الانطلاق نحو مجتمع المعلوماتية بتعدد معطياته، وتشابك جوانبه هو أحد المهام الكثيرة التي تضطلع بها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالنسبة لقطاع المعلوماتية، وتهيئة الظروف والمناخ المناسب، لنشر هذه الثقافة، ومن هنا كان التنوع بالنشاطات التي تقيمها الجمعية أو تتعاون في إقامتها مع جهات أخرى، لتحقيق هذا الهدف وآخرها ورشة العمل حول تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية.

وعن المشاريع التي تقوم بها الجمعية حالياً وفائدة نظم المعلومات الجغرافية، وكيف تمّ الإعداد لورشة تطبيقات نظم المعلومات هذه الأسئلة طرحها موقع eIdleb على الدكتور "راكان رزوق" رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، فبدأ حديثه أولاً عن أهمية الورشة بالنسبة لمحافظة "إدلب"، وعن خطة عمل اللجان الإدارية بالمحافظات بقوله: «إنّ تنفيذ الأنشطة، واختيار موضوعات الورشات والندوات والمؤتمرات أمر عائد إلى اللجان الإدارية في المحافظات، فكل لجنة تنظر إلى المواضيع التي تهمّ المؤسسات في محافظتها، أو التي يمكن أن يكون لها تأثيرعلى تطوير استخدام المعلوماتية فيها، أو يمكن أن يستفيد منه العاملون في قطّاع المعلوماتية في المحافظة، ومن هنا جاء اختيار موضوع نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاته من خلال رؤية اللجنة الإدارية في "إدلب"، لأهمية هذا النوع الجديد من الأنظمة المعلوماتية والتطور الذي حصل في السنوات الأخيرة باستخدام هذا النوع من الأنظمة في المؤسسات المختلفة، ولتسليط الضوء على الأسس التقنية والعلمية التي تبنى عليها هذه الأنظمة وأهم ما يميزها وأفضل السبل، لاستخدامها بشكل جيد».

ضمن هذا الطيف من التطبيقات التي تمّ عرضها، ومنها لبعض دوائر محافظة "إدلب" نلاحظ أن هناك تجارب هامة على مستوى سورية بالنسبة لهذا النوع من التطبيقات وبشكل أساسي على مستوى البلديات والمدن والخدمات الفنية، ولعل الفائدة الأساسية من هذه النشاطات هي اطلاع العاملين على تجارب مشابهة والاستفادة مما حققه الآخرون، حتى نتجنب الوقوع بالمشاكل التي وقع بها الآخرون في المشاريع الشبيهة من حيث الاهتمام والوظيفة

  • كيف تم التحضير للورشة وهل هي ناجحة برأيكم؟
  • ** لقد بدأ التحضير لهذه الورشة منذ أكثر من ستة أشهر حيث كان مجلس الإدارة على تواصل ومتابعة دائمة، لكافة المراحل التي تقوم بها اللجنة الإدارية في "إدلب" من حيث انتقاء المحاور والمحاضرين، وانتقاء المشاريع التي سيتم عرضها.

    واللجنة في "إدلب" نجحت في تنظيم نشاط نوعي ليس فقط على مستوى المحافظة بل على مستوى سورية، لأنّه يحقق الفائدة لكافة المحافظات، وليس لمحافظة "إدلب" وحدها، لأنّ هذا النوع من الأنظمة أصبح من متطلبات أي نظام معلومات حقيقي يفيد في اتخاذ القرار وفي التخطيط سواء أكان عمرانياً أو سكانياً أو تخطيطاً لإقامة منشآت بكافة أنواعها في منطقة معينة قد تكون محافظة أو أكثر.

  • وماذا عن أهمية نظم المعلومات الجغرافية واستخداماتها؟
  • ** هذا النوع من الأنظمة المعلوماتية هو نتيجة تكامل عدد كبير من التقنيات من بينها قواعد البيانات وأنظمة التصوير الفضائي وأنظمة تحليل الصورة والبيانيات والتكامل بين البيانات المكانية والوصفية وغيرها من العلوم التي تتكامل مع بعضها للوصول إلى هذا النوع من الأنظمة، ومعظم مكاتب الدراسات ومكاتب دعم القرار في المحافظات، ومديريات الخدمات فيها تلجأ إلى هذا النوع من الأنظمة، لتوصيف الوضع الراهن لديها من شبكات طرقية وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء، والأهم هو موضوع استعمالات الأراضي والتخطيط العمراني ودراسة ظواهر معينة تهمّ المعنيين بالبيئة.

