قيل عنها بأنها سحر طبيعي لا مثيل له، وأنها بقعة منخفضة من الأرض تعانق في خط سيرها بعض الأنهر الجارية من جراء فيضان سد بلوران القريب منها وعلى الجهة الشمالية منها هناك البحر بوسعه الكبير.
قرية "وادي قنديل" التابعة إدارياً لبلدية "زغرين" هي قرية بسيطة قليلة السكان، تبعد 25 كم شمال مدينة اللاذقية، لا حدود إدارية لها، بل تحيط بها كل من "زغرين" من الناحية الشمالية الشرقية ومن الناحية الجنوبية الغربية هناك قرية "برج إسلام"، يعمل سكانها بالزراعة وبعض الاستثمارات السياحية حيث إن شاطئ "وادي قنديل" يعد من أفضل الشواطئ السورية والعربية بحيث تمتدُّ رماله الذهبية نحو 2 كم بموازاة أشجار الصنوبر والكينا، وتتناثر بينهما مطاعم شعبية ومقاهٍ دأب أصحابها على الحفاظ على بساطتها وتواضعها، كما اعتادوا على تنظيف الشاطئ الشهير باستمرار عبر استقطاب الجمعيات المختصة أو الفرق الكشفية وغيرها لتساهم في حماية أجمل شواطئ الساحل السوري.
يعتقد بأن تسميتها جاءت من القنديل الكبير الذي كان يوضع كنقطة دالة للصيادين حينما يقتربون من الشاطئ، وكان هذا القنديل كبير جداً ينير مساحة كبيرة من مياه البحر ورمال الشاطئ، وكان هذا القنديل إما يوضع على التلال المشرفة على القرية من ناحية أم الطيور أو على تلك التلال التي تحيط منطقة برج إسلام المتاخمة للقرية
موقع eLatakia زار قرية "وادي قنديل" وشاطئها، والتقى رئيس بلدية "زغرين" المهندس "بسام حبيب" التي تتبع لها قرية وادي قنديل إدارياً ليحدثنا قائلاً: «قرية "وادي قنديل" هي قرية سياحية بامتياز مازال إلى اليوم طابعها السياحي هو الطاغي على سماتها المتميزة، يعمل سكانها بالزراعة وبعض أعمال الصناعات الخدمية القليلة بالإضافة إلى عمل البعض بتربية النحل ودودة القز، يبعد شاطئ القرية حوالي 25كم عن مركز "اللاذقية"، يتصدر هذا الشاطئ واجهة القرية البحرية برمال طبيعية لاقت إعجاب الكثيرين ممن زار الشاطئ».
ولاقت أرض "وادي قنديل" وقريته الوديعة بالإضافة إلى شاطئه إعجاب العديد من مخرجي الدراما السورية والعربية وقد جرى تمثيل العشرات من الأعمال الفنية والكليبات الغنائية بين أحراج القرية وعلى شاطئها.
أشار المهندس "حبيب" إلى انتشار الكثير من أفران التنور الحجرية والشعبية في القرية وعلى أطراف النهر الذي يخترقها ويصب في البحر قبالة برج إسلام، كما أنه أوضح أن معظم سكان القرية استغل قرب بيته من شاطئ البحر فبنى الأبنية الصغيرة وجهزها لتكون بمثابة شاليهات ومطاعم ومقاه بحرية تستقطب سنوياً أكثر من عشرة آلاف زائر ومرتاد.
وتحدث المهندس "حبيب" عن النهر الذي يخترق القرية ليقول: «هناك مجموعة من الروافد والقنوات والمجاري التي تسلك طريقها نحو غابات وأحراج وادي قنديل المنخفضة لتستقر بين أشجار الكينا والصنوبر العملاقة وتشكل مشهداً طبيعياً خلاباً يستقطب الآلاف من الزوار صيفا وشتاء، بحيث تستغل ضفات تلك القنوات والمجاري الضيقة لتوضع الطاولات والكراسي وكذلك قد يبنى عليها بعض الجسور الخشبية التي تضفي عليها منظراً حقيقياً رائع الجمال، وقد استغل سكان القرية هذا المشهد الطبيعي وأقاموا مشاريع استثمارية بسيطة على ضفات تلك الروافد والبلدية بدورها سهلت كل الإجراءات ودعمت تلك المشاريع التي تساهم في الحملة السياحية للتعريف بالقرية وجمالها وطبيعيتها».
سوى النهر والبحر في قرية وادي قنديل ثمة شيء آخر يستقطب الزوار والمرتادين ألا وهو تربية النحل ودودة القز في القرية وربوعها، وأشار المهندس "حبيب" إلى أنه قد جاءت مؤشرات التجربة الأولى لتربية دودة الحرير في مركز "وادي قنديل" بنتائج ايجابية للدورة الربيعية والصيفية العام الماضي ما دفع مديرية زراعة اللاذقية للانطلاق على نطاق أوسع في تربية دودة الحرير وصولا إلى إمكانية تحويلها إلى مشروع اقتصادي وإنتاجي رافد للدخل الأسري.
بدورها شعبة النحل والحرير في مديرية زراعة اللاذقية ذكرت في تقريرها الفني الإنتاجي إلى أن العدد الإجمالي لغراس التوت المكتتب عليها موسم 2009-2010 لأجل هذه التربية وصل إلى 8 آلاف غرسة يضاف إليها 41 علبة بيض.
وما بقي من حديثنا عن قرية "وادي قنديل" هو سبب تسميتها، فيقول "أكرم زوباري" من سكان القرية: «يعتقد بأن تسميتها جاءت من القنديل الكبير الذي كان يوضع كنقطة دالة للصيادين حينما يقتربون من الشاطئ، وكان هذا القنديل كبير جداً ينير مساحة كبيرة من مياه البحر ورمال الشاطئ، وكان هذا القنديل إما يوضع على التلال المشرفة على القرية من ناحية أم الطيور أو على تلك التلال التي تحيط منطقة برج إسلام المتاخمة للقرية».