تعتبر كافة الأراضي الموجودة في محافظة "إدلب" قيد الاستخدام باستثناء الأراضي الجبلية الوعرة التي تعود ملكيتها للفلاحين، ولقد أصبح أمراً شائعاً أن يقرن التوسع البطيء في الأراضي الزراعية مع الزيادة السريعة في عدد السكان، ومن هنا فإن التوسع في الأراضي الزراعية يجب أن يتماشى مع الزيادة في السكان، وتحقيق ذلك يتطلب المزيد من استصلاح الأراضي بهدف زيادة كمية الإنتاج الزراعي.
وعن هذا الموضوع تحدث لموقع eIdleb السيد "هشام الخطيب" الذي يقوم حالياً باستصلاح أرضه بالقول: «كل الأراضي الموجودة في محيط مدينة "كفرنبل" مزروعة بالأشجار المثمرة، ولن يجد الفلاح الذي يريد أن يشتري أرضا يزرعها، إلا هنا في المنطقة الجبلية التي تقع في الجهة الغربية، وهو أمر مكلف نوعاً ما من الناحية المادية والجسدية أيضاً ولكن يعود بالنفع الكبير على الفلاح والاقتصاد بشكل عام».
كل الأراضي الموجودة في محيط مدينة "كفرنبل" مزروعة بالأشجار المثمرة، ولن يجد الفلاح الذي يريد أن يشتري أرضا يزرعها، إلا هنا في المنطقة الجبلية التي تقع في الجهة الغربية، وهو أمر مكلف نوعاً ما من الناحية المادية والجسدية أيضاً ولكن يعود بالنفع الكبير على الفلاح والاقتصاد بشكل عام
ويتابع بالقول: «يوجد في أغلب الأراضي الجبلية التراب بين الصخر الحجري، وتقوم عملية الاستصلاح بإزالة الصخور عن طريق الآليات، ومن ثم تعزيلها من الحجارة الصغيرة والكبيرة ووضعها في الخدمة، وإن كان ينقص الأرض بعض التراب ففي الغالب نستجر التراب من حفريات الأبنية في "كفرنبل" أو هناك أمكنة مخصصة لبيع التراب، وأرضي هذه استصلحتها وأقوم الآن بفرشها بالتراب من أجل عملية الزراعة».
أما الشاب "حسام زعتور" فيقول: «اشترينا هنا أرضا جبلية منذ ثماني سنوات وقمنا باستصلاحها والآن يوجد فيها أشجار جيدة من التين والزيتون، ومعظم الأراضي هنا جيدة لكونها جبلية تحفظ الري والمياه، والأمر يحتاج فقط التصميم والإرادة لتحويل الأرض، ولذلك قمنا حديثاً بشراء أراض مجاورة لها ونقوم حالياً باستصلاحها لكون الزراعة في هذه الأراضي نجحت وبشكل جيد، وأصبح من يشاهدها لا يعرفها الآن أنها نفس الأرض الجبلية التي كانت توجد هنا منذ عدة سنوات».
وعن مراحل استصلاح الأرض يتابع السيد "فضل الزعتور" بالقول: «تأتي "الفجارة" أولاً وهي آلية تقوم عن طريق مسننات ضخمة بتفجير الصخور بعمق المتر تقريباً لكافة الأرض، ومن ثم تأتي آلة أخرى "العزالة" وبنفس العمق تضع المسننات المعكوفة لجمع الصخور ووضعها على أطراف الأرض، وبمرحلة أخرى نقوم نحن بجمع الحجارة الصغيرة من الأرض ومن ثم إذا كانت الأرض ستزرع أشجارا مثمرة نقوم بوضع التراب في الأماكن قليلة التراب».
وعن الآليات والأسعار يضيف "الزعتور" بالقول: «تم دعم هذه المنطقة بعشر آليات من فرع مديرية زراعة "إدلب" و"اللاذقية"، وبقيت هذه الآليات هنا حتى تم استصلاح جميع الأراضي الجبلية عن طريق التنسيق مع الجمعية الفلاحية في "كفرنبل" والمزارعين بشكل عام، وبلغت نسبة الأرض المستصلحة في هذا المقسم بحوالي /235/ دونما، وتتراوح الأسعار بين /5000/ ليرة للدونم الواحد كمرحلة أولى في تفجير الأرض، وقد يرتفع حتى العشرين ألفا إذا كانت نوعية الأرض من الصخور القاسية وبعدها تأتي أجور العمال لإزالة الحجارة الصغيرة».
وعن الفائدة من استصلاح الأراضي بشكل عام يتابع "الزعتور": «تعود الفائدة على الفلاح بشكل كبير، من الموسم ومن غلاء سعر الأرض بعد استصلاحها، وعلى الاقتصاد المحلي الذي يقوم على إدخال موارد أخرى، وأيضاً في تحسين مظهر الأرض من الناحية الجمالية حتى تصبح كالغابة الجبلية الطبيعية، ولكن يبقى مطلب من مديرية الزراعة بفتح طرق زراعية بين الأراضي المستصلحة حديثاً».
الجدير بالذكر أن أراضي "كفرنبل" الجبلية من الأراضي الخصبة وفيها قامت عدة حضارات قديمة، وزرعت الأرض وهي جبلية بأشجار التين والزيتون والكرمة.