«ولد "سعيد اسحق" في عام 1899 في قرية قلعة "الأمراء" من أعمال ولاية "ماردين"، وسكانها من "السريان"، وتلقى أول دراسة في مدرسة "الرقبة" وتابعها في مدرسة "دير الزعفران" المجاورة، وأتقن اللغتين العربية والسريانية، وألم باللغة التركية. ثم انتقل وهو شاب مع الكثير من بني قومه الى بلدة "عامودا" في الجزيرة السورية اثر رسم الحدود بين تركيا وسورية، وإلحاق منطقة "ماردين" وتوابعها بالدولة التركية».
الحديث للباحث والأديب "صالح هواش المسلط" عندما التقاه موقع eHasakeh ليحدثنا عن المناضل "سعيد اسحق"، ويضيف "المسلط": «وبادر المجاهد "سعيد" مع إقرانه من الشخصيات الواعية الى تأسيس بلدية "عامودا"، حيث انتخب رئيساً للبلدية ضد إرادة المحتلين الفرنسيين، وفي عام 1923 انتخب نائباً عن "الجزيرة" في مجلس النواب السوري، وانتخب أميناً لسر المجلس النيابي. وتوالى انتخابه نائباً عن محافظة "الحسكة" خمس دورات انتخابية، كما انتخب نائباً لرئيس المجلس النيابي السوري عدة مرات، وكان عضواً بارزاً في الكتلة الوطنية التي قادت الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي. وشغل مهام أمين سر الكتلة الوطنية بعض الوقت، وقد أبعدته السلطات الفرنسية عن الجزيرة عدة مرات لنشاطه الوطني ضد المستعمرين، وحين حصلت سورية على استقلالها منح وسام الاستحقاق السوري لجهوده الوطنية.
رحم الله المناضل "سعيد اسحق" لقد كان من الوطنيين الشرفاء الذين أوصلوا سورية الى الاستقلال والحرية وإعادة الكرامة، ولا ننس موقفه المشرف من مؤتمر "طوبس" حيث داس على المضبطة بقدميه، وكيف ننسى إقامته الجبرية في "حلب" و"دمشق" وما عمله "سعيد اسحق" مع لجنة تقصي الحقائق، حيث اقنع اللجنة بان من أقاموا الفتنة في الجزيرة هم من الرعاع الغرباء، حيث يقول عن هذه الفتنة الشاعر "خليل مردم بك": «يقولون في الجزيرة فتنة/ بل في الجزيرة نفط وقار/ طيء وتغلب نامت فوارسها/ ليجول في الميدان حمار وخمار/ من لاجئ وابن سابلة/ على ظهورهم من سياط الترك آثار
وفي عام 1951 كان المناضل "سعيد" يشغل منصب النائب الأول لرئيس المجلس النيابي السوري، وحدث ان نشبت أزمة سياسية ودستورية عصفت بالبلاد حيث استقال رئيس المجلس النيابي من منصبه فتولى "سعيد اسحق" مهامه. وبهذه الصفة تلقى بتاريخ 1كانون الأول 1951 كتاب استقالة رئيس الجمهورية من منصبه، فأصبح "سعيد اسحق" بحكم الدستور رئيساً للجمهورية السورية بالوكالة خلال المدة من تاريخ 2/12/1951 ولغاية 19/12/1951 حيث لعب دوراً وطنياً وحكيماً في تهدئة الأوضاع. ومرة ثانية في شباط 1954 وبعد استقالة رئيس الجمهورية ومغادرته البلاد أصبح رئيس المجلس النيابي قائماً بأعمال رئيس الجمهورية في حين تولى نائبه "سعيد اسحق" رئاسة مجلس النواب. وفي أجواء أزمة دستورية ووطنية سيطرت على البلاد، اجتمع البرلمان يوم 27 شباط 1954 برئاسة "سعيد اسحق" والذي تمكن بحكمته ودرايته من إقناع النواب بإعلان حل البرلمان لإفساح المجال أمام إجراء انتخابات نيابية جديدة، وبذلك ساهم في تجنيب البلاد مصاعب أزمة قاسية. فكان بحق السياسي الداهية والمناضل الجسور والمجاهد العنيد، مما أعطى لأسرته عنواناً بارزاً من عناوين الوطنية البارزة في سورية.
كان رجلاً شجاعاً لا يهادن ولا يحابي على مصلحة الوطن والأمة، وكثيراً ما وقف كالطود شامخاً بوجه الدسائس والفتن والنعرات الطائفية التي كانت تغذيها فرنسا، وتوصل فيما بعد الى مراكز عليا في الدولة إبان الكتلة الوطنية، حيث كان واحداً من أقطابها الكبار». وختم "المسلط" حديث بالقول: «رحم الله المناضل "سعيد اسحق" لقد كان من الوطنيين الشرفاء الذين أوصلوا سورية الى الاستقلال والحرية وإعادة الكرامة، ولا ننس موقفه المشرف من مؤتمر "طوبس" حيث داس على المضبطة بقدميه، وكيف ننسى إقامته الجبرية في "حلب" و"دمشق" وما عمله "سعيد اسحق" مع لجنة تقصي الحقائق، حيث اقنع اللجنة بان من أقاموا الفتنة في الجزيرة هم من الرعاع الغرباء، حيث يقول عن هذه الفتنة الشاعر "خليل مردم بك": «يقولون في الجزيرة فتنة/ بل في الجزيرة نفط وقار/ طيء وتغلب نامت فوارسها/ ليجول في الميدان حمار وخمار/ من لاجئ وابن سابلة/ على ظهورهم من سياط الترك آثار».