«طموحي أن يصبح لدينا مسرح حقيقي وموسيقا حقيقية وفن حقيقي وقبل كل شيء أن نكون قادرين على خلق مساحات إنسانية فنستطيع بذلك تقديم مسابقة فنية راقية وحضارية تليق ببلدنا»
والكلام للفنان والمخرج المسرحي "نضال حمود" مدير مسرح "طرطوس" القومي، وفي لقاء أجراه eTartus بتاريخ 7/4/2009 مع الفنان "نضال حمود" تناولنا فيه العديد من القضايا التي تهم العمل المسرحي في المحافظة تحدث خلاله عن مهمة المسرح الأولى برأيه وهي الإمتاع حيث قال: «مهمة المسرح هي الإمتاع وخلق حالة الفرح، فعندما نكون قادرين على أن نمتع ونخلق حالة الفرح نحدث حالة تغير المجتمع، ويبقى واجبي كفنان مسرحي أن أقدم أعمالاً فنية ومعرفية ممتعة من أجل أن يقتنع ويستمتع بها الجمهور ويعتمد فيها إشارات ودلالات بلغة بصرية جميلة لكي يرى وتعمل جميع حواسه ويبدأ بالبحث عن هذه المعرفة فعندما يبحث عن هذه المعرفة يبدأ بالاستفادة بدلاً من أن أقدمها كوجبة جاهزة، فعندما أقدم "هاملت" "لشكسبير" وأقدم "لموليير" و"لسعد الله ونوس" و"لمحمود دياب" وغيرهم فأقدم بذلك تعريفاً حقيقياً عن هؤلاء الكتاب لمن لايعرفهم وأجعلهم مثلاً يبحثون عن "سعد الله ونوس" فيقرؤون له وهذه هي المعرفة وعندما نقدم مثل هذه المسائل نكون أحدثنا تغييراً ما مشتركاً لدينا كفنانين وتغييراً عند المشاهدين ونحن نقول دائماً أن الذائقة الفنية تخلق عند الجمهور كما تخلق عند الفنان».
وضعت إعلاناً في الجامعة وقد تقدمت إلينا "15" طالبة لديهن الرغبة في العمل المسرحي ونحن الآن في المراحل الأولى ونحاول إخراج هذه الدواخل كلها لأن الرغبة لوحدها لا تصنع ممثلاً
وعن دور الجمهور والشيء الذي يستطيع تقديمه للنص والمسرحية يقول السيد "حمود": «جمهور "طرطوس" اليوم هو من طلاب الجامعات الذين نحاول إقامة عروض خاصة لهم وقد أقمنا في العام 2008 مجموعة من العروض ضمن فعاليات مهرجان المسرح الجامعي بـ"طرطوس" وتفاعلوا معه جداً حيث قدمنا "12"عرضاً مسرحياً لمجموعة طلاب معاهد من مختلف المحافظات السورية واستطعنا قبل المهرجان توعية فكر الطلاب وتعرفنا عليهم وبناء على هذا التعرف سنختار أعمالنا القادمة سواء على مستوى الموسيقا أو المسرح أو الفنون الشعبية وقد شكلنا نادياً لأصدقاء المسرح لنتعرف على ملاحظاتهم ونأخذ انطباعاتهم وأجوبتهم على استمارات خاصة تبين آراءهم ونأخذ بمعظمها خلال تقديمنا الأعمال فيما بعد وتزداد بذلك مسؤوليتنا لأننا نشعر أن المواطن يتابع معنا وعلى كل الأحوال فإن المسرح لا طعم له بدون ناس لأن علاقته مباشرة مع الجمهور ومن الضروري وجود طاقة متبادلة بين النص والممثلين والجمهور».
وعن التقنيات التي يتم استخدامها في المسرح ومدى ضرورتها للعمل يقول السيد "حمود": «التقنيات ضرورية لنتماشى مع التطور ولكن الممثل هو العنصر الأقوى ونحن نخطو الخطوة الأولى كما الأطفال بحاجة إلى مساعدات معينة ليكونوا قادرين على المشي وهذه المساعدات منها الإضاءة والصوت والديكور وعندما تكتمل حاجاتنا يومها نكون قادرين على المشي إن شاء الله بخطوات ميسرة وموفقة».
وعن طريقة اختيار الممثلين يقول السيد "حمود": «وضعت إعلاناً في الجامعة وقد تقدمت إلينا "15" طالبة لديهن الرغبة في العمل المسرحي ونحن الآن في المراحل الأولى ونحاول إخراج هذه الدواخل كلها لأن الرغبة لوحدها لا تصنع ممثلاً».
وعن إمكانية تغيير النص والارتجال على المسرح وكيفية تعامل الممثلين مع هذا الأمر يقول السيد "حمود": «إمكانية تغيير النص أثناء العرض المسرحي تعني الذهاب إلى الارتجال وهذه مسألة يلزمها محترفون، وتجربة يلزمها مهارة شخصية وأن يكون الممثل صاحب خبرة وثقافة ولكن لابد من الإشارة إلى أن الارتجال لا يكون من خلال كلمة أو إشارة ولا يمكن أيضاً الخروج عن النص بكامله وخاصة أنه يوجد حوار يجب أن يسلمه الممثل للمثل الآخر ويكون فيه فكرة معينة يجب أن تقال وإلا يحصل ضياع في النص ونحن من خلال البروفات نركز على هذه المسائل وأحياناً يمكن تحسينها من خلال حركات يقوم بها المخرج إضافة إلى أهمية توفر النباهة لدى الممثلين لأن الممثل النبيه هو الذي يمكنه مساعدة الممثل غير النبيه على المسرح».
نشير إلى أن الفنان "نضال حمود" هو خريج المعهد العالي للعلوم المسرحية دورة عام "1982" وكان من الطلاب المتميزين حيث حقق المرتبة الثانية في دورته عمل مع منظمة طلائع البعث في "طرطوس" وقدم أكثر من ثلاثين مسرحية للأطفال إضافة لتعامله مع فرع شبيبة "طرطوس" في نشاطات مسرحية كثيرة وهو حالياً مدير للمسرح القومي في "طرطوس".