حفظ أجزاء من القرآن الكريم قبل بلوغه أعوامه السبع، وبدعم من أسرته وخاله وتدريب معلمه "ناجي موسى"، نال "حاتم التركاوي" المرتبة الأولى مع متسابقين آخرين في مسابقة تحدي القراءة العربي في موسمه الثامن لعام 2024 المقامة في "دبي" بدولة الإمارات العربية، وما زال "حاتم" يسعى إلى أحلامه الأكبر.
القرآن الكريم صقل موهبتي في البلاغة
قبل أن أبلغ أعوامي السبعة أنهيت قراءة خمسمئة كتاب، ساعياً لحلمي في الحصول على جائزة تحدي القراءة العربي في موسمه الثامن لعام 2024 كما يبين "حاتم التركاوي"، المولود في "مسعود" من ريف "سلمية" 2015 في حديثه لمدونة وطن، ويتابع قائلاً: تنوعت الكتب التي قرأتها ما بين المجالات العلمية والخيالية وقصص الأنبياء والعلماء، وكانت أمي تزرع في قلبي بذور حب المطالعة وتسقيها برعايتها وحنانها فهي من حفظّني أجزاء من القرآن الكريم الذي صقل موهبتي وزاد فصاحتي وبلاغتي للمشاركة بمسابقة تحدي القراءة العربي.
ويضيف: شاركت بهذه المسابقة على مستوى المدرسة، وكنا أربعة، تأهل منا ثلاثة وكنت الأول بين المتسابقين الثمانية على مستوى المحافظة، وبعد شهرين كانت المسابقة على مستوى الجمهورية، وبلغ العدد 530 متسابقاً، تأهل منهم عشرة لمسابقة تحدي القراءة العربي برعاية الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" حاكم "دبي"
رحلة الحلم
رافقتني والدتي في رحلة حلمي إلى "الإمارات"؛ واستغرقت ثلاث ساعات ونصف، كان هناك وجوه دافئة في استقبالنا أوصلونا إلى الفندق، وفي اليوم التالي بعد الاستراحة كان هناك لقاء صحفي مع الإعلاميين من مختلف أنحاء البلاد، تعرفت من خلاله على الدكتور "فوزان الخالدي" مدير مبادرات الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" العالمية، وكان هناك مشاركون من جاليات عربية في بلاد المغترب.
ويتابع حديثه: كان هناك من يهتم بنا في كل محطة في زيارتنا حتى في المطعم، إضافة الى التدريب المستمر في الوقوف على المسرح واختبارات في اللقاءات والمحادثات العفوية، دامت أربعة أيام، وفي اليوم الخامس كانت التصفيات النهائية؛ وكان على كل مشترك أن يلقي خطاباً يبرز موهبته وقدرته على تحدي القراءة العربي.
ملك المسرح والجمهور
وقدّم التركاوي كلمته الأخيرة عن "الأم" وبثوانٍ معدودة أظهر بلاغة كبيرة جداً قياساً بعمره كطفل، كما قدّم إلقاء سليماً ومهارات تقديم.
ويتابع التركاوي: ألقيت كلمة ختامية عن الأم قلت فيها.. الأم جنة الأرض، مهجة القلب ونور الحياة، وردية الفؤاد عطرية الروح، وركيزة البيت وعموده، تجثو الحروف والكلمات أمام عظمتك يا أمي حولت ألمي إلى أمل، وصبري إلى عمل، فسقت دموعك ربيعي فأنبت عطاءً، أمي يا وطني وملاذي وقوت أحلامي وآمالي، نسجت لي بيديك غذاء الأمان والحنان، أنت السند لكل حياة، والسماء لكل طموح، صاغك الرحمن من نوره فكانت الجنة تحت قدميك، الأم أستاذة الأساتذة الأولى شغلت مآثرهن مدى الآفاق فدعوني أقبل يدي أغلى البشر.
ويضيف: بعد نصف ساعة من تصويت الجمهور الحاضر مع إضافة نقاط جمعها المتسابقون خلال محطات وجودهم في هذه الدعوة، أعلنت المذيعة "نشوى العمر" فوزي بالمسابقة مناصفة مع "كادي مسفر الخثعمي" من المملكة العربية السعودية"، و"سلسبيل حسن صوالحة" من "فلسطين" والجائزة عبارة عن درع تحدي القراءة، في تلك اللحظة كان شعوري عارماً بالافتخار والاعتزاز؛ لأني رفعت اسم بلدي عالياً بالمحافل الدولية
كل كتاب قرأته زاد من عمري عاماً
يوضح "علي التركاوي" من مواليد 2005، طالب في السنة الأولى من كلية الهندسة الزراعية، وهو شقيق البطل "حاتم" قائلاً:
بدأ شغف "حاتم" في القراءة مذ كان في الرابعة من عمره، وتجلى ذلك في حفظه لآيات كريمة كانت تشده حين يسمعها من والدتي، وكان سريع الحفظ، سؤول لأشياء أكبر من عمره، دعمت "حاتم" في حفظ الشعر وشرحه وتوضيح معانيه، حتى بلغ السابعة من عمره، حيث كان يغفو وأنا أقرأ له الشعر لقد بكيت فرحاً لحظة فوزه، لأن التعب والدعم لم يذهب سدىً.
وأشار أستاذ اللغة العربية "ناجي موسى" مدرب ومعلم "حاتم"، 1977،دبلوم تأهيل تربوي، حاصل على شهادات في البرمجة العصبية، وعلوم الطاقة، قائلاً : بدأت بتعليم البطل "حاتم" منذ الصيف على عدة محاور، منها مهارات القيادة ومهارات الشخصية لأهمية لغة الجسد أثناء المقابلة بالثبات،والتقدم والحركات، ودعم ثقته بنفسه ليكون قائداً، وطريقة الإلقاء والنطق خاصة الأحرف اللثوية، إضافة لتدريبه على الالتزام بالوقت أثناء إلقاء خطابه الشخصي وهو ستون ثانية بلغة سليمة.
ويتذكر موسى: عندما زارني مع أخيه ووالدته أبصرت فيه المتابع والحريص والمبدع والمميز كان يأتي قبل موعد الدرس منحته فرصة ليقرأ القصائد أمام طلاب من المرحلة الثانوية وأسميته البطل حتى إنه لا يرد النداء، إلا إذا ناديته بالبطل يكفي أنه مثل "سوريا"، وحاز على المرتبة الأولى، وجعلته يعرّف عن نفسه ببيت من الشعر يقول فيه:
إني امرؤ من صلب تركاوي حاتم سيكون فوزي بالجوائز خاتم
وعن سؤاله عن عمره علمته أن يقول:(عمري خمسمئة عام فكل كتاب قرأته زاد من عمري عاماً) ويختم موسى حديثه بالتأكيد على ان كل شروط ومواصفات الفوز توافرت في شخصية البطل حاتم.