يعتبر من أقدم المساجد في المنطقة وقد زاد عمره عن خمسة قرون ولا يزال يحافظ على شكل بنائه الأول، حيث بني بحجارة كلسيه كبيرة تدل على عظمة بنائه وتم ترميم بعض أجزائه وتجديد بناء مئذنته في منتصف القرن الماضي. موقع eIdleb التقى السيد "عماد فرحات" رئيس بلدية "كفرلاته" ليحدثنا عن حكاية هذا المسجد والذي بدأ حديثه قائلاً: «يعتبر مسجد "كفرلاته" من أقدم المساجد في المنطقة ويطلق عليه أهل القرية اسم "الجامع العمري" حيث أُطلقت هذه التسمية على جميع المساجد التي بنيت في تلك الفترة....
ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس الهجري حسب ماهو مبين في الحجر التي توجد فوق باب المسجد والتي كتبت فيها العبارات التالية (بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذا الجامع المبارك المقر العالي المولوي المالكي الكفلي السلحدار المنصوري كافل المملكة الحلبية أعز الله أنصاره وضاعف من اقتداره بتولي العبد الفقير إلى الله "جمال الدين عمر بن حسين العجمي" في سنة أربع وتسعون وستمائة)».
ويقول الباحث التاريخي "فايز قوصرة": «أن قرية "كفرلاته" قرية تقع في قمة "جبل الأربعين" إلى الجنوب الشرقي لمدينة "أريحا" ذكرها "ياقوت الحموي" في كتابه "معجم البلدان"، حيث قال: "كفرلاته بلدة ذات جامع ومنبر في سفح جبل عاملة من نواحي "حلب" بينهما يوم واحد وهي ذات بساتين جارية نزهة طيبة"».
ويضيف "قوصرة": «وجد بالقرب من المسجد في منتصف القرن العشرين شواهد قبور مؤرخة في/601/ هجرية أحد كتاباتها غير مقروءة ولكنها كتابة قرآنية، وشواهد أخرى مؤرخة سنة /643/ هجرية مما يؤكد أن "كفرلاته" مسكونة في العهد "الأيوبي" وفيها ثلاثة مساجد ترقى إلى ذلك العصر لكنها تهدمت وأزيلت معالمها، لكن "الجامع الكبير" كما هو مبين في التاريخ المكتوب أعلى بابه أنه يعود إلى العهد المملوكي الأول».
ويقول السيد "مأمون الطه" أحد أبناء القرية والذي التقيناه أثناء زيارتنا للمسجد: «إن هذا المسجد من أقدم المساجد في القرية ويعرف بالجامع "العمري" وطرأ عليه العديد من عمليات الترميم حيث تم توسعته في فترة من الفترات وترميم الباب الرئيسي له لكنه بقي محافظاً على شكل بنائه الأول فهو مبني بطريقة "الغمس" ومن أهم ما يميز هذا المسجد وجود المنبر الخشبي الذي يعود تاريخه إلى فترة بناء المسجد ومازال محافظاً على شكله الأول».