لا توجد قرية في "جبل الزاوية" إلا ولها لقب يميزها وهذا اللقب يختلف عن تسمية القرية، ولعل لقب القرية يرتبط بأحد سكانها الدراويش أو بقصةٍ جرت فيما مضى من الزمن. وجميع سكان هذه القرية والقرى المحيطة يعلم هذا اللقب ويستخدمه على سبيل المزاح فيقول الأول "أنت من الطبيخ" وهو لقب قرية "أورم الجوز" بينما يرد الثاني "وأنت من خضّاضين الجروة" وهو لقب قرية "بسنقول" وبين هذا وذاك فهذه الألقاب تتردد على ألسنة الكبار والصغار.
موقع eIdleb مدونة وطن تجول في العديد من القرى للبحث عن أصل تسمية كل لقب والتقى ببعض أبنائها، ففي لقائه بالموقع تحدث السيد "خالد أبو ساق" من قرية "الرامي" عن سبب استخدام لقب "الكوكو" عند الحديث عن قرية "الرامي" فقال: «هذا الطائر الجميل قد أعجب بعض سكان هذه القرية وتبعوا أثره حتى وصلوا إلى البحر وفقدوه لذلك كانت التسمية».
هذا الطائر الجميل قد أعجب بعض سكان هذه القرية وتبعوا أثره حتى وصلوا إلى البحر وفقدوه لذلك كانت التسمية
وإلى قرية "مرعيان" والتي تلقب بــ"قرية الأرانب" حيث تحدث السيد "ملهم صواف" عن أصل اللقب فقال: «يروى أن فلاحاً كان يحرث أرضه ورأى أرنباً إلى جانب "الفدان" واختفى فجأة فجاء أحد كبار القرية ليرى أين اختفى هذا الأرنب فخلص إلى أن الأرنب دخل إلى المحراث من ثقب صغير لا يتجاوز بضع ميليمترات فقال: "لا من هين ولا من هين دخل من ثقب سبنين"».
أما قرية "أورم الجوز" فلأن معظم أهلها يبذلون جهداً في عملهم القاسي وهو البناء فهم يعتمدون على الطبيخ (الأرز والعدس والبرغل) كغذاءٍ أساسي ولذلك سُموا بالطبيخ. وبالانتقال إلى قرية "بسنقول" وحكاية المرأة العمياء التي تصنع الزبدة بآلة يدوية قديمة تسمى "الخضّاضة" حيث تحدث "ديب معري" أحد أبناء القرية عنها فقال: «بينما كانت هذه المرأة العمياء تخض الزبدة أمام المنزل غافلها أحد الصبية ووضع كلباً صغيراً داخل "الخضّاضة" وبقيت تخض الزبدة حتى مات داخلها وانتشرت هذه القصة وارتبطت بقريتنا».
أما "الكاسوحة" لقب قرية "إحسم" فهي من أغرب القصص وأكثرها طرافة والتي رواها السيد "مصطفى حاج حميدي" أحد أبناء قرية "إحسم" قائلاً: «اشترى أحد دراويش القرية "الكاسوحة" (آلة حادة جداً كانت تستخدم قديماً في تقليم الكرمة" فقال له البائع أنها تقلّم الأشجار بمفردها (كناية عن حدتها وجودتها) فذهب هذا الرجل ووضعها في الحقل وعاد في اليوم التالي وهو على يقين أن هذه الآلة قد قلّمت الحقل كلّه فجاء ووجدها كما وضعها فغضب غضباً شديداً وأراد أن يكسرها برجله فقطع رجله».
ومهما كان لقب القرية غريباً وطريفاً إلا أن ألقاب القرى في "جبل الزاوية" تبقى إحدى الخصائص الفريدة للسكان في محبة بعضهم البعض والتواصل بينهم وإضفاء الأجواء المرحة على لقاءاتهم.