تقوم قرية "المنطار" الواقعة جنوب مدينة "طرطوس" على أنقاض مدينة أو بلدة فينيقية تسمى "مينا تور"، لاتزال بقاياها في "تل المنطار" الأثري.

في لقاء مع "eSyria" بتاريخ 7/9/2011 تحدث مختار قرية "المنطار" السيد "عبد الرحمن مندراوي" عن قريته قائلا: «هناك تسميتان لقريتنا الأولى "المنطار" وهو الاسم الشائع للقرية والمعروفة به، والذي يعود إلى الأصل الفينيقي "مينا تور" أي ميناء السفن الشراعية وبجانبه مدينة فينيقية يدل عليها حاليا "تل المنطار" الأثري.

يعتمد أبناء قرية "المنطار على الأعمال الحرة بأنواعها ما قلل الاتجاه للتعليم بالتالي قلة الشهادات العلمية العالية وابتعاد الناس عن الوظائف الحكومية، كما أنه لا يوجد لدينا مغتربون

وهناك تسمية أخرى للقرية وهي "عين الزرقا" نسبة إلى نبع ماء كان موجودا بجانب القرية، ويستخدم هذا الاسم على المستوى الرسمي فنقول بلدية "عين الزرقا"».

منطقة وسط قرية المنطار

يكمل السيد المختار كلامه: «قرية "المنطار" عبارة عن منطقة زراعية بحرية سياحية تقع جنوب مدينة "طرطوس" وتبعد عنها مسافة 18كم، ويصل عدد سكانها إلى 3500 نسمة، وهي تضم منطقة سكنية واسعة يقسمها الطريق الرئيسي المتجه إلى منطقة "الحميدية" لقسمين "المنطار الشرقي والمنطار الغربي".

عدا مجموعة من الأحياء الداخلية، في حين تجد 17 مجمعاً سياحياً سكنياً يحيط بالقرية من جهة البحر، ويوجد أيضا ثلاث حدائق صغيرة في القرية، وبالنسبة للتل الأثري فإنه يفصل القرية عن البحر وقد جرى التنقيب فيه عدة مرات حيث تم الكشف عن بقايا "فينيقية"».

السيد اسكندر سلوم

يزخر الطريق المؤدي إلى قرية "المنطار" بمختلف أنواع الاستثمارات، وعند الدخول إلى القرية يمكن ملاحظة استثمار أهل القرية لطريق "طرطوس- الحميدية- طرابلس" بطريقة سياحية، حيث تنتشر المتاجر على جانبي الطريق بالإضافة لتوافر كثير من الخدمات على الطريق والتي يحتاجها المسافر أو الزائر بقصد الاستجمام.

ومن سكان القرية التقينا الصياد السيد "اسكندر سلوم" الذي تحدث قائلا: «وجود قرية "المنطار" على طريق "طرطوس- طرابلس" أعطاها أهمية كبيرة تجسدت في المشاريع السياحية التي تضمها القرية والتي وصلت إلى 17 مجمعا سكنيا سياحيا يستفيد منها أبناء "المنطار" في تقديم الخدمات المختلفة لمرتادي هذه التجمعات السياحية، كذلك فقد اتجه بعض أبناء قريتنا ومن ضمنهم أنا إلى العمل بالصيد البحري لكون قريتنا ساحلية وذلك منذ ثمانينيات القرن الماضي.

من البحر باتجاه اليابسة

ولدينا سوق واسع لتصريف الأسماك سواء من خلال المصطافين أو سكان المنطقة وحتى خارج مدينة "طرطوس"، ولانزال نعمل ونطور هذه المهنة حيث يوجد على شاطئ القرية ميناء صغير لزوارق الصيد.

أما في الجانب الزراعي فقد كانت القرية تعمل في زراعة الذرة البيضاء وتربية المواشي والتي كانت إلى حد ما مصدر الدخل الوحيد لأبناء القرية، وفي الوقت الحاضر تحول من تبقى من العاملين بالزراعة إلى "البيوت البلاستيكية" المحمية وزراعة الحمضيات بأنواعها».

يتابع السيد "اسكندر" حديثه بالقول: «يعتمد أبناء قرية "المنطار على الأعمال الحرة بأنواعها ما قلل الاتجاه للتعليم بالتالي قلة الشهادات العلمية العالية وابتعاد الناس عن الوظائف الحكومية، كما أنه لا يوجد لدينا مغتربون».

في بلدية قرية "المنطار" أو "عين زرقا" التقينا الأستاذ "أحمد حربا" مساعد مهندس والذي تحدث عن موقع قرية "المنطار" بقوله: «تبعد قرية "المنطار" عن مدينة "طرطوس" مسافة 18كم، ويصل عدد سكانها إلى 3500 نسمة، في حين يصل عدد سكان القرية في الصيف إلى "50 ألف" بسبب الوافدين للاستجمام على شاطئ البحر في المجمعات السياحية الموجودة في القرية.

يحد قرية "المنطار" من الغرب البحر ومن الشرق قرية "بحوزي، ميعار شاكر والقبيبة" ومن الشمال قرية "الهيشة" أما جنوبا فتحدها منطقة "الحميدية"، وتحصل القرية على معظم الخدمات التي تحتاجها المجمعات السكنية، وتسعى البلدية بحسب الإمكانات إلى إكمال النواقص».

وعن الخدمات التي تقدمها البلدية للقرى السياحة الموجودة على أرض قرية "المنطار" يقول الأستاذ "أحمد": «تضع البلدية ضمن حسبانها تخديم المجمعات السياحية بنفس الطريقة التي تخدم فيها القرية فيما يخص البنية التحية للمنطقة السياحية، ونعمل على تلبية كافة المتطلبات العاجلة من "كهرباء وماء وصرف صحي وتصريف النفايات" مما يحتاجه التجمع السياحي».

يذكر أن الطريق المؤدي إلى قرية "المنطار" هو طريق ساحلي رئيسي يساير شاطئ البحر من المدخل الجنوبي لمدينة "طرطوس" حتى الجمهورية "اللبنانية" باتجاه مدينة "طرابلس".