يعتبر البيت العربي التقليدي مأثرة من مآثر العمارة العربية بمواصفاته الفريدة التي اكتسبها خلال قرون من الازدهار الحضاري، بلغ خلالها فن العمارة الإسلامية القمة في الإبداع والتوزيع الوظيفي.

للتعرف أكثر على البيت العربي التقليدي التقى موقع eDaraa بتاريخ 3/8/2008 الباحث الأثري "ياسر أبو نقطة" حيث قال: «يعتبر البيت العربي مثالاً صادقاً لجمال البيت المغلق من الخارج المفتوح من الداخل، حيث نجد أرض الديار واسعة تتوسطها بحرة جميلة وجدرانه عليها زخارف هندسية وفنية متناغمة وأشجار ونباتات متنوعة، وتحيط بها غرف البيت المكون من طابقين في أكثر الأحيان، ويتصدر البيت الإيوان وإلى جانبه غرفة الاستقبال المفروشة وأرض الديار معرضة للشمس الساطعة من الصباح حتى المساء، والنافذة في البيت العربي لابد منها لدخول نور الشمس وتجديد الهواء، وكانت تفتح على أرض الدار ولا تفتح على خارج الدور (الطرق والساحات) بحيث يبقى كل ما في الدار ضمن جدرانها ولا يتعداها بعيداً عن أنظار الغريب والقريب على السواء».

الخصائص الجمالية في البيت العربي هي في البساطة الهندسية والتكوين والتشكيل الخارجي، والأبواب في البيت العربي جزء من تاريخ العمارة العربية القديمة، اندثرت صناعاتها منذ زمن بعيد، إذ كان الباب الدمشقي يصنع من الخشب قطعة واحدة وغالباً ما يكون خشباً مغلفاً بالزنك وهناك نوع من الخشب المقوى، وهناك نموذجان من الأبواب: باب كبير وباب صغير لدخول الشخص الواحد

وعن الخصائص الجمالية والهندسية للبيوت الشامية القديمة يتابع "أبو نقطة": «الخصائص الجمالية في البيت العربي هي في البساطة الهندسية والتكوين والتشكيل الخارجي، والأبواب في البيت العربي جزء من تاريخ العمارة العربية القديمة، اندثرت صناعاتها منذ زمن بعيد، إذ كان الباب الدمشقي يصنع من الخشب قطعة واحدة وغالباً ما يكون خشباً مغلفاً بالزنك وهناك نوع من الخشب المقوى، وهناك نموذجان من الأبواب: باب كبير وباب صغير لدخول الشخص الواحد».

ويضيف "أبو نقطة": «وبالنسبة لمفردات البيت العربي من الداخل فهي تبدأ من الممر إلى فسحة ضخمة مفتوحة إلى السماء، تزينها الأشجار والنباتات الشامية العريقة والزهور الدمشقية النادرة التي لا يتساقط ورقها، وهذا ما يمنح البيت العربي نضارة دائمة، كما يتمتع أيضاً بالزخارف المنفذة من الرخام المشقف والزخارف الحجرية السوداء والبيضاء، ومن مفردات البيت العربي أيضاً قاعات "الاستقبال والضيافة"، حيث لا يخلو سقف "الليوان" من الزخارف الخشبية المنفذة من عدة إشكال، وهذه العناصر التزيينية توزع لتعطي في لوحتها النهائية هذا الديكور الفريد من نوعه، ويتوزع فيه فتحات جداريه فيها الكوى وهي ذات أبعاد صغيرة وتستخدم لقناديل الكاز، ولا يخلو المنزل من الفن والإبداع، حيث يكسو الجدران الرخام المشقف والمطعم بالصدف أو يكون منقوشاً من الحجر الزاخر بالفن والإبداع، والأسقف يتوسطها وتحملها أقوس حجرية مزخرفة.

وفي التوزيع العام تقسم هذه البيوت إلى ثلاثة أقسام: "السلملك" للرجال و"الحرملك" للنساء و"الخدملك" للخدم، أما بالنسبة "للأساس" فكانت لغرف الدار دكات وعتبات، فالدكات عليها دفوف خشبية تفرش أولاً بالحصير وفوقه تمتد البسط وعلى أطرافها توضع المقاعد أو الدواوين ومساندها المغلفة بالنسيج.

الباحث الاثاري ياسر ابو نقطة

وفي النهاية لابد أن نعرج على "المطبخ" فتشاهد مفرداته في البيت الشامي، وهي المدخنة والموقد ومكان تخزين وبيت المونة "السقيفة" ويوجد في أسفل الدرج الداكونة الخرستانة، وإذا انتهينا من الدار نصل إلى باب "الخروج" البوابة الضخمة التي تتمفصل مع ساحق الباب ويغلق "بزعرور" (مفصل اسطواني صلب من خشب الباب ومصفح بالصاج السميك ليحميه من تأكل الاحتكاك)، وهناك "الساقط" الذي يرفع وينزل (وتد خشبي داخلي)».