أقام مركز الأعمال الأوربي للتدريب والتطوير المؤتمر الوطني الأول حول الإصلاح الإداري والاقتصادي والاجتماعي، من أجل إصلاح يتكامل مع اتجاهات التطوير في سورية.
أظهرت الأحداث الأخيرة أهمية وجود استراتيجية متكاملة للإصلاح الإداري والاقتصادي والاجتماعي، وعدم الاكتفاء بمحاولات جزئية محدودة بمكان أو زمان. الحديث كان للأستاذ "سامر ميرخان" مدير الإدارة والتنظيم في مركز الأعمال الأوربي للتدريب والتطوير لموقع eSyria وتابع بالقول: «لعل من أهم الدروس المستفادة من هذه المرحلة ضرورة التكامل بين أوجه الإصلاح المختلفة وأصبح جلياً أن الإصلاح الإداري هو الوسيلة الرئيسية لإنجاح الإصلاحات الأخرى في جميع المجالات وإن عدم إجراء إصلاحات إدارية جذرية يستحيل تنفيذ الإصلاحات في أي قطاع آخر، إن عدم الاهتمام بالإصلاحات في النظام الإداري والسياسي أدى إلى تفشي الفساد في جميع مستويات الإدارة العليا وضعف الرقابة وخاصة الرقابة البرلمانية والشعبية المرتبطة أساساً بالشفافية لهذا اعتمدت التجارب الإصلاحية الناجحة على صعيد العالم على استراتيجيات إصلاحية متكاملة مبنية على دراسات متعمقة لواقع واحتياجات مجتمعاتها ومنطلقة من خصوصيتها في اعتماد أساليب وطرائق الإصلاح وتحديد مراحله وخطواته وضع سلم الأولويات والبرامج الزمنية المناسبة لتنفيذ هذه الإصلاحات».
من هنا تبرز الأهمية القصوى لأن تكون إدارتنا قادة على الاستجابة لهذه التحديات المتعددة وتبدو الحاجة ماسة ولية اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تقوم الإدارات في تبسيط الإجراءات ولتسهم بدورها في التنمية وخدمة الاقتصاد الوطني برمته، وهذا يتطلب دراسة واقع إدارتنا بكل مسؤولية وشفافية من أجل إصلاحها من خلال إيلاء هذا القطاع الأولوية في المرحلة القادمة
ومن المتحدثين بيّن الباحث في الإدارة وعلم الاجتماع الدكتور "ياسر شرف" مستشار مركز دراسات الإسلام وعضو جمعية الدراسات والبحوث في اتحاد الكتاب العرب بالقول: «تعد منافذ الحوار في الشؤون العلمية والعملية واحدة من أفضل الوسائط المتاحة لإظهار الفضائل والعيوب والآراء المطروحة، على المستويات كافة، وقد أظهرت سيرورة الثقافات البشرية عبر القرون الماضية أن الحضارات كانت نتاج تراكمات مختلفة، ساهمت فيها، بمقادير متنوعة، شعوب وأمم عديدة في فترات زمنية متعاقبة، وقد كانت حالة الاستعداد لسماع رأي الآخر من أبرز حوافز الصراحة في طرح الآراء المختلفة، التي تؤكد الملاحظة أنها أفضت لصياغة النظريات الكبرى في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وغيرها من مناشط تقتضي قيام صلات بين أفراد المجتمع الواحد، من جهة، وأفراد المجتمعات المتعددة من جهة ثانية، ضمن منظومات قابلة للتعديل».
وتابع الدكتور "شرف" حول بحوث المؤتمر بالقول: «تشكل بحوث هذا اللقاء صورة ناطقة بغير قليل من اهتمامات المجتمع العربي السوري خلال هذه الفترة الزمنية من تاريخه، وهي على ما هي عليه من حاجة إلى رصد عميق وتحليل وفهم، بغية الانتقال من موقع الاضطراب إلى شاطئ الأمان، بعد أن أظهرت الأحداث وجود تراكمات وأفعال ضارة انحرفت باتجاه الدولة، بصورة عامة، إلى مسارب تعارض مقتضى العقد الاجتماعي، وتؤخر مسيرة البناء الاقتصادي».
