تعد زراعة النباتات المائية من الطرق الحديثة التي يستخدمها مزارعون لمعالجة مشكلة ندرة الأراضي الزراعية، إضافة إلى الحفاظ على الثروة المائية وترشيد استخدامها، سواء عبر مشاريع صغيرة المساحة تدعمها جهات معينة رسمية ومجتمعية أو من خلال مبادرات فردية لزراعة الحدائق المنزلية وشرفات وأسطح البيوت.
مبادرة تنموية تدعم الأسر الريفية
شكلت المبادرة التي أطلقتها مؤسسة عين الزّمان للتّنمية الاجتماعيّة في السويداء تقدماً ملحوظاً بعد أن باتت واقعاً، تمر بمراحل تنموية لتسهم في دعم الأسر الريفية، هذا ما أكده "باسل نصر" المدير التنفيذي للمبادرة، وتابع حديثه: تم إطلاق أولى مبادرات المؤسسة في محافظة السّويداء في مجال الزراعة المائية، حيث تقدّم المؤسّسة عبر مشروع "قطرة" منحًا للأسر ذات الخبرة والرّغبة في العمل الزراعي بمجال الزراعات المائية.
وأوضح "نصر" أن المرحلة الأولى من المشروع تأتي بهدف دراسة الأثر المتوقّع على البيئة والمجتمع، وخاصّة في ظلّ الظّروف الصّعبة الّتي تواجهها المنطقة من حيث نقص المياه؛ لذلك اخترنا الأسر بناءً على خبراتها السّابقة في مجال الزّراعة لضمان تحقيق أفضل النّتائج.
وأضاف: تهدف المبادرة إلى دعم وتشجيع الأسر لتحقيق الاكتفاء الذّاتي وتعزيز مفهوم الزّراعة المستدامة، باعتبار أنّ الزّراعة المائيّة تعد بديلاً واعدًا يمكنه توفير استهلاك المياه مقارنة بالزّراعة التّقليديّة، وتعد تّجربة نموذجية ناجحة يمكن توسيعها في المستقبل لتحقيق تنمية مستدامة تدعم المجتمع المحلي.
الدّعم الفنّي والمالي لضمان نجاح المشروع
نحن في مؤسّسة عين الزّمان ملتزمون بتقديم الدّعم الفنّي والتقني والمالي للأسر المستفيدة لضمان نجاح هذا المشروع وتحقيق أهدافه المرجوة كما يقول نصر .
وتابع حديثه: تأتي أهمية المبادرة كونها تستهدف مختلف قرى محافظة السويداء، بحيث تجاوزت كمرحلة أولى خمسة عشر مشروعاً مع توفير الدعم الفني والتقني والمالي لتحقيق الغاية والهدف والحصول على نتائج مهمة تسهم في التنمية ويتم البناء عليها مستقبلاً لزيادة عدد المستفيدين.
يشير المهندس مهند عزام المشرف الفني على المبادرة إلى أنه تم اختيار الأسر القائمة على المشاريع بناءً على خبراتها السابقة في مجال الزراعة؛ لتحقيق أفضل النتائج مع سعي لاستهدافات جديدة خلال الفترة القادمة.
ولفت عزام إلى أن الفئة المستهدفة خضعت لدورة تدريبية بإشراف مهندس زراعي متخصص للتعريف بكل ما يتعلق بعمليات الزراعة المائية مع متابعتهم بشكل دوري لمدة ستة أشهر؛ بغية الوصول للنتائج المرجوة وتعميم تجربة المبادرة على أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، وذلك لتشجيع الأسر لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز مفهوم الزراعة المستدامة، وخاصة كون الزراعة المائية بديلاً واعداً يمكنه توفير استهلاك المياه مقارنة بالزراعة التقليدية.
وأشار أحد المستفيدين من المبادرة غسان الخطيب من قرية "رساس" إلى أنه حصل على منحة مالية للعمل في مشروع النباتات المائية، وكانت مراحل العمل تتم بإشراف هندسي زراعي من قبل متخصص في هذا المجال يقدم النصائح والتوجيهات، حتى حقق المشروع أعلى نتائج وإنتاجاً مميزاً، وهذه المبادرة تعد رائدة من نوعها؛ لأنها تستهدف أسراً ريفية وتحقق زيادة في الانتاج، وخاصة أن طبيعة المبادرة لا تحتاج إلى تربة للعمل بل إلى ماء، ولكن بكميات قليلة أي أن المبادرة اقتصادية، وذات طبيعة مستمرة بعد تكثيفها بشكل مدروس، وبالتالي المبادرة تمتاز بأنها قليلة التكاليف وذات عوائد اقتصادية مجزية، وبساعات عمل محدودة.