إلى الشمال من مدينة"إدلب"وعلى بعد/30/كم منها وعلى مقربة من "باب الهوى" تقع بلدة "سرمدا" كواحدة من أقدم المدن المسكونة في هذه المنطقة في موقع تجاري هام جعلها تتمتع بنشاط وحركة تجارية واقتصادية منذ وجودها فكانت من أجل ذلك مطمعاً لكل من غزا المنطقة أو أراد السيطرة عليها.
واليوم لا تزال بلدة "سرمدا" التي فتحها القائد العربي"أبو عبيدة عامر بن الجراح"عام/ 638م/ تحمل بين ثناياها تلك الذكريات وذلك التاريخ العريق رغم اندثار معظم آثارها ومبانيها القديمة والتي لم تستطع الصمود في وجه الطبيعة, ومن المرجح أن يكون اسمها مستمد من قدمها حيث ذكرها ياقوت الحموي باسم "سرمد" ومعناها اللغوي (الأزلي) وبمرور الزمن حرف الاسم ليصبح "سرمدا"وبهذا يكون معنى تسميتها الخالدة أو الأزلية.
مع تزايد عدد سكان "سرمدا" الذي يصل إلى حوالي/15/ ألف نسمة بدأت البلدة تشهد حركة عمرانية متطورة واكبتها حركة اقتصادية نشطة كون عدد كبير من أهلها يعمل بالتجارة مستفيدين من قربها من باب الهوى ومجاورتها للحدود التركية وسهولة عملية التبادل التجاري وهو الأمر الذي انعكس على حياة الناس وتطور واقع البلدة ؛كما أن غالبية السكان يعملون بالزراعة وخاصة الحبوب والزيتون والكرمة والتين؛وإن ما يميز"سرمدا" هو زيها الشعبي الذي لا يزال البعض من السكان إلى اليوم حريص على ارتدائه والمحافظة على بعض التقاليد والعادات المرتبطة باللباس أوفي الحياة اليومية عامة, وتتوفر في "سرمدا" كافة مراكز الخدمات ومستوصف وثانوية وسبع مدارس للتعليم الأساسي
ومن أشهر معالمها الأثرية القائمة حتى يومنا هذا عمودها الشهير باسم "عمود سرمدا" الذي بات رمزاً لها وأحد المعالم الشهيرة في محافظة "إدلب"وهو يقوم فوق مدفن روماني مؤرخ بالعام/ 132 م/ و يقع في طرف البلدة الجنوبي ولا زال محافظاً على شكله ودون أن تؤثر به عاديات الزمن حيث يقف شامخاً وسط البناء الذي انتشر ليحيط به من كل مكان.
كما أن من أهم المعالم الموجودة هناك مدفن الكاهن "مانليوس" المؤرخ بالعام/ 112م/,وفي الجنوب من سرمدا وعلى بعد 3كم توجد قلعة تسمى باسم "قلعة سرمدا" بنيت في قمة مرتفعة ومحصنة لتكون حصناً للدفاع عن البلدة ولكن معظم أبنيتها متهدمة ولم يبق منها سوى بقايا بعض الجدران والأعمدة, كما يوجد فيها جامع قديم يسمى جامع "الشيخ شهيد" يقع ضمن البلدة القديمة التي تصارع للبقاء إلى جوار بناؤها الحديث ذو الطابع العمراني المتميز الذي يكاد ينسى معه زائرها أنه في مكان سرمدي يعود لآلاف السنين.
وعن واقع البلدة الحالي تحدث المهندس "محمد مصطفى" رئيس مجلس بلدية سرمدا خلال زيارة موقع eIdleb للبلدة بتاريخ 11/11/2008 قائلاً: « مع تزايد عدد سكان "سرمدا" الذي يصل إلى حوالي/15/ ألف نسمة بدأت البلدة تشهد حركة عمرانية متطورة واكبتها حركة اقتصادية نشطة كون عدد كبير من أهلها يعمل بالتجارة مستفيدين من قربها من باب الهوى ومجاورتها للحدود التركية وسهولة عملية التبادل التجاري وهو الأمر الذي انعكس على حياة الناس وتطور واقع البلدة ؛كما أن غالبية السكان يعملون بالزراعة وخاصة الحبوب والزيتون والكرمة والتين؛وإن ما يميز"سرمدا" هو زيها الشعبي الذي لا يزال البعض من السكان إلى اليوم حريص على ارتدائه والمحافظة على بعض التقاليد والعادات المرتبطة باللباس أوفي الحياة اليومية عامة, وتتوفر في "سرمدا" كافة مراكز الخدمات ومستوصف وثانوية وسبع مدارس للتعليم الأساسي».