركة 23 مزارعاً بهدف إنشاء معمل لاستيعاب منتجاتهم، كالزبيب ودبس العنب وعصيره، ورغم صعوبة إقلاع المعمل في بدايته بسبب بعض المشاكل في صناعة الآلات، إلا أنّنا لم نيئس وأنتجنا دبس العنب وبسعر منافس، وفي خطة قادمة لتطوير واستغلال الآلات سنقوم ببسترة جميع أنواع عصائر الفاكهة، وتسويقها في السوق المحلية والعربية وحتى العالمية».
لا تقتصر الآلات على منتج العنب فحسب، بل يتعداه لتجفيف الخضار من ملوخية وبامية وبندورة وفليفلة، وصناعة العصائر المبسترة الطبيعية من الليمون والبرتقال والرمان والتوت، بعد شراء آلة لفرط الرمان
خطوات الإنتاج
يمتد المعمل على مساحة وقدرها 125 متراً مربعاً وفيه عدة آلات، منها ساحب نقل العنب لمرش الماء لتنظيفه، ثم فصله لحبات تنقل يدوياً لآلة العصر، ثم فلترته واختيار الغاية منه إما مبستراً ويعبأ بزجاجات يحكم إغلاقها آلياً، أو ينقل إلى مرجل لغلي العصير وصناعة الدبس وتعبئته في أوعية زجاجية ليتم طرحه للتسويق، وتوجد آلة صناعة الزبيب متعددة الاستعمال، حيث يقوم العمال بفرط العنب يدوياً ثم يغسل ويوضع في آلة تعمل على الطاقة الشمسية لتجفيفه لفترة، ويمكن تجفيف الفليفلة أيضاً، والخضار من الإنتاج المحلي لدعم المزارعين وتشجيعهم على توسيع رقعة الإنتاج.
وحسب حديث "العيزوقي": «لا تقتصر الآلات على منتج العنب فحسب، بل يتعداه لتجفيف الخضار من ملوخية وبامية وبندورة وفليفلة، وصناعة العصائر المبسترة الطبيعية من الليمون والبرتقال والرمان والتوت، بعد شراء آلة لفرط الرمان».
شهادات وخبرات
المزارع "إياد الصالح"، من مواليد "بري الشرقي" 1982، حاصل على الثانوية، تحدث عن تجربته مع الجمعية بالقول: «لدي مزرعة كرمة على مساحة ثلاثة دونمات، ويبلغ عمر الكرمة تسع سنوات، ونعاني من مشاكل كثيرة كمستلزمات الإنتاج والري، إضافة إلى تدني سعر تسويق المحصول في السوق المحلية بالمقارنة مع تكلفة الإنتاج، فكانت الجمعية هي المنقذ للمزارع لحفظه من الاستغلال وتصنيع محصوله بشكل دبس وعصير وزبيب بمنتج عضوي، وقد قمت بهذا الخصوص باتباع دورة مع المؤسسين المزارعين برعاية مؤسسة الآغا خان، وحصلتُ على سجل تجاري وسجل صناعي لأشارك في المنشأة الجديدة».
بدوره، يتحدث المزارع "نواف ديوب" عن تجربته مع الجمعية ويقول: «أزرع أرضي البالغة أربعة دونمات في قريتي "تلدرة" منذ عشرين عاماً، وهي مزروعة بالكرمة والرمان والتين، وفكرة تأسيس جمعية الكرمة فكرة رائدة لما لها من ميزات إيجابية لدعمها المزارع، ولا سيما أن إنتاجي يبلغ سنوياً 400 طن عنب و5 اطنان رمان و200 طن تين، وللأسف فقد كان إنتاج هذا العام قليلاً بسبب التقلبات المناخية، وستعمل الجمعية على استيعاب إنتاجي من بقية المحاصيل، بعد أن أقامت المؤسسة معملاً لصناعة الدبس، وهذا يحمينا من استغلال تعبنا طوال العام من التجار وبيع إنتاجنا بسعر زهيد، إضافة لمشاركتنا في صنع منتجاتنا وتسويقها في السوق المحلية لتغطية حاجته أو خارج القطر، ومن جهة ثانية دعم زراعة الكرمة في "سلمية" لتصبح الأولى في زراعتها».