اعتادا على تقديم أعمالهما المسرحية الهادفة في غرفتهما الصغيرة بدمشق، لكنهما اليوم اختارا خشبة مسرح مدينة إدلب ليقدما عرضهما المسرحي الهادف و المميز، لما عرفاه من حب لدى أبناء هذه المدينة الصغيرة للمسرح والمسرحيين.

فقد قدم الأخوان ملص عملهما المسرحي "اللاجئان" على خشبة مسرح المركز الثقافي في مدينة إدلب، و يحكي العمل قصة معاناة لاجئين سوريين في بلاد المهجر من ظلم واضطهاد وتفرقة عنصرية.

إدلب لها مكانتها الثقافية الكبيرة

من أجواء المسرحية

حضر مراسل esyria في إدلب العرض المسرحي وعلى هامشه التقينا الفنان محمد ملص الذي حدثنا عن سبب اختيار مدينة إدلب لتقديم العرض قائلاً: ( نحن نحاول أن نقدم هذا العرض في كل المدن السورية بشكل عام، لما له من أهمية في تسليط الضوء على معاناة اللاجئين في المغترب، وفي هذه المرة اخترنا مدينة إدلب للعرض لمكانتها الثقافية الكبيرة و ما عرف عن سكانها من حب واهتمام بالمسرح).

و عن الحضور و تفاعله مع العمل المسرحي قال ملص: (فوجئت كثيراً بالحضور الذي قدم كما علمت من مناطق متفرقة وبعيدة لمشاهدة هذا العمل المسرحي، ولمست تفاعلاً كبيراً من الجمهور مع الممثلين على خشبة المسرح، و هذا ليس غريباً على شعب عرف بثقافته الواسعة و تشجيعه للفن الفنانين).

حضور لافت

و تابع ملص حديثه ل esyria عن الهدف من هذا العرض المسرحي قائلاً: (هدفنا من هذا العرض إيصال رسالة إنسانية من خلال الفن لربط الفن بالحياة الاجتماعية، و إيصال رسالة عما يعانيه كل لاجئ مهما كان جنسه ولونه وما يعانيه من قسوة الحياة و مشقتها في بلدان اللجوء، فالوطن هو الوحيد الذي يستطيع أن يحنو على مواطنيه).

إضاءة على الغربة وطقوسها المتناقضة

و عن هذا العمل قال الفنان مصطفى شحود: (هذا العرض يعكس حالة التشتت والضياع والانفصام التي سببتها الغربة للاجئ... تناقض في تفاصيل الحياة بعاداتها وتقاليدها وأجوائها وطقوسها الغريبة التي سببت تعقيدات داخلية، و أججت مشاعر الحنين للوطن والأهل والأصدقاء).

و عن سبب حضوره لهذا العمل قال محمد يمان حسون: (حضرت هذا العمل حباً بالفن وأهله ولتذوق قيمه الفنية، ولما سمعته عن الأخوين ملص من مهارة في الأداء المسرحي، فأنا بالأساس أعمل في مجال المسرح ونحن بصدد تقديم عرض مسرحي عما قريب على خشبة هذا المسرح).

و عن الحركة الثقافية في مدينة إدلب بشكل عام حدثنا حسن جيلو من فريق "عدل و تمكين" الراعي لهذا العمل قائلاً:(المسرح في مدينة إدلب لم يترك وحيداً خلال السنوات الماضية، رغم كل الظروف التي كانت تعانيها هذه المدينة.. أولاد هذا المسرح لم يتركوه، وكانت العروض الفنية والثقافية تقدم عليه فهو يستحق الحياة ففي إدلب لا مكان إلا للفرح والأمل).

و عن هذا العمل و سبب حضوره قالت الطالبة بتول الأحمد: (سمعت كثيراً عن الأخوين ملص وعروضهما المسرحية الرائعة التي كانا يقدمانها في غرفتهما الصغيرة بمدينة دمشق، وكانت فرصة جيدة أن أحضر هذا العمل على خشبة المسرح، كان الأخوان ماهرين في ملامسة مشاعرنا وأحاسيسنا و إيصال رسالتهما بكل سلاسة وبساطة و وضوح، كانا موفقين جداً في هذا العمل الرائع، وأتمنى أن تتاح لهما الفرصة في تقديم أعمال أخرى على خشبة هذا المسرح في الأيام القادمة).

أقيم هذا العرض على خشبة مسرح المركز الثقافي في مدينة إدلب يوم الثلاثاء 21 /1/2025 برعاية فريق عدل و تمكين و فريق سوريانا الأمل ومبادرة ع الندهة التطوعية ، وحضره عدد كبير من الأدباء و الفنانين و طلاب الجامعات و المهتمين بالشأن الثقافي والمسرحي.