تبعد عن محافظة "طرطوس" خمسة عشر كيلو متراً وتمتاز بموقع متميز مكشوف لكل الاتجاهات فهي تتوضع على فوهة بركان قديم خامد وما يزيد من تميزها هو بناؤها الحجري الأسود الذي أخذت منه اسمها "السودا" وهذا البناء الحجري هو أكثر مايشدك لهذه القرية وهو أيضا ما شدّ الكثير من المخرجين الذين صوروا أعمالا كثيرة في هذه القرية المناسبة للأعمال التاريخية وآخرها كان مسلسل (أسمهان)، دعونا معا نتكشف المزيد من أسرار هذه القرية من خلال الجولة التي قام بها eTartous إليها بتاريخ 3/1/2009 والتقى الجد "الياس نقولا" أحد المعمرين في القرية حيث قال: «تعتبر قرية "السودا" من أقدم قرى محافظة "طرطوس" حيث يبلغ عمرها ما يزيد على الألف عام وهي أقدم ناحية في سورية تبعد عن شاطئ البحر حوالي 5 كم ومبنية تقريبا بالكامل من الحجر البازلتي البركاني الأسود إلا بعض البيوت الحديثة وقد استخدم الإنسان القديم الحجارة السوداء لبناء المنازل قبل ظهور الإسمنت والحديد وكان بها ما يزيد على 400 حجار يعملون في تقطيع الحجارة وزخرفتها». وأضاف: «تشتهر قرية "السودا" بامتلاكها لتراث تعليمي قديم حيث المدارس في القرية يعود عمرها إلى مئة عام ومن أشهر المعالم الأثرية في البلدة السوق القديم المرصوف بالحجر الأسود وهناك كنيسة "نياح السيدة" المشادة فيها منذ عام 1880م ويقول أهل القرية القدماء أن الفرنسيين وقت احتلالهم لسورية أخذوا الحجارة التي بنوا فيها شوارع الإليزيه والقصر من حجارة "السودا" البازلتية».
وتابع السيد "نقولا" كلامه قائلاً: «هناك بعض العادات والتقاليد التي انقرضت من جميع القرى وتفخر قرية "السودا" بأنها مازلت تمتلكها مثل "كرنفال البرازيل" والذي يستمر لمدة أسبوع كامل في فصل الربيع حيث يلبس أهالي القرية فيه أزياء تنكرية ويدورون في القرى المجاورة، وأيضا في عيد الصليب يبقى الطبل والمزمار يحيون الحفلات والدبكات الشعبية طوال أسبوع كما أن أهالي قرية "السودا" المشهود لهم بالثقافة والمعرفة أدركوا أهمية التراث المتمثل بالبيوت القديمة وهم يحافظون عليها حتى الآن رغم انتشار الأبنية الحديثة».
تمتلك قريتنا موقعاً متميزاً يؤهلها لأن تصبح منتجعا سياحيا كاملاً مع الأيام أما الآن فهي تمتلك منشأة سياحية ضخمة هي "كانتيا" وهناك أيضا منتجع قيد البناء ينتهي العمل به خلال عام ونصف ونحن ندعو المستثمرين لزيارة قريتنا ولهم مطلق الحرية في تقييم جماليتها وعراقتها
وبالنسبة للسياحة في قرية "السودا" قال السيد "نقولا": «تمتلك قريتنا موقعاً متميزاً يؤهلها لأن تصبح منتجعا سياحيا كاملاً مع الأيام أما الآن فهي تمتلك منشأة سياحية ضخمة هي "كانتيا" وهناك أيضا منتجع قيد البناء ينتهي العمل به خلال عام ونصف ونحن ندعو المستثمرين لزيارة قريتنا ولهم مطلق الحرية في تقييم جماليتها وعراقتها».