على مجرى نهر في بدايته شلال ماء مرتفع وفي مكان يصعب الوصول إليه على امتداد جرف صخري يرتفع حوالي مئة متر عن الأرض ويمتد على مساحة كيلو متر واحد، تتوضع مغارة سياحية سماها أهالي "فجليت" المغارة "العاصية"، التي تشكلت الصواعد والنوازل فيها عبر آلاف السنين لتشكل معلماَ طبيعياً يأسر الأبصار والقلوب.
ويقول المهندس "محمد اسماعيل" رئيس مجلس بلدية "فجليت": «خاطبت البلدية مديرية سياحة "طرطوس" لدراسة إمكانية تصنيف المغارة سياحياً والاستفادة منها كمشروع سياحي يخدم المنطقة، وقد لقينا تجاوباً جيداً من قبلهم، حيث أرسلوا مهندسين مختصين قاموا بأعمال الرفع الطبوغرافي للمغارة ومسح شامل لها، وتبين أن طول المغارة حوالي "300" متر وصنفت سياحياً من المرتبة الأولى».
أما بخصوص الطريق من الساحة إلى باب المغارة وهو بطول "200" متر تقريباً، فهو المسار الرئيسي للزائر ويجب أن يراعى عند تصميمه البيئة المحيطة بالمغارة
ويضيف: «على الرغم من الأهمية السياحية لها فإن المغارة تحتاج لبعض الخدمات ومنها شق وتعبيد الطريق الواصل إليها الذي يبعد حوالي "300" متر عن الطريق الرئيسي، إضافة إلى الإنارة واستملاك الأراضي الواقعة حول المغارة التي تصل مساحتها إلى خمسة دونمات، وهي أملاك خاصة ولا قدرة للبلدية على دفع بدلات الاستملاك للمواطنين أصحاب هذه العقارات لذلك لابد أن تتحمل مديرية السياحة هذا الموضوع وطرحها في سوق الاستثمار السياحي».
وعن أهم ما يميز موقع المغارة، يقول السيد "سليم ابراهيم" مختار قرية "فجليت": «يحيط بالمغارة خمس مغاور، وهي مغارة "الشيخ يوسف" باتجاه الغرب، وهي شرقي "فجليت"، ومغارة "الشيخ مرهج"، وتقع في شمالي "فجليت"، ومغارة "الصنوبرة"، ومغارة "الشيخ عثمان"، وتتمركز هذه المغاور في مناطق من أجمل المناطق في القرية من حيث الهواء العليل والطبيعة الخلابة، وجميعها يبعد عن المغارة "العاصية" حوالي كيلومتر واحد، وأبوابها باتجاه المغارة مباشرة، والخامسة في "خربة شاتي"، إضافة إلى أنه توجد رواية تقول إن المغارة "العاصية" تمتد أسفل الجبل إلى "وادي العيون"، ويوجد فيها خزان ماء هائل، حيث إن الوصول إليها صعب جداً لكثرة المناطق الخطيرة على طريقها ووعورتها والانحدار الشديد في طريقها».
ويختم حديثه بالتأكيد على الحاجة الملحة لاستثمار المغارة سياحياً، وتأمين البنى التحتية اللازمة لذلك، حيث إن بعض المصطافين يحاولون زيارة المغارة ولكنهم يعودون بسبب صعوبة الوصول أليها ووعورة الطريق.
وفي لقاء آخر مع المهندسة "رجاء زيدان" مديرة سياحة "طرطوس" توضح: «إن المديرية قامت بناءً على توجيهات السيد المحافظ بالكشف على مغارة "العاصية" القائمة ضمن القطاع الإداري لبلدية "فجليت"، وبالكشف الأولي على المغارة المذكورة والمنطقة المحيطة بها تبين أن المغارة لها طابع يختلف عن بقية المغاور التي تم الاطلاع عليها في محافظة "طرطوس"، حيث إنّها تقع ضمن جرف صخري يرتفع حوالي مئة متر تقريباً وعلى مجرى نهر موسمي تغطيه أشجار البلوط والجوز، ويبلغ طول المغارة حوالي "300" متر ويتراوح عرضها ما بين ثلاثة إلى عشرة أمتار، وارتفاع سقفها ما بين ثلاثة إلى ثمانية أمتار، وتحوي عدة برك من المياه، وتتميز ببعض الصواعد والنوازل في أماكن قليلة من المغارة، وتعيش فيها الخفافيش، وإمكانية التحرك والتنفس مريحة فيها».
وتضيف: «من خلال الكشوف المتكررة على المغارة تمّ الرفع الطبوغرافي التقريبي لها وللطريق المؤدي إليها، واتخذت بشأنها عدة إجراءات، منها حلول اسعافية قامت بها البلدية مثل توصيل الكهرباء للمغارة مع وضع باب خارجي لها لحمايتها، كما تمّ نقل الصرف الصحي الواقع بجانب المغارة لمسافة بعيدة عنها، وحالياً تتم مراسلات بخصوص دراسة الطريق المؤدي للمغارة من الساحة إلى مفرق الطريق الرئيسي للبلدة بالتعاون مع البلدية والخدمات الفنية».
وتتابع: «أما بخصوص الطريق من الساحة إلى باب المغارة وهو بطول "200" متر تقريباً، فهو المسار الرئيسي للزائر ويجب أن يراعى عند تصميمه البيئة المحيطة بالمغارة».
وتختم حديثها بتوضيح: «تم وضع الحلول الاستثمارية لموقع المغارة لكون المنطقة التي تقع فيها المغارة غير محددة ومحررة وغير منظمة علماً أنها تقع ضمن حرم النهر، وضمن منطقتين منظمتين، لذلك يجب البدء بالعمل على تحديد وتحرير المنطقة وتخصيص منطقة حرم للمغارة أسوة بباقي المغاور، وذلك للتمكن من إعداد دفتر شروط لاستثمار المغارة سياحياً وبالشكل الأمثل لتكون مقصداً ومعلماً سياحية للمنطقة».