«تعتبر الموسيقا الشعبية، بطبيعتها الخاصة والمتميزة، الموال الذي نسج عليه الإنسان، إيقاعات الزمن وشعار وجوده، ورمز إدراكه لمعنى الجمال، شكل عبر أنغام هذه الموسيقا أجمل أشكال التعبير، عن مشاعره وإدراكه الفكري».

الكلام للسيد "كفاح سلمان"، مدير فرقة شبيبة "القنيطرة" للموسيقا التراثية والشعبية، في حديث لموقع eQunaytra، وأضاف: «الشبابة آلة موسيقية تصنع عادة من القصب، وفي بعض الأحيان يمكن صناعتها من معدن الألمنيوم أو النحاس، تتكون من قطعة واحدة على شكل أنبوب، له عدد من الفتحات التي تسمح للهواء من الخروج منها، هذه الفتحات الهوائية، هي التي يتحكم العازف بطريقة وشكل خروج الهواء وبالتالي يتحكم في نوع الصوت أو النغمة التي يريد إيصالها للمستمع، من خلال حركة الأصابع المتغيرة بحسب النغمة أو اللحن الذي يريد العازف إسماعه للناس.

كثيرة تلك الأيام والسهرات الموسيقية الطربية الجميلة، التي كنت اعزف فيها على الشبابة، التي كانت تزين حلقات الدبكة والرقص والعرس الشعبي، بألحانها الرائعة بمصاحبة الطبل. تعد الشبابة صديقة ورفيقة رعاة المواشي في رحلة رعيهم اليومية

الشبابة آلة شعبية يعرفها أهل الريف والبادية والمدينة على حد سواء، يجتمعون حولها في سهراتهم، يعقدون حلقات الدبكة والرقص ويقيمون سهرات الغناء والأهازيج الشعبية. تعد آلة الشبابة، من أقدم الآلات الموسيقية الشعبية، التي استخدمها الإنسان في الأرياف، للتعبير عن مشاعر الفرح والحزن، التي يمر بها في حياته اليومية. تعرف الشبابة باسم "الناي" المصنوع من القصب، ولها نغمة حزينة تعبر عن مشاعر الحزن والعواطف الشجية. دخلت آلة الشبابة أو الناي إلى الفرق الموسيقية، وأصبحت تحتل مكانة مرموقة في الكثير من الفرق والمناسبات، ومن النادر أن تخلو فرقة موسيقية من عازف الناي أو الشبابة، لما لألحانها من تأثير وشجون وطرب. أكثر ما تستخدم الشبابة في أيامنا الحالية في السهرات والأعراس الشعبية في القرى، بمرافقة آلة الاورغ والدربكة أو الطبل بحسب نوع الفلكلور الشعبي السائد في المنطقة.

الناي المصنوع من القصب

لا يمكن تحديد العمر الزمني للشبابة أو الناي، لأنها ارتبطت بالغناء الشعبي ولا توجد أبحاث موسيقية تؤرخ لهذه الآلة الموسيقية، التي تطرب لها الآذان وتصفو النفوس لسماعها».

السيد "فؤاد أتمت" وهو من العازفين القدماء لآلة الشبابة في قرية "حرفا" أشار إلى المكانة الشعبية التي احتلتها الشبابة، في الخمسينيات من القرن الماضي، لعدم وجود فرق موسيقية في القرية، إضافة إلى تعلق أهل الريف بالغناء الشعبي الأصيل، الذي تعد الشبابة والربابة من أهم أركانه الموسيقية، ويضيف: «كثيرة تلك الأيام والسهرات الموسيقية الطربية الجميلة، التي كنت اعزف فيها على الشبابة، التي كانت تزين حلقات الدبكة والرقص والعرس الشعبي، بألحانها الرائعة بمصاحبة الطبل. تعد الشبابة صديقة ورفيقة رعاة المواشي في رحلة رعيهم اليومية».