«يعد تقليم الشجرة بمثابة إعادة هيكلة لها من جديد، بحيث تتكرر العملية بشكل سنوي، من قبل أشخاص يتمتعون بالخبرة والمعرفة، بهذه الأعمال. وهذا ما يجعلنا نعمل على تقليم الأغصان في هذه الأيام، من اجل إزالة الأغصان التالفة وتجديد دورة حياة الشجرة». بحسب كلام السيد "رامي معن" في لقاء مع موقع eQunaytra (يوم الجمعة 3/4/2009) مضيفاً: «لا بد من إجراء أعمال التقليم للأشجار، بهدف إعادة توضع الأغصان على الشجرة...

وإزالة الأغصان التالفة واليابسة، إضافة الى تشحيل الأغصان المتداخلة مع بعضها بعضاً، والتي تعيق أعمال القطاف وجني المحصول. كما يجب الأخذ بالحسبان إزالة الأغصان القديمة، من اجل إفساح المجال للأغصان الصغيرة بالنمو، والتي يعتمد عليها في العقد وحمل الثمار، وهذا ما يعرف بالبراعم المتجددة او براعم العقد والثمر. كما تسهم عملية تقليم الشجرة، في إعطاء الشجرة الشكل الخارجي، الذي له شكل معين، يأخذ على الأغلب شكل الكأس.

جرت العادة في القرية ألا يقوم الفلاح بتقليم الأشجار عندما تدخل اربعينة الشتاء، لان الحياة تتوقف في الجذور، وإذا جرى تقليم الأشجار في هذه الأوقات من السنه، فهذا يؤدي الى يباس الأغصان والبراعم الصغيرة، ويمكن أن يتسبب بموت الشجرة بالكامل. شجرة التفاح بحاجة الى خبرة ومعرفة في التقليم، لذلك لا بد من ترك مهنة التقليم لأشخاص يتمتعون بالخبرة والكفاءة، لان الموسم يتوقف على حسن التقليم، وخبرة المعلم في هذا المجال، والذي يحرص على سلامة الشجرة، والحصول على موسم جيد ووفير

بداية قبل المباشرة بالتقليم، لا بد للشخص القائم على التقليم، من إلقاء نظرة عامة على الشكل العام للشجرة، ليتم تحديد الأغصان والفروع الواجب إزالتها، وترك الأغصان اليافعة للعام القادم. تخضع أوقات التقليم تبعاً للأحوال الجوية وظروف الطقس، التي يتم فيها البدء بالتقليم، حتى لا تتأثر الشجرة بالعوامل الجوية مثل البرد و الصقيع، اللذين يتسببان بإتلاف الشجرة والبراعم الصغيرة، إذا ما تم التقليم في ظروف جوية باردة».

رامي معن

السيد "أيمن" والذي يعمل في تقليم الأشجار منذ أكثر من خمسة عشر عاماً يقول: «تختلف الاوقات التي يتم تقليم الأشجار فيها، وفي هذا المجال، لا بد من التوقف عن التقليم عند دخول أربعينية الشتاء، لان الأشجار تتأثر بالصقيع، المحتمل حدوثه في مثل هذه الاوقات من الشتاء. لذلك يحرص الفلاحون على الانتهاء من تقليم أشجار التفاح في شهر كانون الأول، والتوقف مع أول يوم من أربعينية الشتاء، ومن ثم يعاود الإخوة المزارعين الى متابعة واستكمال التقليم، مع انتهاء اربعينة الشتاء ودخول الخمسينية، لان الظروف الجوية تصبح أكثر ملاءمة، وتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع. وهنا نلاحظ أن تقليم أشجار التفاح، يكون في شهر كانون الثاني وكانون الأول، لان طبيعة أشجار التفاح تتطلب برودة، ودرجة حرارة متدنية، من اجل القضاء على الحشرات والبيوض. على سبيل المثال، يتم البدء بموسم التقليم في قرية "عرنه" في شهر كانون الأول، في حين يتم التقليم في القرى المجاورة مع نهاية شهر كانون الثاني وحتى شهر شباط، ريثما تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع، ولا يتوقع فيها حدوث الصقيع».