    وأضاف: «ضمن هذا الطيف من التطبيقات التي تمّ عرضها، ومنها لبعض دوائر محافظة "إدلب" نلاحظ أن هناك تجارب هامة على مستوى سورية بالنسبة لهذا النوع من التطبيقات وبشكل أساسي على مستوى البلديات والمدن والخدمات الفنية، ولعل الفائدة الأساسية من هذه النشاطات هي اطلاع العاملين على تجارب مشابهة والاستفادة مما حققه الآخرون، حتى نتجنب الوقوع بالمشاكل التي وقع بها الآخرون في المشاريع الشبيهة من حيث الاهتمام والوظيفة».

  • وماذا عن بناء قطاع المعلوماتية في سورية؟
  • ** الجمعية منذ نشأتها تعتبر نفسها من الجهات الفاعلة فيما يسمى بناء قطاع المعلوماتية في سورية، وقطاع المعلوماتية هو الصورة العريضة التي تشمل الخبرات المتوافرة والمشاريع ومستوى تطبيقات المعلوماتية ومدى فائدتها للمواطن وللمؤسسات الحكومية، وحتى لمؤسسات القطاع الخاص، فالجمعية شريك فاعل وأساسي في هذا التوجه وتجسيد ذلك على أرض الواقع من خلال ما نشاهده من نشاطات متميزة تقيمها الجمعية سواء بشكل مركزي أو في المحافظات، ولكل نشاط مستوى من الاهتمام وله شريحة مستهدفة أو شريحة تسعى لتحقيق الفائدة لها.

    * وما هذه النشاطات؟

    ** يمكن أن نتكلم عن عدّة مستويات من النشاطات منها نشاطات مستمرة بالجمعية كنشاطات التأهيل والتدريب وتقديم الخبرة والمشورة ونشاطات التوعية ونشر الثقافة، كما أنّ الجمعية بدأت منذ بضع سنوات بالتوجه نحو ما يسمى "المستوى الاحترافي" من مشاريع المعلوماتية من خلال طرحها للعديد من المشاريع التي يمكن أن تكون ذات أثر واضح ليس فقط على الاستخدام العادي للمعلوماتية، وإنّما جعل المعلوماتية مكوّنا أساسيا من مكونات الاقتصاد الوطني، حيث تسعى الجمعية لتطوير صناعة البرمجيات في سورية من خلال الكثير من المبادرات والمشاريع التي تقيمها الجمعية منفردة أو بالتعاون مع جهات ومؤسسات أو وزارات أخرى، وقد أقامت الجمعية منتدى "صناعات البرمجيات" لدعم الشركات الناشئة، وتتعاون حالياً مع وزارة الاتصالات والتقانة فيما يسمى "اعتمادية شركات البرمجة في سورية" وتقديم التدريب والخبرة والمشورة، لتتمكن هذه الشركات من الحصول على ما يسمى "الاعتمادية" الذي أصبح مطلباً أساسياً، لتكون هذه الشركات منافسة على المستوى الوطني وعلى مستويات إقليمية ودولية.

    وأضاف: «في مجال بناء قطاع المعلوماتية تسعى الجمعية أيضاً إلى احتضان الشركات الناشئة في المعلوماتية، حيث أقامت حاضنتين الأولى حاضنة "تقانة المعلومات والاتصالات" في "دمشق" والثانية في "حمص" والثالثة قيد الإنشاء في "اللاذقية"، وهناك حاضنة رابعة ستكون في "دمشق" أيضاً، ومن ثم سننطلق إلى بقية المحافظات، لاحتضان الشباب الذين لديهم أفكار لإقامة مشاريع وتقديم التسهيلات اللازمة والخبرة والمشورة، ليتمكن هؤلاء الشباب من امتلاك شركات فاعلة يستطيعون من خلالها تحقيق أهدافهم ويصبحون مولدي فرص عمل بدلاً من أن يكونوا باحثين عن فرص عمل، كما أنّ الجمعية تضطلع بمسؤولية ما يسمى الاختبارات سواء الاختبارات المحلية أو الدولية ICDL وهي الجهة المعتمدة في سورية، لتقديم هذه الاختبارات، إضافة إلى خدمة الإنترنت، وكذلك كافة النشاطات التي تطلب من الجمعية أو تقام بالتعاون مع الجمعية حيث لدينا عدد كبير من النشاطات التي نقيمها بالتعاون مع جمعيات أو وزارات أخرى.

  • وماذا عن دور الجمعية في الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية؟
  • ** مبادرة الحكومة الإلكترونية وضعت من قبل وزارة الاتصالات والتقانة واعتمدت هذه الاستراتيجية من قبل الحكومة، ووضع لها إطارا تنفيذيا ومن المتوقع أن ينتج عن هذه الاستراتيجية عدد من المشاريع التي ستكون نقطة الانطلاق الفعلي باتجاه الحكومة الإلكترونية والجمعية مستعدة للمساعدة في أي من هذه المشاريع وتقديم الخدمات المطلوبة لتنفيذ الحكومة الإلكترونية.