«لم تكن أهمية الشخصية الثورية للمجاهد نجيب عويد كقائد للقطاع المركزي الذي يشمل "كفرتخاريم"، وقضاء "إدلب"، و"حارم"، و"جبل سمعان"، وإنما بشخصيته الصارمة ومواقفه الحكيمة التي زادت من وقع ثورة "هنانو" حتى غدت "كفرتخاريم" أولى المناطق السورية المحررة من الاستعمار الفرنسي، ورفع العلم السوري في سمائها، وكانت الثورة شغله الشاغل حتى فارق الحياة وحيداً بلا عائلة».
والحديث للباحث "محمد خالد عمر" رئيس "اللجنة الوطنية لذاكرة الشمال السوري" في لقائه موقع eIdleb، فتحدث عن شخصية القائد "نجيب عويد" قائلاً: «هو أحد أبناء "كفرتخاريم" بلدة الزعيم "ابراهيم هنانو"، وهو من أوائل الشبان الذين استجابوا لنداء "هنانو" في إعلان ثورته في العاشر من نيسان عام /1919/، الشخصية الصارمة عسكرياً والروح الاقتحامية والمرهفة تجاه الأخطاء جعلت منه الساعد الأيمن للقائد العام للثورة كقائد ميداني، وهو الذي حضر جميع معارك الثورة بما فيها "ترعان" في "جبل الزاوية"، وقد أوردت وثائق الثورة أن "عويد" كان في كثير من المواقف قائداً للمحاكم الميدانية في الثورة، أو عضواً منفذاً لأحكامها لضبط تصرفات الثوار، ما يدل على قوة الشخصية العسكرية لديه».
سيقام المهرجان لهذا العام بدورته الرابعة بتاريخ 21/11/2011 في الذكرى السادسة والسبعين لرحيل الزعيم "هنانو"، وسيتم تكريم كل من "نجيب عويد" و"مصطفى حج حسين"، في حين كرمنا في الدورات الثلاث الماضية كلاً من القائد العام للثورة، والشيخ "يوسف السعدون"، والشيخ "عمر البيطار" على أساس الأسبقية في حمل السلاح ضد الاستعمار
وعن المواقف البطولية للقائد "نجيب عويد" وتحرير "كفرتخاريم" أضاف "عمر": «مما رواه بعض المعمرين أن الاحتلال الفرنسي عندما دخل "كفرتخاريم" عاث فيها فساداً، ونهب منها ما نهب وشرد عائلاتها، في وقت كان "نجيب عويد" قد اختار فرقة مؤلفة من سبعين رجلاً لتحرير القرية من تجمع الجيش الفرنسي، فوضع خطة لإحاطتها من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية، وإبقاء المنفذ للجيش الفرنسي من الجهة الشمالية المؤدية إلى "حارم" مركز تجمع الحامية الفرنسية، وكانت كلمة السر لإطلاق النار نداء "الله أكبر" الذي سيعلو وقت أذان الفجر من "الجامع الكبير" في القرية، ومع بزوغ الفجر كان الجيش الفرنسي قد وصل "قلعة حارم" مركز تجمع الحامية هارباً من "كفرتخاريم"، لكن الشخصية القيادية فرضت على "عويد" الشورى في اختيار المجموعة التي حررت "كفرتخاريم" وترك الحرية لمن لا يريد الالتحاق بركبه».
ويذكر الباحث "فايز قوصرة" في كتابه "من إبلا إلى إدلب" ص /294- 295/ عن مذكرات الملازم "ابراهيم الشغوري" عن دور "نجيب عويد" كأحد أعمدة ثورة الشمال منذ قيامها: «تشكلت أول "حضيرة" في "كفرتخاريم"، وتمكنت من تسليح نفسها بالقنابل والبنادق، وتشكلت لجنة قضائية تشريعية رباعية مهمتها تشكيل /40/ مجاهداً مسلحاً، أعضاؤها "نجيب عويد"، "عزة هنانو"، ابراهيم الصرما"، "محمد درويش كيالي"، وتسلم "نجيب عويد" أمانة سر الثورة البالغ عدد مجاهديها /50/ مجاهداً بعد أن كان "عبد الرحيم الأفندي" أميناً لسرها، والذي تسلمها بدوره خلفاً للملازم "ابراهيم الشغوري"».
ويتحدث الباحث "محمد خالد عمر" عن الأسباب الكامنة وراء إشراف "نجيب عويد" على المنطقة المركزية للثورة: «إضافةً إلى الشخصية القيادية في إدارة شؤون منطقة العمليات، كان للقائد "نجيب عويد" خبرة كبيرة في منطقة ثورته التي تشمل قضاء "إدلب"، و"حارم"، وجبل "سمعان"، وهو الأساس الذي قسمت عليه ثورة الشمال إلى أربعة قطاعات، فكان القطاع الغربي الذي يضم ريف "أنطاكية" وبعض ريف "حارم" وصولاً إلى "جسر الشغور" تحت إمرة الشيخ "يوسف السعدون"، فيما كانت منطقة "بابنا" (الحفة) والقطاع الجنوبي الغربي تحت لواء الشيخ "عمر البيطار"، وترأس "مصطفى حج حسين" منطقة جبل الزاوية، في حين ترأس "هنانو" القيادة العامة للثورة».
وعن نصيب "نجيب عويد" في التكريم ضمن مهرجان الزعيم "ابراهيم هنانو" يضيف "محمد خالد عمر" مدير المهرجان: «سيقام المهرجان لهذا العام بدورته الرابعة بتاريخ 21/11/2011 في الذكرى السادسة والسبعين لرحيل الزعيم "هنانو"، وسيتم تكريم كل من "نجيب عويد" و"مصطفى حج حسين"، في حين كرمنا في الدورات الثلاث الماضية كلاً من القائد العام للثورة، والشيخ "يوسف السعدون"، والشيخ "عمر البيطار" على أساس الأسبقية في حمل السلاح ضد الاستعمار».
يشار إلى أن المجاهد القائد "نجيب عويد" من مواليد بلدة "كفرتخاريم" عام /1870/، عاش حياته وفياً للثورة حتى أنسته حياته الشخصية فمات وحيداً دون أن يكون لديه عائلة أو أبناء، ودفن في مسقط رأسه عام /1961/.