السيد "حمد وهبه" لا يفضل القيام بتقليم الأشجار حتى شهر شباط، فهو يحرص على استئجار ورشة خاصة تقوم بأعمال التقليم مقابل اجر معين. ويضيف: «جرت العادة في القرية ألا يقوم الفلاح بتقليم الأشجار عندما تدخل اربعينة الشتاء، لان الحياة تتوقف في الجذور، وإذا جرى تقليم الأشجار في هذه الأوقات من السنه، فهذا يؤدي الى يباس الأغصان والبراعم الصغيرة، ويمكن أن يتسبب بموت الشجرة بالكامل. شجرة التفاح بحاجة الى خبرة ومعرفة في التقليم، لذلك لا بد من ترك مهنة التقليم لأشخاص يتمتعون بالخبرة والكفاءة، لان الموسم يتوقف على حسن التقليم، وخبرة المعلم في هذا المجال، والذي يحرص على سلامة الشجرة، والحصول على موسم جيد ووفير».

تقليم الاشجار

المهندس الزراعي "ثامر وهبه"، يشير الى أهمية موضوع تقليم الأشجار، ولذلك على الفلاح الذي ليس لديه خبرة، او معرفة ودراية بموضوع التقليم، ألا يبادر بنفسه للقيام بهذه المهمة. لان النتيجة ستكون سلبية وفي كثير من الأحيان كارثية. وهنا لا بد من اللجوء الى الأشخاص أصحاب الخبرة في المجال الزراعي، او على الأقل استشارة الوحدة الإرشادية الموجودة في المنطقة، والتي تقدم النصح والإرشاد للإخوة الفلاحين مجاناً. ويضيف: «تختلف طرائق تقليم الأشجار من نوع الى آخر. على سبيل المثال، أشجار الزيتون يتم إزالة الأغصان والفروع من قلب الشجرة، للسماح لأشعة الشمس بالدخول الى قلب الشجرة، حتى لا تصاب الأغصان بمرض التعفن والقطن، وهو عبارة عن مرض يصيب الأغصان التي لا تصل إليها أشعة الشمس. يستدل على هذا المرض من خلال مشاهدة كتل صغيرة الحجم من القطن الابيض، الذي يحتوي على الحشرات وبيوضها، ومع الوقت يتسيب مرض القطن، في يباس الأغصان وتكسرها. أما أشجار التفاح فيتم إزالة الأغصان الكبيرة والقديمة، وترك البراعم والأغصان الصغيرة والفتية، لأنها تحمل عيون الحمل، وإزالتها تؤدي الى التقليل من الموسم، كما يجب الانتباه الى مسألة في غاية الأهمية، تتعلق بأدوات التقليم، من منشار ومقص والسلالم، والتي يجب أن تكون بحالة فنية جيدة، حتى لا نتسبب بتخريب الأغصان الفتية عند تقليم الشجرة، او تجريح الأغصان وإتلاف القشرة الخارجية للأشجار. وهناك أشجار التين التي لا تحتاج في اغلب الأحيان الى تقليم جائر، لان عملية النمو لأغصان التين تحتاج الى وقت طويل، ولذلك يحرص على الاهتمام بالأغصان القديمة، مع إفساح المجال للفروع الصغيرة بالنمو. ومن الأمور الهامة والتي يجب مراعاتها أثناء إجراء أعمال التقليم، مسألة اتجاه رأس المقص والمنشار. بحيث يكون اتجاه حافة القص من الداخل الى الخارج، وان يتم القص من ناحية البرعم الذي يكون اتجاه نموه باتجاه الخارج، من اجل تفريغ الشجرة من الداخل، وجعل النمو يكون بشكل أساسي من الأطراف باتجاه الخارج. وهذا ما يعطي للشجرة شكل الكأس مع مرور السنين. ومن الأمور الهامة الواجب مراعاته بعد الانتهاء من التقليم، عدم ترك الأغصان المقلمة على ارض البستان، بل يجب رفعها وإزالتها، الى مكان خارج البستان وبعيد عن الأشجار. وأن يتم حرقها او إتلافها في غير ارض البستان، حتى لا يتسبب ترك الأغصان على الأرض في انتشار الحشرات وانتقال البيوض من الأغصان المقلمة الى الأشجار السليمة. وفي سبيل التخلص من الفروع المزالة، يفضل نقلها الى خارج الأرض، بواسطة الجرارات او سواها، المهم عدم تركها على الأرض، كما لا يفضل حرقها في البستان، حتى لا تتلوث التربة بمخلفات الحريق. ونكون قد خلصنا الشجرة من الأغصان التالفة، وأعطيناها المرض بشكل آخر من دون قصد. ويفضل رش الأشجار بالمبيدات الحشرية الشتوية، بعد الانتهاء من التقليم».

ايمن