تتفاوت إجابات الناس إن سألتهم عن مدى سعادتهم في حياتهم الزوجية، فمنهم من يقول "أيام وبتمضى"، مشيراً إلى الروتين الذي دخل حياته بعد عدة سنوات من عقد القران، والآخر يعيش أيامه بكل تفاصيلها السعيدة، متغلباً على ضغوطات الحياة وسلطان الرتابة.
أما الأمر الذي لا تكاد تجد حوله خلافاً فهو السعادة المطلقة التي يشعر بها الشباب من الجنسين في مرحلة الخطبة بما تجلبه من تغير كبير في نمط الحياة، واهتمام كل منهما بالآخر.
أعمل في الخليج ولا أزور البلد سوى شهرين في الصيف، لذلك أبرر لنفسي زيارة الخطيبة كل يوم، وأكتفي بالدردشة على الإنترنت والاتصالات الهاتفية خلال سفري
وخلال حوار موقعنا مع بعض الخاطبين حول التغيرات التي طرأت عليهم بعد الخطبة ومدى السعادة التي يشعرون بها، قال "أسامة واوي": «تغيرت حياتي كلياً بعد الخطبة، فقبلها كنت مشغولاً جداً بعملي ولا أكاد أجد اهتماماً من أحد، أما الآن فلا تمر ساعة إلا ونتبادل الاتصالات أنا والخطيبة، وإذا غبت أو تأخرت أجدها تنشغل عليّ، وتسأل عني».
وعن توقعاته إن كانت هذه الحالة ستستمر بعد الزواج قال "واوية": «الرجل الذكي هو الذي يجعل حياته الزوجية أسعد من فترة الخطبة، ولا أؤمن بأن السعادة تنتهي بعد سنة أو سنتين من الزواج، وإن حصل فأعتقد أن السبب هو تقصير من الزوجين».
أما "عقيل الحاجي" فقال: «لم أتوقع أن تكون الخطبة جميلة بهذا الشكل، فعلى الرغم من أني خطبت على الطريقة التقليدية إلا أنني وصلت أنا وخطيبتي إلى درجة عالية من الاتفاق والانسجام، ووضعنا خططاً لحياتنا لسنوات عديدة».
ولدى سؤاله عن المشاكل التي يتعرض لها خلال الخطبة قال "الحاجي": «يحدث أحياناً بعض الخلافات بيننا، غير أننا لا نلبث أن نحلها، ونصبح بعدها أكثر سعادة واتفاقاً، والمهم أن لا يتدخل أحد في الخلاف بين الخطيبين، لأنه لا يعدو كونه خلافاً في وجهات النظر، أما إذا تدخل الأهل من الطرفين فربما تتعقد الأمور وتؤدي إلى نتائج غير محمودة».
ويعتبر الشاب "محمد طه" اقتناع الخطيبين ببعضهما قبل تلبيس المحابس شرطاً لاستمرار العلاقة ونجاحها، ويعتقد أن: «من أهم أسباب السعادة في الخطبة وبعدها هو أن يكون المستوى التعليمي متقارباً بين الشاب والفتاة، وليس شرطاً أن تكون الزوجة موظفة غير أنه لا بد من أن تكون متعلمة في حال كان الشاب متعلماً».
وعن زيارته للخطيبة قال "طه": «أعمل في الخليج ولا أزور البلد سوى شهرين في الصيف، لذلك أبرر لنفسي زيارة الخطيبة كل يوم، وأكتفي بالدردشة على الإنترنت والاتصالات الهاتفية خلال سفري».
وللاطلاع على رأي رجال الدين بالخطبة قال الشيخ "محمد وردة" إمام جامع "يبرود": «الخطبة مرحلة مهمة جداً ليتعرف الطرفان قبل عقد القران على طبائع بعضهما، وعلى نمط الحياة الذي ينتظر الفتاة، خصوصاً إذا كانا سيسكنان مع أهله في نفس البيت، فالتراجع عن الخطبة أسهل من التفريق بعد الزواج، ولا بأس من زيارة الخطيب لخطيبته ولكن مع الحفاظ على الضوابط الشرعية».
وقال الخوري "جورج حداد" خادم كنيسة "يبرود": «يجب أن تكون الخطبة مرحلة للتعارف فهي اتفاق مبدئي للزواج، ونجري في الكنيسة جلسات تحضير للخطيبين، ونعرفهما بأهمية الزواج ومفهومه اجتماعياً ودينياً، كما نوضح لكل منهما واجباته وحقوقه، ومسؤوليته أمام الطرف الآخر، وأمام الأهل والمجتمع. ونخضع الشابين لاستفتاء من خمسين سؤالاً تبين الرضا التام لكل منهما».
قيل لأحد الأعراب إن ابنك عشق، فقال: وأي بأس به إذا عشق، إنه إذا عشق نظف وظرف ولطف. ربما ينطبق وصف الأعرابي على كل خطيب بصرف النظر عن كون العشق أتى قبل الخطبة أم بعدها، فكثير من الخاطبين في "يبرود" يزورون الخطيبة كل يوم مظهرين أحسن ما عندهم من النظافة والظرف واللطف.