إن تطور الحركة الفنية في محافظة "طرطوس" بات ملحوظاً بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت هذه الحركة تشارك وخاصة الرسم منها في جميع الطقوس والمناسبات والاحتفالات والنشاطات، فلا يكاد يخلو نشاط من إقامة ورشة رسم تعبر عن طبيعة النشاط وتساهم بشكل كبير في توضيح أفكاره وأهدافه.

المواهب الصغيرة من طلاب الحلقة الأولى، شاركت من معظم مدارس المدينة، بورشة رسم بيئية في حديقة "الباسل" كعنصر أساسي وفعال لنشر ثقافة النظافة البيئة العامة لجميع المرافق التي تعنى وتهتم بالطبيعة الخضراء الجميلة وكيفية المحافظة عليها.

نشاط اليوم هو مشروع بعنوان "الأطفال يرسمون بيئتهم" كما يرونها ويحبونها، إضافة إلى طرح شعار "مدرستي نظيفة" للمحافظة على نظافة المدرسة بيتنا الثاني من تشوهات جدرانها والعبث عليها، حيث نعمل حالياً على تحقيقه في كافة مدارس المحافظة

موقع "eSyria" جال على ورشة الرسم التي أقيمت في حديقة "الباسل" في "طرطوس" بتاريخ 19/10/2010، والتقى الطالبة "لانا أحمد" من طلاب "الصف السادس" في مدرسة "ذات النطاقين" إحدى المشاركات بورشة الرسم، والتي تحدثت عن سبب مشاركتها بالقول: «أشارك اليوم بورشة الرسم المعنية بالحفاظ على البيئة والطبيعة كما خلقها الله لنا سليمة ونظيفة، وقد رسمت لوحة تضم أشجار خضراء ضمن طبيعة جبلية جميلة مليئة بالأزهار والورود المختلفة، وزينتها بعبارة "يجب على الجميع المشاركة في حملة النظافة ضمن احتفالية اليوم العربي للبيئة"، التي تصادف "14/10" من كل عام.

الطالبة "لانا أحمد"

أنا سعيدة جداً بهذه المشاركة لأني سأشارك أيضاً مع جميع زملائي في الورشة التي ستقام في ختام احتفالية "الأسبوع البيئي" الذي تقيمه "منظمة طلائع البعث" فرع "طرطوس"، وتعرض خلالها ما قدمناه من رسومات تهتم بسلامة البيئة».

وتتابع: «تأتي أهمية هذه الورشة من مشاركتنا نحن الأطفال صغار السن كعنصر فعال في حماية بيئتنا من التعب الذي نلحقه بها جراء ممارسة حياتنا اليومية، لذلك سأعمل بكل جد على نقل التجربة إلى الحي الذي أقطنه وإلى منزلي الذي أعيش فيه، للممارسة دوري كمحرض ومتابع لسلامة هذه البيئة».

الرفيقة "فاطمة كنفاني" مع بعض الطلاب

الطالبة "فاطمة شحادة" من مدرسة "هاشم يوسف" شاركت في ورشة الرسم البيئية أيضاً ورسمت شخص يحب الطبيعة ويقوم باستمرار بالمحافظة عليها، من خلال جمع أوساخها ومخلفات الإنسان فيها، ووضعها في سلة المهملات الخاصة والموجودة في كل مكان من الحديقة، ولقد أوضحت هدفها من ذلك بالقول: «أتمنى أن أكون محرضة لمشاعر كبار السن، لمتابعة واجبهم في المحافظة على طبيعتنا وبيئتنا، لأنها ملاذنا في أوقات الحر الشديد، ومتنفسنا بعيداً عن الجدران الأسمنتية، فهي مكان ينعم به جميع أقراني من الأطفال، حيث نلعب ونمرح فيها، وأنا أراها جميلة بنظافتها وسليمة بتألقها الطبيعي».

