احتفالاً بيوم المهندس العربي وتشجيعاً وتحفيزاً للمواهب الفنية والأدبية على تقديم وإظهار ما لديها من إمكانات، أقام فرع "طرطوس" لنقابة المهندسين مهرجاناً فنياً وأدبياً "طرطوسي" الفكرة و"سوري" المشاركة، تضمن نشاطاً أدبياً، تخلله تقديم القصائد الشعرية والقصص الأدبية، ومعرضاً فنياً للوحات زيتية وكاريكاتورية وأعمال نحتية.
eSyria تابع فعاليات المهرجان والتقى المهندس "غسان كامل ونوس" رئيس لجنة الإعلام والنشر في فرع "طرطوس" أحد منظمي المهرجان، الذي قال: «اعتاد فرع "طرطوس" لنقابة المهندسين على إقامة مثل هذا النشاط الأدبي والفني منذ سنوات عديدة، وذلك احتفاءً بالمواهب الفنية والأدبية لدى الزملاء المهندسين، إلا أنه ومنذ حوالي سبع سنوات تفرد المهرجان بتوجيه دعوات المشاركة للزملاء المهندسين الأدباء منهم والفنانين من كافة فروع النقابة في المحافظات، ليكون المهرجان الوحيد للمهندسين السوريين بفكرة "طرطوسية" ومشاركة "سورية" وبهذا الشكل والنموذج».
ما قدم في المهرجان جميل جداً بمشاركة أدباء من جميع المحافظات، فهو ليس عملاً لأبناء "طرطوس" فقط وإنما هو عمل ضم بين ضفتيه مواهب أدبية كبيرة وعملاقة من مختلف المحافظات وجميعهم مهندسون
ويتابع: «يتزامن المهرجان في كل عام مع الاحتفال بيوم المهندس العربي الذي يصادف في الخامس من تموز، ليكون احتفالا ومهرجانا شاملاً، حيث شارك هذا العام مهندسون أدباء من فرعي "دمشق" و"دير الزور"، وهم المهندس الشاعر "ناظم العلوش" من فرع "دير الزور"، والمهندس القاص "أيمن الحسن" من فرع "دمشق"، في حين شارك من فرع "طرطوس" المهندس القاص "محمود نصر"، والمهندسة الشاعرة "ليندا إبراهيم"، والمهندس القاص "علي ناصر"، والمهندس الشاعر "سائر إبراهيم"، إضافة إلى مشاركة مهندسين فنانين تشكيليين بمختلف اختصاصات الرسم والنحت والتصوير الضوئي من "طرطوس" ومن عدة محافظات أخرى، بحوالي ستين لوحة تشكيلية».
وأكد المهندس "غسان" حرص القائمين على النشاط على عدم تكرار اسم أي مشارك في نشاطين متتاليين ضماناً لمشاركة أكبر عدد ممكن من المهندسين أصحاب المواهب، لافتاً إلى أن النقابة تقيم أكثر من نشاط أدبي في العام وفي أكثر من موقع، وحتى خارج مدينة "طرطوس"، حيث أقيم منذ فترة نشاط أدبي في "مصفاة بانياس"، وستقيم بعد شهر رمضان المبارك نشاطاً مماثلاً في "مشتى الحلو".
وأضاف: «يتم أيضاً مشاركة المهندسين أصحاب المواهب في مجلة "نورس الهندسي" التي يصدرها الفرع، وسيصدر خلال الأسبوع القادم العدد العشرين منها، إضافة إلى إصدار ملاحق للمجلة بعنوان "إضاءات" تناقش مواضيع مختلفة تهم أكبر شريحة من المجتمع، حيث صدر منها أربعة ملاحق حتى الآن».
وعبر المهندس الشاعر "سائر إبراهيم" عن أهمية مشاركته في هذا المهرجان لكونه يجسد فكرة اقتران الإبداع والأدب بالهندسة، فكلاهما يعتمد على الذوق الفني والبناء والأخلاق الوظيفة الأساسية للإنسان في أي مجال من مجالات حياته، إضافة لكونها فرصة مناسبة للاحتكاك بالآخرين والاستفادة من مهاراتهم في تطوير معرفته وأفكاره في مجالات مختلفة.
ولفت المهندس القاص "علي ناصر" من "طرطوس" إلى أن كثيراً من المهندسين باختصاصاتهم العلمية المختلفة، لهم هوايات متعددة في الفن والأدب والكثير منهم أبدع، فالعلاقة بين العلم والأدب هي علاقة موهبة في الجذر لا تستطيع المهنة أن تلغيها فيبقى المهندس يهوى الشعر أو القصة، وحبذا لو أبدع فيهما فيكون مهندساً مبدعاً.
ويتابع: «المهرجان محطة جيدة لكل مهندس يهتم بالفن والأدب على حد سواء، حيث تلقينا مشاركات كثيرة من قبل مهندسين هم أعضاء في اتحاد الكتاب العرب، أي أدباء لهم وجودهم الأدبي في الساحة الأدبية، فهي خطوة فعالة من النقابة في رصد نشاطات المهندسين، فالمهندس ليس بناء أو معماري أو الكتروني أو كهربائي، وإنما من الممكن أن يكون أديباً أو فناناً صاحب موهبة خارج نطاق عمله العلمي، حيث إن هذه الموهبة من الممكن أن تصل إلى درجات عليا من الرقي، مما يؤكد أن مهندسنا يملك رصيداً لا يستهان به من المعلومات العلمية المختلفة، إضافة إلى ما يبطنه من فن ليرتقي بعمله إلى الاحترافية، فنحن محترفون من أجل لقمة العيش، وفنانون من أجل إفضاء ما يجول في الفكر».
وعن مشاركته يقول: «قدمت قصتين قصيرتين الأولى بعنوان "حياتي" وترصد الإرهاصات التي يقع بها الإنسان منذ الولادة وحتى الموت ضمن المحيط الذي يعيش فيه، والثانية "رحلة إلى مجدل شمس" أخاطب فيها رؤى كل عربي يتوق إلى تحرير هذه البلدة المحتلة، ومن ثم إلى تحرير الأراضي المغتصبة في جميع دول الوطن العربي».
وفي لقاء آخر مع الطبيب البيطري ورسام الكاريكاتير "وسام عز الدين حماد" أحد الحضور يقول: «ما قدم في المهرجان جميل جداً بمشاركة أدباء من جميع المحافظات، فهو ليس عملاً لأبناء "طرطوس" فقط وإنما هو عمل ضم بين ضفتيه مواهب أدبية كبيرة وعملاقة من مختلف المحافظات وجميعهم مهندسون».