عندما رسم "مايكل أنجلو" و"رفائيل" و"بيكاسو" كان هدفهم الوصول بالحالة الانسانية إلى أعلى المواقع ولازال الهدف بالنسبة للفنان الحقيقي ترقية الحالة الانسانية إلى أعلى موقع ممكن وهذا هو حال الفنان التشكيلي "أحمد خليل" الذي يبدو نشاطه واضحاً لدى الجميع والكل يعرف الحجم الكبير من النشاط والعمل الفني الذي يقوم به في مجال البيئة والقضايا الانسانية والطفولة.
eTartus زار بتاريخ 10/8/2008 مركز "أحمد خليل" للفنون الجميلة الذي أسسه في العام 1993 ليتعرف على الفنان وحال الفن التشكيلي في المحافظة حيث قال السيد "أحمد": «تعرض الفن التشكيلي بـ"طرطوس" لعدة انتكاسات وهي وفاة ستة فنانين آخر عشر سنوات، وهم من الأسماء المعروفة في الساحة التشكيلية على مستوى سورية وقد أربكت هذه الوفيات الوجه الفني التشكيلي للمحافظة إذ أن "طرطوس" تصدرت بنشاطها الفني وعدد معارضها المحافظات السورية حيث أن عدد الفنانين العاملين كبير بالنسبة لعدد السكان قياساً بالمحافظات الأخرى حتى أن أغلب الفنانين التشكيليين في "طرطوس" تجاوزوا حدود الوطن بابداعاتهم أمثال "مجيب داؤود"- "غسان جديد"- "محمد هدلا"».
تكرّم السيد وزير الاعلام برعاية هذا النشاط ودعمه مادياً ومعنوياً وحضوره شخصياً الأمر الذي يشجع على الاستمرار في هذا المشروع إذ بلغ عدد الأطفال المشاركين هذا العام 120طفل أي بزيادة 10بالمئة عن العام الذي سبقه
أما بالنسبة للخصوصية الفنية التي تميز فناني "طرطوس" يوضح السيد "أحمد": «حتى الآن لم نر خصوصية فنية لدى الأغلبية من فناني "طرطوس" فالكل يرسم وينحت دون أهداف فنرى تباعداً بين الفنانين وأعمالهم وهذا يرجع إلى تأثر هذه الأغلبية بالمدارس الغربية دون فهم المكنونات أو استراتيجيات هذه الأعمال المستوردة فالثقة بالغرب انخفضت ولا يجوز لنا استعارة بعض الأفكار والمواضيع التي قد تكون مناهضة لطبيعتنا وفلكلورنا وتراثنا ومن واجب الفنان الحقيقي أن يعمل بصمت ويؤكد دائماً على التزامه وارتباطه الكلي بتاريخه وتراثه».
ويتابع: «أما الفن الذي قدمته فهو الانساني ولوحتي جزء لا ينفصل عني وهي المتنفس الوحيد الذي ألجأ إليه في معظم أوقاتي وتمثل المرأة في لوحاتي رمزاً أتعاطى معه بسهولة وبشكل مريح فهي الرمز الذي يشمل كل معاني الحياة.
وبالنسبة للعمل في التلفزيون السوري كمعد ومقدم لبرامج أطفال على الفضائية وفقرات "ثقافة بصرية" في البرامج الصباحية فهو يصب في نفس الهدف الذي أسعى من أجله كفنان وهو الرقي بالحالة الانسانية ومعالجة قضايا الطفولة والبيئة ولا بد من الاشارة إلى أن التلفزيون السوري وخاصة الفضائية هي من المحطات التي تشاهد بمساحات واسعة في سورية وخارجها».
وحول الرعاية الكريمة التي يحظى بها المعرض السنوي الذي يقيمه المركز بعنوان "كل طفل فنان" من قبل السيد الدكتور "محسن بلال" وزير الاعلام يقول السيد "أحمد": «تكرّم السيد وزير الاعلام برعاية هذا النشاط ودعمه مادياً ومعنوياً وحضوره شخصياً الأمر الذي يشجع على الاستمرار في هذا المشروع إذ بلغ عدد الأطفال المشاركين هذا العام 120طفل أي بزيادة 10بالمئة عن العام الذي سبقه».
وعن المعارض التي يقيمها ويرعاها المركز قال: «المركز يقيم معرض لفنانات موهوبات من "طرطوس" ويحمل عنوان "حوريات من طرطوس" الذي ترعاه وزارتا الاعلام والثقافة ويقام في كل المحافظات السورية بالتناوب في كل عام مرة.
وبالنسبة لملتقى "الشجرة التشكيلي الأول للنحت والرسم" الأخير الذي أقيم في العام 2003 فقد أسسته وأشرفت عليه حيث قامت برعايته وتمويله وزارة الزراعة وشارك فيه (150) فنانا من جميع أنحاء العالم وحوّلنا خلاله الغابات إلى متاحف طبيعية ولكن للأسف توقف الملتقى ونحن ننظر اليوم بعين دامعة إلى ما ستقدمه وزارة الزراعة أو غيرها من نشاطات فنية تخدم الغابات وسحرها».
وختم السيد "أحمد" بالقول: «أستعد حالياً للمشاركة في معرض بعنوان "ذاكرة" من المقرر إقامته في صالة المركز الثقافي العربي بـ"أبي رمانة" في "دمشق" بتاريخ 12/10/2008، وتدور فكرة المعرض حول القديم والحديث في أعمالي حيث أشارك بـ(20) لوحة من القياس الكبير "إكرليك" على قماش للبحر والمرأة النصيب الأكبر فيها».
ولابد من الاشارة إلى أن الفنان من مواليد "طرطوس" في العام 1954، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين؛ اختصاص ديكور، وعضو جمعية الرسامين في "ليبيا" وعضو في عدد من المهرجانات الفنية والسياحية والطلائعية والشبيبية ولجان التحكيم لمسابقات الجمال، له خمسون معرضاً فنياً جماعياً داخل القطر وخارجه اضافة إلى (15) معرضاً فردياً داخلياً وخارجياً إيضاً وقد تم تكريمه من قبل اتحاد الفنانين التتشكيليين في سورية العام (2005)، وحاز على خمسة عشر درعاً وميدالية وعدة شهادات تقدير محلية وعربية ودولية.