أما الطالبة "غدي خضور" من مدرسة "ذات النطاقين" فرسمت سلة مهملات وبعض الأشخاص حولها ممن يحبون الطبيعة مثلها، وهنا تقول: «في لوحتي أردت إنصاف بعض مرتادي الحدائق العامة والطبيعة بشكل عام، الذين يحبون الطبيعة ويحافظون على نظافتها، وذلك من خلال رسم بعض الأشخاص الذين أنهوا زيارتهم للطبيعة، وجمع مخلفات زيارتهم لرميها في مكانها المخصص، وهذه فكرة شاهدت حدوثها على أرض الواقع».

من الطلاب المشاركين

وخلال متابعة موقع eSyria"" لمجريات الورشة التقى الأستاذ "عبد الحميد ابراهيم" من مدرسة "هاشم يوسف"، والذي وضح لنا مشاركة مدرسته بالورشة وأهميتها: «جميع الطلاب المشاركين بالورشة من طلاب "الحلقة الأولى"، أي من صغار السن، أحبوا التعبير خلال الاحتفال بيوم البيئة العربي بما يكنونه للبيئة والطبيعة الجميلة بشكل حر، من خلال ما يجول في ذهنه من أفكار حول موضوع النظافة البيئية، وذلك برسومات طفولية بريئة يوضحون فيها أهمية نظافة بيتهم وحيهم ومدرستهم وبيئتهم المحيطة.

إن النظافة تعبير عن حضارة الشعوب ورقيها، وهو مقرون بطبيعة الأشخاص وما هم معتادون عليه، فنظافة الطالب الشخصية تبدأ من المنزل وتستمر معه في مدرسته وحيه وأي مكان يحل فيه، لذلك نعمل نحن من خلال هذه الورشة على اللبنة الأساسية في المجتمع وهي الطفل، فكيفما يعتاد في بداية حياته يستمر ليصبح موضوع النظافة عادة شخصية يحملها الطالب معه أينما ذهب».

أما الرفيقة "فاطمة كنفاني" عضو قيادة فرع طلائع البعث في "طرطوس" فأكدت أن ورشة الرسم اليوم في حديقة "الباسل" أبطالها وفنانيها مجموعة أطفال من عدة مدارس في المحافظة، ممن يحبون الرسم والطبيعة والبيئة النظيفة، مضيفةً: «نحن كمنظمة طلائع البعث نعمل مع الشريحة الأصغر سناً ولكن الأكثر عملاً، وهم هؤلاء الأطفال الفنانون الصغار الذين أحبوا المشاركة باحتفالية اليوم العربي للبيئة، حيث قمنا بتنظيم عدة فعاليات ونشاطات شاركوا فيها ليحثوا الكبار على المحافظة على البيئة نظيفة وسليمة من مخلفات وأوساخ الإنسان، فالأطفال قادرين على الوصول إلى الكبار بطريقة لا نقدر نحن الكبار عليها».

لقد كان برنامج الاحتفال ممتد على مدار أسبوع كامل بنشاطات مختلفة ومتنوعة معنية بالمحافظة على البيئة سليمة ونظيفة، وهنا تقول: «نشاط اليوم هو مشروع بعنوان "الأطفال يرسمون بيئتهم" كما يرونها ويحبونها، إضافة إلى طرح شعار "مدرستي نظيفة" للمحافظة على نظافة المدرسة بيتنا الثاني من تشوهات جدرانها والعبث عليها، حيث نعمل حالياً على تحقيقه في كافة مدارس المحافظة».

وختمت حديثها بالقول: «الطفل يشكوا دائماً من الملوث النظري في المدارس التي تحتوي على صفوف لأعمار كبيرة، وبذلك يكون مشيراً إلى خطأ ما، ويجب علينا معالجة هذا الخطأ وتصحيح ما أمكن منه، ونحن بذلك لا نعتمد على الطفل في موضوع النظافة، وإنما نعتبره حجر الأساس في المجتمع، وتثقيفه في هذا السن يجعله يتمتع بثقافة بصرية لا مكانية تجعله قادر على تصحيح الخطأ حسب طاقاته وإمكانياته، فنحن مع الرسم الموجه الذي يمكننا من خلاله تحويل "جدران الباحات" في المدارس، والحدائق الملوثة إلى لوحات فنية رائعة الجمال».