«الفكرة موجودة في ذهني منذ زمن طويل، الشيء الوحيد الذي لاحظته ووقفت عنده هو أن كل نحات أو فنان بدأ بصقل موهبته بحجر البازلت، هذا الحجر العادي جداً رغم بساطته إلا أنه يعطيك مساحة واسعة للإبداع والابتكار، ومتوافر بكثرة في محافظة "السويداء".
استثمار هذا الحجر والاستفادة منه بصنع ما هو مميز وجميل كان مشروع حياتي، لم أكمل دراستي وعملت بتركيب الحجر على واجهات المنازل فترة طويلة وسافرت إلى لبنان، حتى أصبح لدي المال الكافي للبدء بمشروعي وبالفعل بدأت، ساعدني إخوتي ووقفوا إلى جانبي وأنشأنا شركة قلعة الشرق لقص الحجر، حيث لم يقتصر اهتمامنا على حجر البازلت واستثماره بل عملنا في الحجارة البركانية والرخام».
أعمل على تطوير عملي باستمرار، والتنويع بما ننتج لنوفر خيارات متعددة للناس لتزيين منازلهم وحدائقهم وبيوتهم، وأسعى لتصدير ما نصنع للخارج، للتعريف بخصوصية وجمالية المنتج السوري
بهذه الكلمات بدأ السيد "وسيم الهادي" حديثه عن مشروعه المقام في قرية "أم الزيتون" لموقع eSuweda وتابع قائلاً: «بدأنا المشروع منذ عامين، لدينا أربعة آلات للقص، وآلتين للجلي، وآلة للدق، نقوم بقص الحجارة بمختلف القياسات أو حسب طلب الزبون، بالإضافة إلى العمل بحجر البازلت نعمل بالحجر البركاني الأحمر وهو متوافر في محافظة "السويداء" بقرية "طربا" وبالحجر الأبيض الذي يأتينا من محافظة "طرطوس" ومن "مصياف" والرخام من تركيا، نصنع منه كساءً للجدران، أو بلاطاً للشوارع، بالإضافة إلى الديكورات التي تعتمد على الدق اليدوي، نصنع لوحات ونقوش وتيجان وأعمدة ومنحوتات.
عدد العمال في الشركة 10 عمال ونقوم بتلبية الطلبات، الحجر البازلتي مطلوب بكثرة ليس في محافظة "السويداء" فحسب، بل في باقي المحافظات مثل "حماة" و"طرطوس" و"دمشق" كما نقوم بالتصدير للبنان واليونان ودول الخليج العربي، كما شاركنا هذا العام بمعرض "بيلدكس" في "دمشق" ولقينا اهتماماً واسعاً بما تم عرضه من منحوتات من الحجر البازلتي ولوحات وديكورات كساء».
ولدى سؤالنا: بالنسبة لمواضيع اللوحات والمنحوتات، هل هي مستمدة من التراث الشعبي؟ أجاب: «منها ما هو مستمد من التراث الشعبي للمحافظة، مثل "دلة القهوة" و"الخنجر" ومنها ما يكون حسب ذوق الزبون، كأن يأتينا بصورة أو لوحة نقوم بتصويرها ودقها على الحجر، فهي جميلة ومتينة وتضفي رونقاً على المكان الذي توضع فيه سواء كان بيتاً أو حديقة».
وعن آماله وطموحاته؟ قال: «أعمل على تطوير عملي باستمرار، والتنويع بما ننتج لنوفر خيارات متعددة للناس لتزيين منازلهم وحدائقهم وبيوتهم، وأسعى لتصدير ما نصنع للخارج، للتعريف بخصوصية وجمالية المنتج السوري».