موسيقي محترف وعازف من العيار الثقيل ومدرس بارع عرفه الكثيرون من أصحاب المواهب في محافظة "طرطوس" ومدينتي "بانياس" و"صافيتا" وقبلهم في محافظة "دمشق"، وهواة الحفلات الموسيقية في المراكز الثقافية وغيرها.
إنه الأستاذ "مارون ابراهيم" الذي زرناه في منزله بتاريخ 14/5/2009، وهناك تعرفنا على مشواره الفني الذي بدأ في سن مبكرة، وقبل الحديث عن حفلاته وتلاميذه أخبرنا عن الفترة التي قضاها خارج القطر واستمرت حتى سن الشباب فقال: «ولدت في "بيروت" عام 1964 حيث كانت تقيم عائلتي وتعمل هناك وبقيت فيها حتى عام 1985.
لدى الأبناء توجد الموهبة لكن يوجد بعض التقصير، وسيتجاوزون ذلك مع بعض التشجيع والعمل على البدء هذا الصيف بتدريسهم...
بدأت العزف على البيانو في عمر 6 سنوات، وكنت مولعاً بهذه الآلة الموسيقية فدرستها في معهد "الكسليك" وبقيت فيه حتى سنة 1982، وأثناء تلك الفترة كانت هناك متابعة للعلوم النظرية و"الكونترابوانت" و"الهارموني" (علم التآلفات، حوارية الألحان)، وهي العلوم الأساسية في الموسيقا».
ويتابع بالحديث عن عودته إلى موطن جذوره وبداية نشاطه الفني فيقول: «بعد القدوم إلى "سورية" استقريت في محافظة "طرطوس" (أصل العائلة من قلعة نمرة)، وبدأت عملي بتدريس العزف على "البيانو" فيها في معاهد خاصة كما عملت في "دمشق" لمدة حوالي 5 سنوات (1992- 1997) في معاهد خاصة أيضاً».
الموهبة والرغبة في تعلم العزف هما عاملان أساسيان في تحقيق النتائج، ومع ذلك تبقى هناك تفاصيل وصعوبات حدثنا عنها: «اللحن مبني على علامات السلم الموسيقي الثابتة، وأي فروقات في العلامة الموسيقية تظهر في اللحن وتوصف بـ"النشاز" وغالباً ما تظهر في الآلات الوترية.
في بداية الدراسة في المعهد وخاصة في آلة "البيانو" أول ما يجد الطالب صعوبة في قراءة الموسيقا على مفتاحي "صول" و"فا" (سطران في آن واحد)، بقراءة مختلفة لكل من المفاتيح، وفي فصل الحواس الذي يعد المعاناة الأكبر للطالب كونه يعزف في كل يد شيئاًً مختلفاً عن الأخرى (باليمنى ما يختلف عن اليسرى)، ثم يتجاوزها مع التمرين والتكرار».
معزوفات ومقطوعات موسيقية على هذه الآلة المحببة إلى الأطفال بشكل خاص أصبحت خالدة وتعد الآن جزءاً هاماً في مجال الاحتراف، حيث قال عنها: «دراسة "البيانو" مبنية على ثلاث أسس: أولها الدراسة النظرية ودراسة التقنيات من تمارين و"إيتود" وهذه بدورها تهيئ لدراسة المقطوعات الموسيقية، ودراسة أدب "البيانو" (ما يخص أعمال البيانو وكتّابه)، مثل "كونشرتوات البيانو"، "سوناتا البيانو"، وهي أهم قوالب موسيقا هذه الآلة، مثل "سوناتا ضوء القمر"، سوناتا "باتيتيك" و"الكونشرتو الثالث" وجميعها لـ"بتهوفن"».
نقلنا بعد ذلك في جولة عن مشاركاته وأنشطته فقال: «في سنة 1993 أقمت مع عدد من الطلاب أمسية موسيقية في العزف على "البيانو"، وأشترك سنوياً مع فرع طلائع "طرطوس" منذ حوالي ستّ سنوات في توزيع ألحانه وتسجيلها إضافةً إلى التحكيم بلجان رواد الطلائع، كما ألّفت موسيقا ألحان ومهرجان الرياضة الذي أقيم قبل عدة أعوام في الصالة الرياضية، وكانت كلها موسيقا "بلاي باك"، لأنها توفر أجرة وجودة العازفين الذين لا يقل عددهم عن 25 عازفاً».
وأضاف عن مساهماته في فرق وكورالات مختلفة، فقال: «هناك مشاركات مع بعض الفرق المحلية مثل فرقة "بعمرة" (السنابل) في المسرح القومي، وأمسية مع الفرقة النحاسية في "طرطوس" و"الكورال" التابع لها، وأكتب الموسيقا لها.
في محافظة "طرطوس" بدأنا بتأسيس "كورال" سنة 2007، بعدد أعضاء لا يتجاوز العشرة، أقمنا أمسية وتوقفت بسبب انشغال أعضائه وتباعدهم، ورجعنا منذ حوالي عشرة أشهر وبدأنا في "صافيتا" حيث وصل عدد الأعضاء إلى 22 من مختلف الأعمار وبداية بسن سبعة أعوام».
العائق الأهم لدى بعض تلاميذه يتجلى بعدم القيام بأدوارهم على أكمل وجه، وهذا ما عبر عنه بالقول: «بالنسبة للدارسين في محافظة "طرطوس" فلديهم تقصير في التدريب بذريعة ضغط الدراسة وهذه ليست قناعتي، لأنني عملت في "دمشق" لمدة أكثر من أربع سنوات ووجدت جدية أكثر وإحساس بالمسؤولية من ناحية الطالب، وفي المعاهد هناك التزام وجدية أكبر، وهذا لا يلغي تواجد حالات من الطلاب الموهوبين الذين وصلوا بعد الثانوية إلى المعهد العالي بفضل التزامهم واهتمامهم بالتدريب».
فيما يخص الأبناء فالرغبة في التعلم موجودة على حد تعبير "طوني" (9 أعوام)، وبحسب قول أستاذنا الذي أجاب ضاحكاً: «لدى الأبناء توجد الموهبة لكن يوجد بعض التقصير، وسيتجاوزون ذلك مع بعض التشجيع والعمل على البدء هذا الصيف بتدريسهم...».