تزايد التعداد السكاني لمدينة "بانياس" في السنوات الأخيرة بشكلٍ ملحوظ، ونتيجةً لذلك عرفت المدينة عدداً من المشاريع الحيوية الهامة، منها مدينة الألعاب التي اتخذت من الكورنيش الجنوبي موقعاً لها.
eSyeria قام بزيارةٍ إلى هذه المدينة بتاريخ 13/12/2008، للتعرف على خدماتها وهناك كان لنا لقاء مع السيد "علي أحمد" مدير المدينة الذي أخبرنا عن أهمّ مزاياها قائلاً: «تمتد هذه المدينة على مساحة ما يقارب 2700 م2 تشمل الألعاب والكافيتريا، ومنذ الافتتاح في فترة عيد الفطر أصبحت أيام العطل والأعياد أكثر الأيام ازدحاماً، فنحن نحرص على توفر كافة معايير السلامة والنظام، إضافةً إلى الإسعافات الأولية الضرورية في حال حدوث أي شيء، كما نعتزم التعاقد مع طبيب وتخصيص غرفة خاصة له في المستقبل القريب».
من الضروري عدم وضع الأطفال دون سن عام في معظم الألعاب، فقد يتشكل عندهم في المستقبل نوعٌ من الخوف أو الذعر وهذه حقيقة علمية
أما عن مستوى الأمان والنظام فحدثنا "عبد الناصر"- أحد الإداريين، قائلاً: «شهدت أيام العطل السابقة إقبالاً لافتاً، مما يشهد على مستوى الكفاءة، ولزيادة مستوى التنظيم والأمان مثلاً فإنّ المدينة مسوّرة، وكذلك لا نسمح بخروج الأطفال إلا بصحبة أسرهم».
وعن الألعاب المتنوعة أخبرنا "جهاد"- أحد الموظفين هناك قائلاً: «يوجد هنا ألعاب تناسب مختلف أعمار الأطفال، فمن المفضلة عند أكثرهم السكوتر (السيارات الكهربائية) والقطار، ومنها ما يمكن للكبار استخدامه مثل العجلة والسلاسل والثور».
حتى في أيام العطل التي لا يكون فيها الطقس مثالياً، لا يخلو المكان من الأطفال الذين جاؤوا بصحبة أسرهم للتعرف على كل جديد.
أحد زوار هذه المدينة- "فيصل غانم"، رأى عطلة يوم السبت فرصة مناسبة لاصطحاب أسرته والتعرف عليها، حيث أخبرنا: «هذه هي زيارتنا الأولى إلى هنا، أتيت مع أطفالي لكي يقضوا وقتاً ممتعاً وتعد هذه المدينة من الأماكن المميزة في بانياس، وخصوصاً في أيام العطل».
أما "نانا" ذات السنوات السبع فقد أخبرتنا أنّ ألعابها المفضلة هي السمكة والقطار.
للتعرف على أهمّ معايير استخدام الأطفال لهذه الألعاب، eSyria التقى أيضاً بطبيب الأطفال "منيف أحمد"، الذي أجاب قائلاً: «من الضروري عدم وضع الأطفال دون سن عام في معظم الألعاب، فقد يتشكل عندهم في المستقبل نوعٌ من الخوف أو الذعر وهذه حقيقة علمية».
عن أهمية اللعب بالنسبة للطفل أضاف: «عندما يصبح عمر الطفل ثلاثة أشهر يبدأ اهتمامه بالألعاب البسيطة، وعندما يصل إلى 6-8 أشهر تظهر رغبته الواضحة بالإمساك بها، أما في عمر 8-12 شهراً فيصبح لديه المفضلة منها، وتظهر رغبة الاختيار عنده بوضوح في عمر 12-18 شهراً،و
من المعروف أنّ عمر سنة إلى ثلاث سنوات هو عمر الحضانة، ومن المهم أن يتواجد الطفل في وسط فيه أطفالٌ بأعمارٍ مماثلة، وهذا ما تؤمّنه دور الحضانة، إضافة إلى وجود بعض الألعاب المناسبة لأعمارهم.
بعد سن سنتين ونصف يبدأ اهتمام الطفل بألعاب الحركة، ومن المفضل حصوله عليها بعد سن الثالثة، حيث تبدأ مرحلة جديدة للطفولة، وهي ما يعرف بمرحلة الروضة، وفيها يصبح الطفل أكثر تأقلماً مع وسطه المحيط، ويتعرف على أنواع أخرى من الألعاب».
أما عن مرحلة الطفولة الثانية التي تبدأ في سن السادسة فأضاف د."منيف" قائلاً: «تستمر هذه المرحلة حتى سن الثانية عشرة، وفيها يبدأ اهتمام الأطفال بألعاب الحركة مثل الجري وألعاب الكرات بشكل خاص، كما تظهر بعض المواهب عند بعضهم مثل الاطّلاع، استخدام الكمبيوتر، الكتابة، وكتابة القصص أو سماعها وخصوصاً عند الفتيات».
من الملاحظ انتشار صالات ألعاب الكمبيوتر، إضافة إلى العديد من الألعاب ذات الهدف التجاري، وعن نتائج استخدامها أجاب: «بالنسبة لألعاب الكمبيوتر ذات الطابع العنيف أو القتالي، يكون لها تأثيرٌ سلبي على الطفل سواءً على حاسة البصر، بجلوسه عدة ساعات أمام الكمبيوتر، أو باهتمامه الذهني الموجه وتنمية قدراته العقلية نحو مضمون اللعبة مثل الضرب والقتال، وهذا ما ينعكس سلباً على المجتمع.
توجد أنواع من الألعاب ذات مدة صلاحية معينة، وقد لا تتم مراعاتها أحياناً من قبل بعض الشركات المصنعة أو التجارية، فمن واجب الأهل الحرص على اختيار الألعاب التي توفر كافة معايير السلامة للطفل، أهمية ذلك هي أنّ جلد الطفل له طبيعة حساسة جدأً، فيجب الحذر في اختيار ألعاب البلاستيك مثلاً».
بقي أن نذكر أنّ للظروف المحيطة بالطفل تأثيرٌ كبيرٌ في أنشطة اللعب عنده، وكما أنّ لهذه الأنشطة دورٌ أساسيّ في تكوين شخصيته، لهذا كان من واجب الأهل توجيهه نحو ما يلائمه وينعكس إيجاباً على مستقبله.