أقام الحاج "عيد الحسين" في قرية "معرشمارين" الواقعة شرقي "معرّة النعمان" /بخمسة/ كيلومترات تقريباً مأدبة غداء على شرف وفد عشيرة "البليج"، والتي كانت حتى موعد هذا الاجتماع خصماً لعائلة "العليوي" التي ينتمي إليها الحاج "عيد" لما تسبب به أحد أفراد العشيرة، من القتل غير المتعمّد، لصديقه من عائلة المضيفين. هذا الوفد جاء مرافقاً للمحكّم الاجتماعي، وعضو مجلس الشعب السابق "نصر العيدو" من قرية "دير الشرقي" التابعة "للمعرة"، والرفيق "أحمد القسوم" أمين شعبة الحزب في "معرة النعمان"، بعد الوساطات التي قام بها "العيدو"، لإيجاد حلّ يرضي الطرفين، حيث قال لموقعeIdleb:
«بعد لقاءات متكررة مع الطرفين، توصلت إلى إقناع أهل الفقيد بقبول الدّيّة التي تمّ تحديدها بمبلغ /600/ألف ل.س، خاصةً أن للفقيد ثلاثة أطفال صغار، وقد أعانني الله تعالى على إقناع آل الفقيد بهذا المبلغ، فقد كانا بصدد تشكيل لجنة من المحكّمين، لكنهما اتفقا على أن أتولى هذه المصالحة بمفردي، لذلك أكرر شكري لهذه الثقة التي منحاني إيّاها، وكذلك أشكر مساعدة كل من الدكتور "محمد نعسان"، و"نجيب بصراوي" عضوا مجلس الشعب السابق، على تقديم المساعدة والعون لهذه المصالحة».
ولأن الواجب يقتضي إكرام الضيف، وهذا ما تعوّدنا عليه
وقد حضر هذه المأدبة رجل الدين "عبد العزيز العليوي" إضافة لأقرباء الحاج "عيد" مثل: "عوض العليوي" و"محمد العليوي" و"محمود العليوي" و"ناصر العمر" و"عبد المعطي" وكذلك بعض الأهالي من القرى المجاورة لقرية "معرشورين"، وقد قدّم الشيخ "عبد العزيز العليوي" مداخلته بعد أن طلب أحد أفراد عشيرة "البليج" الذي قال، نتمنى أن يبدأ أهل الفقيد كلامهم، فقال الشيخ: «كنّا ننتظر حديثكم أنتم، وبما أنكم طلبتم ذلك، فلنصلّ أولاً على رسولنا "محمد" صلى الله عليه وسلم». ثم تناول موضوع الموت، والحياة، والقصاص، والعفو، لينهي حديثه بالدعوة إلى التسليم بقضاء الله وقدره.
وبعد تناول الطعام قدّم المحكّم "نصر العيدو" مداخلة بقوله: «هؤلاء الناس وأشار إلى "آل عليوي" (رافعين راية الصلح)، وقد سلموا أمرهم إلى الله تعالى، ولا يريدون الديّة، وقد أخبرت عشيرة "البليج" بهذا الأمر، لكنّ أبناء العشيرة رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً، وهم مصرّون على تقديم هذا المبلغ مساعدةّ منهم لأطفال المرحوم، والذي لا يعتبر ديّة، فديّته لا تقدّر بمال».
لينتهي المطاف عند المحامي "زاهد العيسى" من مدينة "حلب" الذي قام باستكمال الإجراءات القانونية اللازمة للصلح، وتمّ دفع /600ألف/ل. س لعائلة الفقيد.
«ولأن الواجب يقتضي إكرام الضيف، وهذا ما تعوّدنا عليه»، قالها "ناصر العمر" مدرّس اللغة العربية، وهو من عائلة الفقيد، ليضيف: «نحن تعودنا دائماً أن نكرم ضيفنا، وأمّا عن مصابنا فنحمد الله على السراء والضرّاء فلكل امرئ أجل مسمى، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا الصبر والسلوان».