الإعلامي "رمزي نعسان آغا" قال: «ينعقد هذا المؤتمر ونحن بأمس الحاجة إلى رؤى نخبوية علمية لإيجاد الحلول الناجعة للإصلاح الإداري والاقتصادي والاجتماعي، حيث يضم علماء وأكاديميين وأصحاب خبرة في هذا المجال، كي يتم وضع تصورات متكاملة على الأوضاع الراهنة في المجالات المختلفة وتشخيص ما فيها من ثغرات من خلال تقديم وجهات نظر المعنيين المختصين وجمهور المجتمع ذو الصلة المباشرة في كل مجال يتم التصدي لتناوله بالبحث والتحليل والمعالجة التشخيصية»
وعن أهمية انعقاد المؤتمر بيّن الأستاذ "يوسف سليمان أحمد" وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في كلمته فقال: «ينعقد هذا المؤتمر الهام في ظروف دقيقة تمر فيها سورية حيث حدثت متغيرات كبيرة وتزداد التحديات أمام الحكومات في المجالات كافة، وهذه المتغيرات الديناميكية في تكنولوجيا المعلومات والمشاكل والأزمات الإقتصادية الحادة، التي ضربت المراكز الإمبريالية وأطرافها بالإضافة إلى تصاعد وتيرة المطالبة المستمرة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتخفيض حدة الفقر والبطالة، وهنا تنوعت الوصفات والحلول والمشاكل، فمنهم من ربط ذلك بضرورة أن نستورد من الدول وصفات جاهزة، وتطبيقها في نطاق السيادة الوطنية، ومنهم من يرى بضرورة الإنطلاق من الواقع الوطني الإقتصادي والاجتماعي والسياسي في حل المشاكل من خلال الحوار الوطني الجاد».
وتابع : «من هنا تبرز الأهمية القصوى لأن تكون إدارتنا قادة على الاستجابة لهذه التحديات المتعددة وتبدو الحاجة ماسة ولية اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تقوم الإدارات في تبسيط الإجراءات ولتسهم بدورها في التنمية وخدمة الاقتصاد الوطني برمته، وهذا يتطلب دراسة واقع إدارتنا بكل مسؤولية وشفافية من أجل إصلاحها من خلال إيلاء هذا القطاع الأولوية في المرحلة القادمة»
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر سيستمر لأربعة أيام قادمة حيث يتم في يومه الأول إلقاء محاضرة للأستاذ الدكتور "طيب تيزيني" بعنوان "الإصلاح الوطني الديمقراطي يعادل وجود سورية ذاتها"، وأخرى للأستاذ الدكتور "ياسر شرف" بعنوان "الديمقراطية ومتطلبات التنشئة الاجتماعية"، وفي اليوم الثاني تلقى ثلاثة محاضرات لكل من الأستاذ الدكتور "سام دلة" حول "إصلاح الإدارة الحكومية"، والدكتور"أيمن قتلان عبد الرحيم" عن "تعزيز مفهوم القيم الإدارية في الإصلاح الإداري"، والأستاذ الدكتور "جورج جبور" بعنوان "السمات المميزة للدساتير السورية"، وفي اليوم الثالث محاضرة بعنوان "الواقع الاقتصادي في سورية في ضوء الخطة الخمسية العاشرة ومؤشرات الخطة الحادية عشر" للأستاذ الدكتور "غسان إبراهيم"، و"دور المصرف المركزي في عملية الإصلاح المصرفي" للدكتور "مظهر يوسف"، و"النظام الضريبي في سورية الواقع وآفاق التطوير" للأستاذ الدكتور "إبراهيم عدي"، أما في اليوم الرابع فستلقى محاضرة "الإصلاح الإداري المطلوب في مجال العمران والبناء" للأستاذ الدكتور"حسام الصفدي"، و"القواعد القانونية ودورها في التطوير والتحديث" للأستاذ الدكتور" محمد الحسين"، و"رؤية موضوعية في الإصلاح القضائي" للأستاذ الدكتور "طارق الخن".
وسيترأس الجلسات حسب الأيام كل من الأستاذ "رمزي نعسان آغا"، والدكتور "نزار ميهوب"، والدكتور" علي يوسف"، والدكتور" هاني حداد"، أما المنسق العلمي للمؤتمر فسيكون الدكتور "تيسير زاهر" .