على هضبة صخرية مجاورة لسهل الحلقة وعلى بعد/40/ كم شمال شرق مدينة "إدلب" وعلى مقربة من مدينة "الدانا" بنحو/5/كم وبالقرب من الطريق الروماني القديم الذي كان يصل بين "إنطاكية" و"حلب"...
تقع آثار "ترمانين" التي لا تزال قائمة بما تبقى من حجارتها وفنها المعماري المتميز سواء لديرها الشهير أو كنيستها البازليكية الرائعة ولتكون شاهداً حياً على تاريخها العريق الذي يعود إلى العام/ 592 م/ حسب إحدى الكتابات التي عثر عليها في إحدى البيوت السكنية في البلدة.
هو مجمع يتألف من أربعة أبنية منها بناء أغلب الظن أنه كان فندقاً أو داراً للضيافة ومبنى ديري واسع كل طابق منه مؤلف من غرفة واحدة واسعة وحوله رواق وركائز وباحة مبلطة؛ إضافة إلى ذلك هناك أيضاً مبنى للرهبان لم يبق منه سوى الطابق السفلي وبعض النواويس المحفورة، وإلى جوار المبنى توجد معصرة زيتون وصهريج منقور بالصخر موصول بأقنية محفورة بالصخر كانت توصل المياه القادمة من سفح الجبل إلى الصهريج وإلى الدير وفق نظام مدروس ودقيق
وسميت "ترمانين" بهذا الاسم حسب ما يراه سكانها نسبة إلى "دير رمّانين" الذي يعرف أيضاً باسم "دير سابان" ومعناه بالسريانية "دير الشيخ" والموجود في الطرف الشمال الشرقي من"ترمانين"، فيما يرى بعض الباحثين ومنهم "خير الدين الأسدي" أن تسميتها تعود إلى الآرامية وأصلها "كفر رمانين" ومعناها "مزرعة الرمان" وهذه التسمية مرتبطة بمدى وجود أدلة على زراعة الرمان في تلك المنطقة الغير موجودة في الوقت الحالي والتي يعتقد أنها كانت سائدة في ذلك الزمن.
وتعد أخربة الدير من أهم الآثار الموجودة في "ترمانين" وهو بناء يقع في مرتفع على بعد /2كم/ شمال شرق البلدة، حيث يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «هو مجمع يتألف من أربعة أبنية منها بناء أغلب الظن أنه كان فندقاً أو داراً للضيافة ومبنى ديري واسع كل طابق منه مؤلف من غرفة واحدة واسعة وحوله رواق وركائز وباحة مبلطة؛ إضافة إلى ذلك هناك أيضاً مبنى للرهبان لم يبق منه سوى الطابق السفلي وبعض النواويس المحفورة، وإلى جوار المبنى توجد معصرة زيتون وصهريج منقور بالصخر موصول بأقنية محفورة بالصخر كانت توصل المياه القادمة من سفح الجبل إلى الصهريج وإلى الدير وفق نظام مدروس ودقيق».
وفي جوار الدير من جهة الجنوب توجد آثار الكنيسة البازليكية التي هدمت في العام/1888/ م لم يتبق منها سوى حنيتها المزخرفة وبعض الأعمدة التي كانت قائمة على شكل صفين متقابلين.
كما يوجد إلى جنوب شرق "ترمانين" وبالقرب من قرية "التوامة" آثار "دير عُمان" والذي يعد توءم "دير سابان" حيث أن معظم المصادر التاريخية كانت تذكر اسم الديرين معاً، واسم هذا الدير مشتق من السريانية بمعنى "دير الجماعة" وهو يضم مجموعة من الخرائب لعدد من الفيلات السكنية والتي تمتاز بكونها ذات نمط وطراز عمراني واحد مما يدل على أنها تعود لحقبة زمنية واحدة، وبعضها لا يزال محافظاً على شكله العام.
وهناك أيضاً عدد من البيوت الأثرية والمدافن الأرضية ضمن البلدة القديمة في "ترمانين" ولكن التطور العمراني أدى إلى إزالة أجزاء كبيرة منها حيث لم يتبق منها إلا بعض المعالم القديمة لتلك الأبنية الأثرية وكذلك آبار المياه أو الخزانات المحفورة بالصخر والتي يوجد داخل البعض منها عدد من الغرف المرتبطة بسراديب والتي كانت تستخدم كمخابئ سرية حين التعرض للغزو أو للخطر وهو ما نراه في المدفن الواقع إلى جنوب الكنيسة.