الرعاية والعناية بأطفال ولدوا أيتاماً كانت هدفا أساسياً في عمل جمعية "الرحمة" في مدينة "القامشلي"، فتم افتتاح دار للأيتام، مكسباً عظيماً ومهمّاً لمن لا معيل له، ويُسجّل لكادره أنهم حملوا الأمانة والمسؤولية طوعاً ومجاناً.

تتعامل دار الأيتام كأسرة جميلة

عانينا مع افتتاح الدار، في هذا الأمر، ما يتعلق بتسجيل الاطفال، لكننا لاحقاً عملنا مع الهلال الأحمر السوري، لتسجيل الأطفال وإحقاق كافة الثبوتيات القانونيّة

دار "الرحمة" للأيتام" الوحيدة على مستوى المنطقة، تقدّم نفسها بصورة صحيحة وسليمة، باتت أولوية في ظل الظروف الصعبة التي عاشتها وتعيشها البلد، يجب التعامل مع الدار كأسرة جميلة في مدينتنا كما يتحدث

أطفال دار الرحمة

"أحمد الصالح" من أهالي مدينة "القامشلي" ويتابع حديثه: تعززت العلاقة الاجتماعيّة بين أسرتي والدار، نتشارك الواجبات والأفراح والمناسبات، يلعب معهم أطفالي، ويتشاركون البهجة والمرح وقضاء أوقات مهمة وسعيدة وأصبح واجباً وحقّاً على كلّ أسرة في منطقتنا، الوقوف بجانب الدار ويضيف قائلا: «أنا كأحد أبناء هذه المدينة، أسعدتني كثيراً هذه المبادرة من أهل الجمعية، تطوعوا لها بجدية وغيرة وحرص، فالرأي موحد عند الجميع ألا يبقى هؤلاء الأطفال مشردين وضائعين، الأهم أنهم وفروا لهم أشكال الرعاية والعناية والامان».

تتابع الدار الجانب الصحي والترفيهي والتعليمي للأطفال

خزانة روجين تزينها بالرسم

"بثينة العلي" وهبت نفسها ووقتها خدمة الأطفال في الدار، مؤكدة أنها جزء من هذه الدار، ومن هذا العمل العظيم، ولا يمكنها الابتعاد عن الدار وأطفاله حتّى ليوم واحد.

"بثينة" تحدثت عن وظيفتها في الدار، خلال حديثها قائلة : " أنا مرشدة نفسية، ولدى جانبان في الدار، أولاً ما هو متعلق بالجانب الترفيهي سواء بزيارة الأماكن العامة أو المزارع والمطاعم وغيرها، أمّا الجانب الآخر فيتعلق بمتابعة الحالات النفسيّة، هناك استمارة دراسة يتم ملؤها مع وصول الطفل، نحن بدورنا نراقب حالته ونضع خطة علاجيّة شاملة ولا تتم إغلاقها إلا بشفائه، طبعاً إذا كانت هناك حالة نفسية أو مرضية تتطلب العلاج. وتضيف: لدينا أنشطة خارجيّة وداخليّة، و برامج خاصة في المناسبات والأعياد، فنحن على سبيل المثال نقوم في أول يوم بالعيد لزيارة القرية، حيث بيت المديرة، وزيارات للمشرفين وأعضاء الجمعية ومقيمات الدار، إضافة إلى استقبال أسر وأهال وأطفال ضمن الدار، علماً اننا نضع خطّة شهرية ولدينا برنامج شامل، سواء للأنشطة الداخلية أو الخارجيّة، نستقبل روضات وجمعيات أيضاً، نحن معهم على مدار اللحظة نلعب معهم ونأكل ونعيش معاً بجو أسري خالص، هناك أطفال موهوبون، نسعى ونعمل لتنمية تلك المواهب، هناك حفظة للقرآن الكريم، وبعضهم لديهم مواهب مثل "عدنان وروجين" لديهما موهبة الخط والرسم، و"روجين" عن طريق اليوتيوب تتعلم يومياً معلومة جديدة عن الرسم، هناك حالة اجتماعية مميزة عندنا، فالأطفال يعتبرون المقيمات خالاتهم، والمدير خالهم، والمديرة خالتهم، وعلى هذا الأساس نعيش ونكمل طريق حياتنا.

أسرة واحدة في دار الرحمة

المتطوعون يوفرون جميع متطلبات الحياة اليوميّة

تتوافر في الدار جميع متطلبات الحياة اليوميّة للأسرة، يسعى على تأمين ذلك المتطوعون لرعاية هذا الدار، وهم يحملون على عاتقهم هذه الأمانة والمسؤولية دون دعم ورعاة ومنظمات، مع ذلك يستمرون بحمل الأمانة كما قال ذلك "خالد محمود العزو".

رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة ب"القامشلي" أكّد أن ولادة وتأسيس الدار كانت بتاريخ 21 آذار 2013، وأضاف: «استقبلنا الأطفال الذين فقدوا آباءهم، مع مرور الزمن، تطور العمل في الدّار، تم تخصيص بناء لثلاثة عشر طفلاً من الذكور، ونفس العدد من الإناث في بناء آخر، ولكل بناء كوادر صحيّة وتربويّة وتعليميّة متخصصة، مع مقيمات على مدار الساعة، جميع التكاليف والترتيبات على عاتق من تصدّى لإنشاء الدار، باستثناء دعم محدود وفي فترات معينة من المجتمع المحلي، ويضيف: هي الدار الوحيدة على مستوى المنطقة الشرقية، وحاجة المنطقة إلى أكثر من هذا والأرقام تشير إلى ذلك، حيث انطلقت الدار باحتضان خمسة أطفال، ووصلنا اليوم إلى رعاية ستة وعشرين طفلاً من الجنسين، هناك رعاية كاملة، وإعادة دمجهم بالمجتمع وفق طرق صحيحة».

فيما يتعلق بالثبوتيات التي يحتاجها الأطفال، يقول عنها رئيس الجمعيّة: «عانينا مع افتتاح الدار، في هذا الأمر، ما يتعلق بتسجيل الاطفال، لكننا لاحقاً عملنا مع الهلال الأحمر السوري، لتسجيل الأطفال وإحقاق كافة الثبوتيات القانونيّة».

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 27 كانون الثاني 2025 زارت الدار، وأجرت اللقاءات السابقة.