رغم ما طال محافظة الحسكة من معاناة وآلام جراء الحرب على بلدنا مثلها في ذلك مثل صنواتها باقي المحافظات، فإن شعلة الثقافة لم تنطفئ فيها، بل استمرت متقدة في غير صعيد، وكانت أيام الثقافة السورية التي انطلقت في ال 24 من الشهر الجاري ميداناً تنافس فيه فرسان الثقافة لعرض منتجاتهم.

وعلى مسرحي "الحسكة، والقامشلي" أعلن مثقفو المحافظة برامجهم ووجهوا رسالتهم بأنهم صامدون ومستمرون بعطائهم وغناهم الثقافي، هذا ما قاله مدير ثقافة "الحسكة عبد الرحمن السيّد".

أهم ما في هذا النشاط أنه كان فرصة لنلتقي أهل الشعر والأدب، ونتبادل الأفكار والرؤى حول الثقافة والأدب، مع كتّاب الأدب وشعراء القصيدة بمختلف ألوانها وأنواعها

السيد وهو يشيد بتنوع الحركة الثقافية في محافظته، أكد التزام المؤسسة الرسمية في أداء الواجب الثقافي بشكل دوري، مضيفاً: «تحت عنوان "الثقافة رسالة حياة" نمضي معاً في هذه الاحتفاليّة، وهي برعاية كريمة من السيدة وزيرة الثقافة، أما تميز الاحتفالية في كمية نشاطها المنوّع والجديد، فهي مناسبة لتسليط الضوء على غنى وتنوّع النتاج الثقافي السوري في الماضي والحاضر».

أصبوحة أدبية في ثقافي القامشلي

ويشير السيد إلى أن الاحتفالية تقام في الذكرى السادسة والستين لتأسيس وزارة الثقافة السورية على مدار عدّة أيام، لإظهار نتاجات كل مجالات المعرفة والإبداع، والوقوف بوجه تحديات العولمة، لذلك كانت رؤية الوزارة بمواجهتها من خلال الحفاظ على التراث الثقافي السوري، وتعزيز الهوية الوطنيّة وإظهار دور الثقافة كأداة فعّالة لتعزيز مكانة بلدنا في مختلف الأصعدة، من خلال نشاطات شاملة من مسرح وتراث وثقافة وشعر وسينما، ضمن لوحة شاملة تعبر عن انتصارات بلدنا.

المعرض التوثيقي للمقتنيات والأدوات التراثية

الباحث التراثي والإعلامي "دحام السلطان" الذي اعتاد أن يشارك بمعارض منذ ربع قرن يقدم فيها ما لديه عرض لمشاركته في احتفالية الثقافة، وقال عنها: «شاركت من خلال المعرض التراثي التوثيقي للمقتنيات والأدوات التراثية التي تشكّل الهوية الوطنيّة للتراث المادي، وذلك ضمن قاعة المركز الثقافي في "الحسكة"، هذا التراث جزء من هوية الإنسان الذي يوجد على أرض الجزيرة السوريّة منذ الأزل، ويشكل حالة مناقلة لما أورثه لنا الآباء من خلال الأجداد، من أدوات استخدمها القدماء في الحياة الاجتماعية والأمور الشخصية من الرجال والنساء، ترافقهم في حلّهم وترحالهم وبيتهم، كما شاركت بمجموعة من المنسوجات وبأدوات تستخدم في الحراثة والفلاحة والزراعة، ولم يهمل في المعرض أيضاً الأدوات التي تقي ذلك الزمن من أخطار البشر والطبيعة والتي تتعلق بالدفاع عن النفس».

فضلاً عما ذكر، فقد بيّن "السلطان" تفاصيل أخرى تتعلق بمعرضها التراثي: من كماليات وأساسيات تربط إنسان ذلك العصر بحياته اليومية والحالة النمطية التي كان يعيشها، مثمناً في هذا الجانب دور وزارة الثقافة لإقامة مثل هذه الاحتفاليات، والتي تكرس الهوية الوطنية وتؤكد حضور التراث عند هذا الجيل والأجيال المتعاقبة.

القصيدة والنثر على منصة الشعر والأدب

في هذه المناسبة الثقافيّة

اجتمع الشعر ونثر الأدب مع أهلهما، لتكون فسحة ومناسبة ادبيّة عظيمة، يلتقي فيها أهل الكار، حسبما قاله الشاعر "أحمد عبد الله خلف".

الشاعر خلف تحدّث عن مشاركته في أصبوحة أدبية، على خشبة مسرح المركز الثقافي بمدينة "القامشلي": «أهم ما في هذا النشاط أنه كان فرصة لنلتقي أهل الشعر والأدب، ونتبادل الأفكار والرؤى حول الثقافة والأدب، مع كتّاب الأدب وشعراء القصيدة بمختلف ألوانها وأنواعها».

احتفالية أيام الثقافة السورية انطلقت فعالياتها على مستوى محافظة "الحسكة" من يوم الإثنين ال 25 من تشرين الثاني،حتّى ال 28 من الشهر نفسه.