إحدى أبرز المؤسسات الرياضيّة في محافظة "الحسكة"، الداعمة للمنتخبات الوطنيّة والأندية الرياضيّة، قدّمت نفسها وعلى مدار سنوات عديدة بصورة رائعة، خاصّة في سنوات الحرب، حيث تابعت رحلة التدريب والتمرين والتواصل الرياضي.
تاريخٌ طويل
أخوية "مار يعقوب" لها تاريخٌ طويل، وذكريات كثيرة، وتفاصيل عديدة، يسردها الخبرة الرياضيّة ورئيس نادي "الجهاد" السابق الكابتن "جورج خزوم": «لا بدّ من الحديث عن المحطة التي سبقت افتتاح الأخوية، فالسريان بشكل عام كانوا سبّاقين للرياضة في المنطقة، إذ أسّسوا أوّل نادي رياضيّ عام 1934 باسم "بيت نهرين"، واستمرت الرياضة السريانيّة حتّى تاريخه، بعد أن مرّت بمحطات رياضيّة مختلفة، خرجت أسماء لامعة في مختلف الألعاب الرياضيّة.. الأخوية شُكِّلت عام 1972 بإدارة "جورج دولة" هدفها الأساسي رياضياً جمع الشباب السريان الرياضيين، بعد أنْ تم توحيد الأندية في مدينة "القامشلي"، وإبعاد الشباب عن الأماكن السلبيّة، استمرت الأخوية جيلاً بعد جيل، وقدّمت الكثير للأندية، خاصّة نادي "الجهاد"، ففي إحدى السنوات قدمت الأخوية فريقاً كاملاً من لاعبي كرة السلة وكادرها وشاركت في بطولة رسمية على مستوى القطر وحصدت المركز الأول، وقد وصلت في مرحلة ما إلى وجود ثمانية فرق للسلة فقط، فهناك جهود كبيرة وبشكل دائم للحفاظ على بقاء الأخوية، حتّى في إحدى السنوات أشرفت بنفسي عليها حتّى تصمد وتستمر».
نسعى دائماً لاختيار الكادر الجدير بالإشراف والعمل التدريبي، لدينا مختلف الأعمار، وأبوابنا مفتوحة لكل أبناء المدينة، وضمن خطتنا إقامة أنشطة رياضية دورية؛ لتعيشَ الأخوية أجواء اجتماعية ورياضية مثالية، والأخوية رسالة من رسائل المحبة والسلام، ونشيد بتعاون الأهالي ودعمهم المعنوي لنا ولمدربينا
"بسام توما" مدرب كرة الطائرة في الأخوية، يتحدّث عن بعض التفاصيل المتعلّقة بلعبته: «منذ عام 1993 وأنا أشرف على هذه اللعبة، حافظنا ونحافظ على اللعبة رغم كل الصعوبات، لدينا فرق للبنين والبنات، ولدينا مشاركات في اللعبة على مستوى المحافظة بشكل دائم، بهدف المحافظة على هذه اللعبة ومحبيها، ولدينا أيضاً ما يقارب ال120 لاعباً ولاعبة وبمختلف الأعمار، بعضهم يمثل الأندية في بطولات رسمية، حتّى إن ملعب الأخوية يحتضن بطولات ومباريات، ونسعى لنكون جزءاً مهماً من اللعبة لتطويرها، ففي إحدى السنوات عندما صعد نادي "الجهاد" للدرجة الأولى، كان جلّ لاعبيه من طائرة الأخوية.. ستبقى اللعبة قائمة ومستمرة في تقدمها وتطورها».
مسيرة مستمرة
لدى الأخوية اهتمام ومتابعة بالجانبين الإداري والتنظيمي، وسعيها الدائم إلى تطوير اللاعبين في مختلف الألعاب الفردية والجماعيّة، حسب ما قالته أمينة سر الأخوية.
المهندسة "فانيا ملكي" أمينة سر الأخوية تتحدث عن جوانب أخرى في الأخوية: «بالنسبة لعملي في أخوية "مار يعقوب النصيبيني" للسريان الأرثوذكس "بالقامشلي"، هي لجنة من لجان مؤسسات الكنيسة، تدعمها مادياً ومعنوياً، وتضم الأخوية لجنة متكاملة، وتضم كلّ الألعاب الرياضية التي تتطلبها رغبات الشباب، نشارك على مستوى المحافظة وعلى مستوى القطر، عام 2019 شاركنا في بطولة كأس أنطاكيا ب"دمشق" لعبنا مع عدة محافظات بكرة القدم، ونلنا المركز الأول بالبطولة، طبعاً نقيم معسكرات تدريبيّة في محافظات أخرى، ولدينا ألعاب قائمة دائمة وهي القدم والطائرة والسلة والطاولة والشطرنج، رغم كل ظروف البلد الصعبة بسبب الحرب، لكننا مستمرون، ليبقى شعبنا صامداً، لدينا تعاونٌ مع الاتحاد الرياضي العام، وتمّ ترخيص لعبتي الطائرة والسلة قبل خمس سنوات لدى منظمة الاتحاد الرياضي العام، نأمل ونتأمل تقديم الدعم بكل أنواعه من قبل الاتحاد الرياضي، طبعاً استقبلت الأخوية دورات تدريبية عدّة، وفي أكثر من لعبة كانت تابعة للاتحاد الرياضي العام، كما يقوم المجتمع المحلي بتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي، نسعى معاً لتقديم كل أشكال الترفيه والسعادة والفرح ضمن الأجواء الرياضيّة».
جهود كبيرة
أمّا "نوبار إيليو" المشرف على مؤسسة الأخوية فيتحدث قائلاً: «هناك جهد كبير من القائمين على الأخوية، الذين يعملون بصدق ومحبة وتطوعاً، عملنا قائم بشكل يومي بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الرياضي العام، لدى الأخوية منشأتان اثنتان للرياضة، لكنهما بحاجة لصيانة وترميم، نأمل أن يساعدنا الاتحاد الرياضي العام لاستثمار أحد ملاعبنا الترابية وتعشيبها، كوننا داعماً حقيقياً للأندية والمنتخبات، نحن بشكل دائم نضع هذه المنشآت لخدمة فعاليات وأنشطة مديرية التربية، وجميع أنشطتنا وفعالياتنا الرياضية تجمع وتلم مختلف أطياف المدينة، والدعوات تكون لهم حباً وإيماناً، أكررها كل ما تطلبه المنتخبات الوطنية وأنديتنا خاصة نادي "الجهاد" ستلبى طلباتهم».
"جورج لحدو" رئيس أخوية "مار يعقوب"، اختتم الحديث عن الأخوية بكلامه التالي: «نسعى دائماً لاختيار الكادر الجدير بالإشراف والعمل التدريبي، لدينا مختلف الأعمار، وأبوابنا مفتوحة لكل أبناء المدينة، وضمن خطتنا إقامة أنشطة رياضية دورية؛ لتعيشَ الأخوية أجواء اجتماعية ورياضية مثالية، والأخوية رسالة من رسائل المحبة والسلام، ونشيد بتعاون الأهالي ودعمهم المعنوي لنا ولمدربينا».