يعتبر الاقتصاد المنزلي من مسؤوليات ربة المنزل في الدرجة الأولى, مما يستدعي منها دراية بأمور الإدارة والاقتصاد, بل وتقديم أفكاراً إبداعية في بعض الأحيان.
حيث يمكن أن تقدم أشياء مفيدة وجميلة وجيدة لمنزلها وأبنائها من خلال مهارتها في الإبداع ضمن المنزل باستخدام فعال لما يحويه منزلها من أشياء قد تبدو غير ذي قيمة للوهلة الأولى.
تعطي السيدة "هدى محمد حيدر" من قرية تلدرة دروساً في أهمية التدبير المنزلي, والحفاظ على البيئة, بل وتصنع لأبنائها أغذية وأطعمة مفيدة من أمور قد لا تخطر في البال .
موقع eHama زار السيدة هدى في منزلها حيث يتحول التدبير المنزلي إلى فن. تستفيد أم أنس ( لدى السيدة هدى أربعة أبناء هم أنس – أحمد – جوليا- زينة ) من خبرتها في مادة الكيمياء, حيث تخرجت من قسم الكيمياء بكلية العلوم من جامعة حلب في العام 1981, وعملت بمهنة التدريس لمدة /21/ سنة, تستفيد من هذه الخبرة بتصنيع المواد التي تحتاجها في منزلها من " منظفات, شامبو, صابون" وغير ذلك الكثير مما قد تحتاجه ربة المنزل في منزلها, بعد شرائها المواد الأولية من السوق.
وعن ذلك تقول أم أنس:" في المنزل أضيف للمواد الأولية التي أشتريها من السوق وبعناية فائقة, أضيف لها مواداً طبيعية عوضاً عن الأصبغة والملونات".
كما تدهشك أم أنس في مسألة تحضير الأطعمة وبخاصة النباتية منها, لدرجة أن الحليب الذي تحضر منه الأجبان والألبان نباتي المنشأ, وعن الطريقة تقول أم أنس :" أستخرج الحليب من فول الصويا, وذلك عبر نقعه بالماء لمدة /24/ ساعة, ثم أقوم بعصره بالخلاط المنزلي مع إضافة بعض الماء له أثناء العصير, وبعد ذلك أقوم بتصفية الخليط, لينتج الحليب, ومنه يمكن صناعة كافة مشتقات الحليب العادي, من أجبان وألبان, كما يمكن وضع بعض المنكهات الطبيعية للجبن مثل عصير الليمون".
وحول صناعتها لبعض مواد التجميل منزلياً تقول أم أنس:" أقوم بصناعة بعض الكريمات للبشرة من العسل الطبيعي, ويمكن إضافة بعض المواد الطبيعية الأخرى".
وعن تعاملها مع البيئة تقول أم أنس:" يمكن تخمير الفضلات العضوية بعد فرزها في المطبخ عن الفضلات الصلبة أو التي يمكن إعادة استخدامها من جديد, والفضلات العضوية بعد تخميرها في حديقة المنزل ضمن حفرة خاصة تصبح أسمدة يمكن الاستفادة منها في الزراعة, كما يمكن الاستفادة من بعض علب البلاستيك – على سبيل المثال – في إعادة استخدامها ثانية, عوضاً عن رميها لتلوث البيئة".
الاقتصاد المنزلي هو فن يهدف إلى جعل كل منزل مريحا ً ومناسباً من الناحية الاقتصادية وصحيا ً من الناحية الجسمانية والعقلية ومتزنا ً من الناحية البيئية والاجتماعية، ومن ثم يعيش أفراده في جو يسوده التعاون والحب والاحترام المتبادل فالمرأة الذكية هي من تستطيع خلق مثل هذا الجو بخليط من الحكمة وحسن التدبر وطول البال.