موقع أثري قديم كان محاطاً بسور أي إنه موقع حصين، ولهذا السبب أطلق عليه اسم "المجدل" أي الحصن، وهناك من يقول إن سبب تسمية "المجدل" هو نسبة لعشيرة المجادلة التي سكنتها فترة من الزمن.
تقع قرية "مجدل الشور" إلى الجنوب الشرقي من محافظة "السويداء" وتبعد عنها مسافة 48كم، بيوتها الأثرية القديمة على الرغم من تهدمها إلا أنها توحي بأهمية المكان وتدل على العصر الذي تنتمي إليه والذي هو العصر النبطي.
قرية "مجدل الشور" من أهم القرى القديمة في المنطقة نقلت حجارة مبانيها إلى "عرمان" وغيرها، ومع ذلك لازالت فيها معالم واضحة تشير إلى حسن مخططها وجودته، شيدت البيوت فيها على جانبي الشوارع المستقيمة، وهي تستند على السور، أي إن الجدار الخلفي لبعض البيوت هو السور، كانت عامرة حافلة بمختلف النشاطات حتى هجرت في القديم، ثم عاد إليها السكن في العصور الإسلامية المتأخرة، فرممت بعض بيوتها عشوائياً وبني فيها مسجد
وفي بحثنا عن أهم ما كتب عن هذه القرية المميزة في كتب الآثار وجدنا في كتاب الدكتور "علي أبو عساف" (الآثار في جبل حوران) وصفاً لقرية "مجدل الشور" وبيوتها ينص على:
«قرية "مجدل الشور" من أهم القرى القديمة في المنطقة نقلت حجارة مبانيها إلى "عرمان" وغيرها، ومع ذلك لازالت فيها معالم واضحة تشير إلى حسن مخططها وجودته، شيدت البيوت فيها على جانبي الشوارع المستقيمة، وهي تستند على السور، أي إن الجدار الخلفي لبعض البيوت هو السور، كانت عامرة حافلة بمختلف النشاطات حتى هجرت في القديم، ثم عاد إليها السكن في العصور الإسلامية المتأخرة، فرممت بعض بيوتها عشوائياً وبني فيها مسجد».
تمتاز القرية بالنمط المعماري المميز لبيوتها والذي تحدث عنه "أبو عساف" قائلاً:
«يشاهد في القرية حالياً أطلال عددٍ من البيوت تشهد على رقي أهلها، فعلى إحدى زوايا الشوارع يقوم بيت فيه جناحان، أمامي مؤلف من طابقين فيه قاعة رئيسية عالية، وخلفي مؤلف من أربعة طوابق.
خلف القاعة الرئيسية جعل الاصطبل وفوقه غرف النوم التي يصلها القاطنون من القاعة الرئيسية، يشغل الطابق الثالث مجمل مساحة السطح، ويتألف من ثلاث غرف متنوعة خلفها غرفة طويلة وفوقها غرفة هي الطابق الرابع.
وإلى جانب هذا النموذج من البيوت نجد نموذجاً آخر، وهو كتلة بيوت تتجمع حول باحة داخلية، فمثلاً هناك باحة على طرفها الشمالي بيتاها متلاصقان ومستقلان فيهما طابقان، يغلق بوابتهما باب حجري من درفتين، وإلى الجنوب من الباحة ثلاثة مساكن تدير ظهرها إلى الباحة، وتشبه البيوت الشمالية، وبين البيوت الشمالية والجنوبية وإلى الجنوب من الباحة مجموعة من الغرف موزعة على طابق واحد أو طابقين، لها درج خارجي ويقابلها الاصطبل، قد تكون هذه الكتلة ملكاً لعائلة كبيرة تسكن أسرها في مساكن مستقلة ومتجاورة، وإن كانت تعمل في تربية الحيوانات فلها اصطبل مشترك».
دائماً تمتاز القرى الأثرية بغناها بالرقم والكتابات القديمة، سواء كانت مكتوبة على أحجار أو جدران أو غيرها، وتعمل مديريات الآثار على الحفاظ على كل ما هو مدون ومكتوب وتوثيقه من خلال ترقيم النصوص والكتابات للحفاظ عليها من السرقة وترجمة النصوص الصحيحة منها، وعما تم توثيقه في قرية "مجدل الشور" تحدث مدير دائرة الآثار في محافظة "السويداء" المهندس "وسيم الشعراني" لموقعنا بقوله:
«في قرية "مجدل الشور" كما باقي قرى محافظة "السويداء" قمنا بتوثيق وترقيم النصوص التي عثرنا عليها، حيث وجدنا العديد من النصوص منها ما هو مشوه ومنها ما هو مكسور ومنها ما هو مؤطر وكتاباته صحيحة تمت ترجمتها.
والجدير بالذكر أننا لم نعثر في النصوص المكتشفة على اسم القرية، فمن المؤكد أن اسم "المجدل" هو اسم معروف في بلاد الشام.
ومن أبرز ما عثر عليه وتم ترجمته كتابة نقشت في حجرين في السطح الداخلي لعقد في الطابق الثاني من بيت في زاوية تقاطع شارعين، الكسرة الأولى تقع فوق بداية العقد في الصالة الرئيسية، وعند إعادة تركيب العقد وترميم البيت وضع الحجر مقلوباً.
أما الكسرة الثانية ففي حجرة مجاورة، وكانت الاثنتان في قنطرة بالصالة الرئيسية، أما ترجمتها فتقول: أثناء إدارة أوديمون جدد التريكليوس عقد السقف في عام 325=430.
لقب "بريميسيريوس" أو الشيخ أطلق على رؤساء إدارات مختلفة في العصر البيزنطي، ووصف "بتلرتريكلينوس" على أنها الحجرة الكبيرة في الطابق العلوي المخصصة لعيشة الأسرة.
كما عثر على كتابة من سطرين وجدت خارج المسجد، بقي منها كسرتان والثالثة مفقودة، إضافة إلى كسرة "حنت"* وجدت داخل بيت متهدم، كان يحيط بالنص الجميل إطار محفور، وبقي من الكتابة الزاوية السفلى اليسرى، حتى الترجمة لم تكن كاملة.
وأخيراً "حنت" فوق باب بيت في الجزء الشرقي من البلدة، الحجر في مكانه الأصلي يتجه نحو الشرق ترجمة الكتابة تقول: شاعي ومعن المالكان، يعني أن هذين الشخصين يملكان البيت».