إذا كان لديك أحد المعارف من بلدة "مورك" وقررت زيارته في مثل هذه الأيام، فلا تعتب عليه عزيزي القارئ إن بدا لك مقصراً بالاحتفاء بك، ولا تظن أنك أصبحت من الضيوف الثقلاء، فجميع أهالي بلدة "مورك" التي تقع إلى شمال "حماة" حوالي /30/ كم منشغلون هذه الأيام، منهم من يعمل في قطاف عناقيد الفستق، ومنهم من يقوم بتقشيره ومن ثم تكسيره في ورشات خاصة، ومنهم من يعمل بتجارته؛ حتى بات يوجد في طرف "مورك" سوق خاص اسمه سوق الفستق الحلبي.
وتعدُّ "مورك" القرية الأولى من قرى دول العالم التي تختص بزراعة كامل المساحة بنوع زراعي واحد هو شجرة الفستق الحلبي، ويبلغ عدد أشجار الفستق الحلبي في قرية "مورك" نحو /800/ ألف شجرة منها نحو /750/ ألف شجرة مثمرة ويتم تسويق حوالي /40/ ألف طن في نهاية كل موسم، من أصل /63/ ألف طن يتم تسويقها في كل أنحاء سورية، وذلك بحسب إحصائيات مكتب الفستق في "حماة" لعام 2006.
في السابق كنّا نقشر ونكسّر الفستق بأيدينا فيظل أهالي "مورك" يعملون في مجال الفستق طوال العام
وطالما أن ما يقارب 60% من إنتاج الفستق الحلبي يتركز في بلدة "مورك" ومحيطها من القرى فلماذا سمي هذا الفستق بالفستق "الحلبي" ولم يسمى مثلاً "موركاني" نسبة إلى "مورك" أو "حموي" نسبة إلى المحافظة؟
موقع eSyria زار "مورك" بتاريخ 8 آب 2009 والتقى العم "عبد الكريم قاسم" /74/ عاماً الذي أجاب على سؤالنا عن التسمية، يقول: «تحكي لي عمتي التي توفيت بعمر 103 سنوات أن بعض الأشخاص من محافظة "حلب" جاؤوا إلى "مورك" وقاموا بتطعيم شجر الفستق في المنطقة الجنوبية، حيث زرعت شجرة الفستق منذ زمن طويل في البلدة، إلا أن السكان لم يتنبهوا لأهمية هذه الشجرة، لكن مزارعي "حلب" فعلوا، فزرعوها وعرفوا أهميتها الاقتصادية».
وأضاف: «في السابق كنّا نقشر ونكسّر الفستق بأيدينا فيظل أهالي "مورك" يعملون في مجال الفستق طوال العام».
وفي سوق الفستق التقينا بأحد التجّار وهو السيد "عبد الحميد أبو جدعان" حيث قال لنا: «يوجد في السوق /22/ محلاً، يباع في هذا السوق ما بين /400-500/ طن يومياً ولمدة شهرين متواصلين، حيث يبدأ قطاف جزئي للفستق الحلبي منذ 20 تموز وحتى 10 آب من كل عام تسمى هذه الفترة بفترة قلب الفستق حيث يحافظ فيه لب الفستق على لونه الأخضر ويكون مطلوباً من قبل صانعي الحلويات والبوظة، ويكون فيه الفستق "عجر" أي غير ناضج بالكامل».
وعن أصناف الفستق التي تتميز بها "مورك" أضاف "أبو جدعان": «تتميز "مورك" بالفستق "العاشوري" ويعد أفضل أنواع الفستق وأغلاها ثمناً وأكثرها طلباً ويصدر بكميات كبيرة إلى الأردن ولبنان؛ ويتفاوت إنتاج الشجرة بين عام وآخر حيث تخضع شجرة الفستق الحلبي لظاهرة المعاومة، ويبدأ إنتاجها الفعلي بعمر /10/ سنوات، وتنتج الشجر ما بين /10-50/كغ سنوياً»، أما عن أسعار الفستق هذا العام فأضاف السيد "عبد الحميد أبو جدعان": «تميزت الأسعار بين هذا العام والعام السابق بالاستقرار بشكل عام، رغم أن إنتاج هذا العام كان أفضل».
والجدير بالذكر أن سورية تنتج أكثر من 20 صنفاً من أصناف الفستق الحلبي.