قرية جبلية بمقوماتها السكانية والاجتماعية، وضاحية سكنية بمستقبلها، فهي من أقرب قرى "طرطوس" إلى مركز المدينة، وتطل على شاطئ البحر من جميع جهاتها.
إنها قرية "بلاطة الغربية" التي تقسم إلى ثلاثة أقسام شبه منفصلة هي "بلاطة الشرقية، مراح الهوا، الجسر" يقول عنها الشاب "محمد القاسم" مشرف مجموعة "شباب قلب الوطن" الشبابية في القرية خلال حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 13/1/2013: « تعتبر من القرى الريفية الجبلية المميزة، فإن قربها الشديد من مدينة "طرطوس" جعلها وجهة لكثير من طالبي العمل الذين استقروا فيها قديماً وحديثاً بغية التوجه إلى المدينة والعمل هناك، كذلك فإن الفكرة الأهم هنا تكمن في مستقبل القرية الذي سيحولها إلى إحدى ضواحي المدينة متى أنجز المخطط التنظيمي للقرية والذي تأخر لكون "بلاطة الغربية" أتبعت حديثاً إلى بلدية "السودا".
يعمل أهالي قرية "بلاطة الغربية" بالزراعة والتجارة والأعمال الوظيفية، كذلك فإن وجود قسم منها "الجسر" على طريق "طرطوس- الشيخ بدر" القديم ساهم بتنشيط الحركة التجارية والصناعية "مراكز صيانة"
يشكل موقع القرية عنصراً هاماً في وجودها فهي تشرف من شرقها إلى غربها على نهر "حصين البحر"، كما تطل مع أراضيها على شاطئ البحر الذي تبعد عنه 2كم، في حين تبعد عن مدينة "طرطوس" حوالي 2كم، من جهة أخرى نجد أن القرى المحيطة بها تبعد عنها مسافة كبيرة نسبياً مقارنة بالقرى المتجاورة عادة وذلك لوجود فواصل طبيعية "أنهار وأودية وجبال" وفواصل صناعية مثل أملاك شركة النفط، والقرى المحيطة بالقرية هي "دوير الشيخ سعد وطرطوس" جنوباً، البحر غرباً، "حصين البحر ودوير طه" شمالاً، في حين تحدها "بيلة وبملكة" شرقاً».
يتابع: «تتكون القرية من ثلاثة تجمعات رئيسية أولها "الجسر" وهي مدخل القرية من جهة الغرب وتقع على طريق "طرطوس- الشيخ بدر" القديم، أما التجمع الثاني من القرية فيسمى "مراح الهوا" أو "الشميس" وهو المنطقة الوسطى من القرية، وفيه أكبر تجمع سكني، وتقع مدرسة القرية في أعلى نقطة منه، في حين يسمى التجمع الثالث "بلاطة شرقية" من جهة الشرق، ويضم تكتلاً سكنياً كبيراً على ظهر هضبة منحدرة، كما يتصل من جهة الشرق بقرية "دوير طه" بطريق زراعي صغير».
بدأت "بلاطة غربية" في السنين الأخيرة يتصل بعضها ببعض سكنياً، كذلك ظهر التوسع باتجاه المناطق الزراعية الضيقة المحيطة بالقرية، كما تظهر في أعلى القسم الأوسط من القرية بقايا لمنازل هي الأقدم في القرية وقد تركها سكانها عندما أصبحت ضمن ممتلكات "شركة النفط الوطنية"، وعن ذلك يقول الشيخ المعمر "أحمد حيدر" 94 عاماً: «كانت بيوت القرية قديماً مجتمعة في مكان واحد هو القسم الشرقي "بلاطة شرقية" الحالي من القرية، في حين كان بيت عائلتي ضمن ما يسمى "حرم النفط" حديثاً، والذي انتقلنا منه إلى القسم الأوسط "مراح الهوا"، وهكذا تطورت القرية واتسعت مع قدوم عائلات جديدة، حيث إن معظم سكان "بلاطة غربية" وأنا واحد منهم من الذين قدموا من مناطق بعيدة في جبال الساحل أو من المحافظات الأخرى "حمص، حماة" واستقروا هنا، في حين أن تاريخ القرية يعود إلى مئات السنين، وليس لدي معلومات دقيقة عن تاريخ وجودها، وكل ما أذكره بأن والدي كان يتحدث عن وجوده مع أهله في هذه المنطقة منذ زمن طويل».
وعن معنى اسم القرية يشير الشيخ "أحمد" بالقول: «يوجد في القسم الشرقي "بلاطة شرقية" صخرة أو هضبة صخرية واسعة كانت تتجمع البيوت بالقرب منها وسمي التجمع على اسم هذه الصخرة لما لها من أهمية في نشاط الناس قديماً، واليوم لاتزال هذه الصخرة تظهر في عدة أجزاء منها».
قبل أن يدخل أي شخص إلى "بلاطة غربية" يمر على جسر قديم البناء، أعطى قسماً من القرية اسمه "الجسر"، ويمر تحته نهر "حصين البحر"، يقول الشيخ "أحمد حيدر" عن هذا الجسر: «مرت على هذا الجسر أول عربة فرنسية قطعت النهر باتجاه جبال الساحل السوري أيام "الاحتلال الفرنسي" الذي بنى الجسر لتمرير عرباته العسكرية إلى الجهة المقابلة، وقد كان والدي من العمال الذين أجبروا وقتها على العمل في بناء الجسر، ولايزال حتى هذه اللحظة قائماً تسير عليه السيارات بأنوعها».
يتابع: «يعمل أهالي قرية "بلاطة الغربية" بالزراعة والتجارة والأعمال الوظيفية، كذلك فإن وجود قسم منها "الجسر" على طريق "طرطوس- الشيخ بدر" القديم ساهم بتنشيط الحركة التجارية والصناعية "مراكز صيانة"».
الآنسة الشابة "فاديا حسن" طالبة في قسم الأدب العربي تحدثت عن الجانب الاجتماعي التعليمي في القرية بالقول: «شهدت "بلاطة غربية" تطوراً تعليمياً واضحاً اختلف كثيراً عن 10 سنوات سابقة من حيث ازدياد عدد طلاب المدرسة الثانوية وازداد عدد الطلاب الجامعيين، حيث كان الوضع سابقاً يقتصر على أعداد قليلة، كذلك فإن اهتمام الناس بالتعليم انعكس بالضرورة على تحصيل أبنائهم العلمي، وصولاً إلى المدرسة التي تطورت بإضافة بناء جديد واهتمام أكبر بالطلاب.
كما شهدت قريتنا تطوراً نوعياً آخر تمثل في فكرة وجود "منظمات المجتمع المدني" وإن كان بشكل مصغر، حيث قمنا بمجهود شباب القرية بتشكيل مجموعة شبابية، تعمل على نواح اجتماعية وخدمية للقرية من تنظيف طرقات القرية وزراعة الأشجار، وجلب مساعدات للمحتاجين، ونشاطات أدبية فنية لأطفال القرية، ألخصها في العموم بأنها نشاط شبابي من قبل شباب القرية سيساهم حتماً في تطور المجتمع وبنائه».