الشعر مرآة النفس والروح وسجل الحياة والرؤى الصادقة عن الواقع الذي لا يتصنع من خلاله الشاعر أو يتظاهر بل يعتمد على لحظة معينة يقبض فيها على لحظه شاعرية مميزة .
فالشعر بالنسبة للشاعر "احمد محمود حسن" هو ترف الحياة كما الترف عند البعض من الناس في نوعية الطعام والشراب واللباس يعتبره مشروع إثبات فكر ووجود يكتبه للوصول إلى حالة النشوة الفكرية والروحية.
أن يمتلك نظرة مستقبلية واضحة لا يملكها غيره من الناس فهو سابق لعصره وملم به
خلال الزيارة التي قمنا بها إلى منزل الشاعر في قرية"بريصين" التابعة لمدينة "الشيخ بدر" بتاريخ "3/8/2009" بغية التعرف على مسيرته الشعرية التي بدأها وحيداً دون تشجيع من أحد حدثنا قائلاً:«كانت بداياتي الشعرية عام"1970" عندما كتبت شعراً قلدت به الشعر الذي كنت أقرأه في المدرسة نابعاً من موهبة ذاتية مع عدم وجود من يشجعني أو حتى كتاب للمطالعة ومع كل ذلك تابعت مسيرتي».
ويتابع:«في عام "1979" بدأت العمل الوظيفي كمدير لسينما "الكندي" في "طرطوس" وسكنت المدينة فأصبحت لي صداقاتي وعلاقاتي مع المثقفين ومحبي القراءة والمطالعة وتحول منزلي إلى ملتقى أدبي لمجموعة من الشباب المثقفين و كتبت يومها شعراً غزلياً يمثل مجموعة أحاسيس عاطفية لشاب في مقتبل العمر».
وعن سبب تشكيل المرأة المحور الأساسي لشعره جواب شاف لديه حيث قال:«المرأة في نظري هي القاسم المشترك لكل جمال فأنا ابن بيئة منفتحة على الحياة لذلك فتحت عيني على الجمال الواثق من نفسه في المرأة الأنثى».
وعن دور القصيدة الاجتماعية في شعره قال:«أنا ابن هذا المجتمع أيضاً لذلك كان عليّ التعبير عن هموم مجتمعي ومعالجة قضاياه حيث لا يمكن للشاعر الانسلاخ عن مجتمعه كما لا يمكن للقصيدة الانسلاخ عن مغزاها فبقدر ما تلتصق القصيدة بالمجتمع بقدر ما تحلق وتصبح قادرة على طرح الهموم الاجتماعية وملامسة المعاناة الاجتماعية التي تشمل جميع الناس ».
أما أهم ما يميز الشاعر عن غيره من الناس فهو بحسب رأي شاعرنا:«أن يمتلك نظرة مستقبلية واضحة لا يملكها غيره من الناس فهو سابق لعصره وملم به».
وعن ولادة قصيدته المحكية وتميزها عن القصيدة الفصحى وأيهما أقرب إلى قلبه يقول:«ولدت قصيدتي المحكية قبل ثماني سنوات من القصيدة الفصحى وتميزت بقربها ووصولها إلى قلب المتلقي من أبناء البيئة ولكن لا يمكنها أخذ مكان القصيدة الفصحى من حيث الانتشار فهي محلية مهما حملت من إبداعات وكل واحدة منهما أقرب إلى قلبي من الأخرى».
أما عن زمن كتابة القصيدة ولمن يكتبها يقول:«أنا في انتظار دائم لمخاض القصيدة فهي التي تحدد زمان ومكان ولادتها وليس أنا حيث اكتبها لنفسي اولاً ولأمتع بها محبي الشعر ثانياً ولمن يحترم الشعر ويشعر به ثالثاً ولكادح يقرؤها فتريحه من عناء يومه ولشاب عاشق أحب مغازلة حبيبته ولفتاة والهة تضعها في عبها أو تخفيها تحت وسادة نومها لتغفوا على أجمل الأحلام ».
وعن الفرق بين الرواية والشعر يقول:«الشعر أسرع في تلميحه لحالة معينة من الرواية فهو ومضه سريعة وخاطفة ووجبة سريعة,أما الرواية فتدرس الحالة وتحللها وتركّبها لتعيش معها زمناً طويلاً فهي عمل دؤوب و مؤونة لأشهر تشارك الشعر في وصف الحالة أدبياً فهما معاً غذاء الروح ومتعة النفس».
أما المتفوق بين الرواية والشعر حسب قوله:«الشعر هو المتفوق إذا كان الأديب أديباً أما في وقتنا الحالي وفي ظل غيابه الشبه كلي عن الساحة الأدبية وكثرة الشعراء وقلة الشعر الذي أصبح في أيد غير مهتمة أفقدت القارئ الثقة به فتفوقت الرواية التي لم تتأثر بالمتطفلين وعديمي الموهبة حيث بقيت في أيد أمينة».
وعن سبب تسميته ديوانيه الشعريين بقيثارتي الحب "النغم الأول" و"النغم الثاني" يقول :«اخترت هذا العنوان لأنه يعبر عن مضمون المجموعتين أصدق تعبير ويلتصق بنفسي أشد التصاق ».
وعن إصداراته الأخرى يقول:«من عام "1994" إلى عام"1999" كتبت روايتان طبعت الأولى في عام"2004"وهي بعنوان"قبضة الريح" تتحدث عن تطور الحرية التي حصل عليها أبناء الريف السوري خلال نصف القرن الأخير ومنعكساتها على شرائح الشباب، أما الرواية الثانية التي لم تطبع بعد فهي بعنوان "العرين" تتحدث عن ثورة الشيخ "صالح العلي" بكل تفاصيلها الحقيقية التي سمعتها من قبل الناس الذين شاركوا في الثورة وقرأتها في كتب الثوار، وفي عام "2005"طبعت رواية بعنوان"نصف الرغيف" التي تتحدث عن الوعي المكتسب في ممارسة الحرية».