كما اشتهرت "حماة" بنواعيرها كذلك اشتهرت بلعبة كرة اليد الشعبيّة، والتي حققت البطولات وصنعت أسماء ونجوماً، ومن أبرزهم "محمد اليونس" أصغر لاعب في المنتخب السوري عام 1986 بعمر الثانية عشرة في دورة البحر الأبيض المتوسط، ومن ثمّ تابع تميزه في المنتخب وحقق مع فريقه البطولات، حتى اعتزاله، ومتابعته كعضو إدارة ومشرف لهذه اللعبة بنادي النواعير.
أصل الحكاية
يتحدّث الكابتن "محمد اليونس" عن بداياته مع معشوقته الأولى لعبة "كرة اليد"، ويتابع كلامه مع مدونة وطن قائلاً:
"بدأتُ اللعبة مع أقراني في الحدائق والأحياء، فهي اللعبة المفضلة لأطفال ذاك الزمان، وما شجعنا على اللعبة عدم وجود فرق حموية في لعبة كرة القدم بالدوري السوري الممتاز، وعندما كنت في الحادية عشرة من عمري حضرت مباراة منتخب "حماه" مع منتخب "الصين" عام 1980 وفاز منتخبنا، من تاريخها التحقت بنادي الجماهير وبدأت التدريب بإشراف مدربين وطنيين، أذكر منهم الراحل المهندس "رضوان جوهر" والمدرب "حكم علواني" ولهما الفضل الكبير عليّ كلاعب في نادي النواعير، وأما في المنتخب الوطني فالفضل يعود للمدرب الروسي العالمي "يوركي لا رن" وهو الذي صقل موهبتي وطوّر مهاراتي واختارني لألعب عام 1986في منتخب الرجال الوطني في دورة البحر الأبيض المتوسط.
في الذاكرة
من أجمل ذكرياتي التي لا تغيب كما يتحدّث اليونس: لقاء منتخبنا مع منتخب "إسبانيا" في دورة البحر الأبيض المتوسط، حيث حقّقنا المركز الثالث، وفزنا بفارق هدف واحد، وكذلك هناك مباراة قوية مع "اليابان" في بطولة "آسيا" بـ"الأردن"، ومباراة ببطولة العرب عام 1986 ضد "البحرين"، وكانت أول بطولة لي في "بولونيا"، أما على صعيد الدوري السوري فأجمل مباراة كانت في نهائي كأس السيد الرئيس عام 1997ضد نادي الجيش السوري.
وعن المهام التي كلف بها يوضح اليونس: تسلمت أمين سر لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد السوري لكرة اليد 2015 و2016، وعضو مجلس إدارة نادي النواعير من 2010 حتى الآن، ومسؤول التنظيم بالأولمبياد الخاص ب"حماة" من 2015 حتى الآن، وحكماً درجة أولى بكرة اليد من عام 1985، ومراقباً آسيوياً بكرة اليد من 2009، كما حصلت على شهادات دورات تدريبية محلية وآسيوية بكرة اليد، وأنا مصنّف مدرباً وطنياً بالاتحاد السوري لكرة اليد، ومشرف كرة اليد بنادي النواعير من 2010 حتى اليوم، ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية والمدربين في الاتحاد السوري لكرة اليد من 2021 حتى اليوم، وعضو لجنة التسويق بالاتحاد السوري لكرة اليد 2007 و2008 و2009، وعضو الاتحاد السوري لكرة اليد من 2016حتى 2019، وعضو لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد الرياضي العام من 2014.
بطولات وإنجازات
يقول اليونس: "حقّقت مع الفريق في الأعوام التالية جملة بطولات: 1986بطولة العالم العسكرية "بولونيا"، وبنفس العام حققنا ثاني بطولة العرب بمشاركة 14 فريقاً، وفي 1987 أحرزنا بطول آسيا في "الأردن" والمركز الرابع في دورة المتوسط في "سورية" كأصغر لاعب، وفي 1988 حققنا بطولة العرب بـ"دمشق" وأحرزنا المركز الثالث، وفي 1989 بطولة "أنقرة" الدولية في "تركيا"، وفي 1991 بطولة آسيا في "اليابان"، وفي عام 1992 بطولة الشرطة العربية بـ"دمشق" وأحرزنا المركز الثالث، وفي عام 1992 الدورة العربية السابعة بـ"دمشق" وأحرزنا المركز الرابع".
ويتابع اليونس حديثه: من 2005 حتى 2007 مدرب رجال نادي النواعير وأحرزنا المركز الثاني وتأهلنا للمباراة النهائية لكأس الجمهورية، وفي 2008 مدرب شباب نادي النواعير وأحرزنا بطل "سورية"، و2008 مدرب ناشئي نادي النواعير وأحرزنا بطولة "سورية"، وفي 2010 المدير الفني لفريق الأشبال بنادي النواعير وأحرزنا بطولة "سورية".
وأضاف اليونس: اتبعت في 2009 دورة صقل وتأهيل مراقبين فنيين لكرة اليد بـ"دبي" تابعة للاتحاد الآسيوي ودورة إعداد قادة من الاتحاد الإماراتي، وفي 2015 دورة أمين سر دورة المدربين ب"حماة"، و2018 دورة آسيوية ب"دمشق "حاضر فيها المحاضر الدولي "عفت رشاد".
ويختم اليونس: كرمتني السيدة "أسماء الأسد" عن مشاركتنا في بطولة العالم بـ"ألمانيا" عام 2023، فقد أحرزنا 28 ميدالية متنوعة".
مسيرة متميزة
الكابتن "سمير السراج"، "حماة" 1961، حارس مرمى نادي الجماهير لمدة 15 عاماً وحارس المنتخب السوري لمدة 10 سنوات سابقاً تحدث عن رفيق مسيرته الرياضية الكابتن اليونس قائلاً:
"عرفت "اليونس" في فئة أشبال نادي الجماهير؛ لاعباً مميزاً، تدرّج في جميع فئات النادي ولعب معي في فئة الرجال في النادي والمنتخب، وأذكر في مباراة النواعير والطليعة كان خارج "سورية" للعمل عاد ولعب معنا في هذه المباراة وتألق فيها نجماً؛ بعد اعتزال معظم نجوم الفريق، ومرة مع المنتخب السوري في دورة متوسط "سورية" 1987 لعب أساسياً في الفريق بعد إصابة اللاعب البديل وكان أصغر لاعب تميز بأسلوبه وحركاته وموهبته التي لفتت الأنظار إلى أدائه في المباراة".
ويضيف تمام علواني كابتن منتخب "سورية" بدورة المتوسط قائلاً:
أنا و"اليونس" أبناء نادي واحد(نادي الجماهير) والآن نادي النواعير، أعرفه مذ كان يلعب في الفئات العمرية بالنادي عندما كنت بفريق الرجال والخبراء والمدربين في النادي. كانت لهم نظرتهم في اللاعبين الناشئين الذين سيكون لهم شأن عظيم وكان "اليونس" أحدهم، فعندما تمت دعوته للالتحاق بتدريبات المنتخب الوطني استعداداً لدورة المتوسط في "سورية"، ظهرت قدراته في مباريات المنتخب على المستوى الفني فاستحقّ بجدارة أن يكون في عداد المنتخب بعمر 18 عاماً، وشاركنا سوياً بالدورات الدولية في "أوروبا" وبطولة العرب بـ"دمشق" وبطولة "آسيا" بـ"الأردن"، إضافة إلى دورة المتوسط، وأهم ما يميزه دفاعه القوي، والهجوم كلاعب خط خلفي قوي يمتلك قدرة على اللعب بمستوى عال بمختلف مراكز الخط الخلفي، إنّه عاشق لكرة اليد، كان ولا يزال متابعاً لمسيرته، يقضي وقته لتحقيق ذلك في التدريب المستمر في ناديه الخاص أيضاً، ودعمه المادي لتستمر هذه اللعبة، وهو محب للرياضيين ولناديه، وهو محبوب في الوسط الرياضي ومتعاون مع الجميع، بأخلاقه العالية، أتمنى له دوام التوفيق".