"البهار" هو نوع من المشروبات الساخنة يقدم لاستقبال المهنئين بولادة طفل في العائلة، تعده كبيرات السن بطريقة خاصة ويدخل في إعداده عدد كبير من التوابل.

تقاليد مختلفة ارتبطت بولادة المولود في جبل العرب أهمها "البهار" ويطلق عليه بالعامية "المغلي" وهو مشروب مفيد وصحي، وله فوائد كبيرة للأم بعد الولادة.

هذا المشروب يعد في منازل الجبل خلال موسم الشتاء وهو يمد الجسم بالحرارة ومفيد للحماية من نزلات البرد ومشكلات السعال، إلى جانب فوائده في تنقية الدم لتشرب منه الأم بشكل يومي طوال فترة النفاس، ومن الممكن أن تحتفظ النساء بهذه الأنواع من البهارات لعدد من الأكلات الشعبية التي تعد في هذه المواسم مثل أكلة المحلّى، وهي عبارة عن مادة الرز المطبوخ بماء البهار، وأكلة الثوم التي تطبخ مع اللحم والبيض وتنكه بماء البهار وغيرها

مدونة وطن eSyria وبتاريخ 15/2/2013 التقت السيدة "ابتسام الحجار" من قرية "شنيرة" التابعة لمدينة "صلخد" فقالت: «تقدم سيدات الجبل "المغلي" لكل زوارها بعد الولادة، وأجمل ميزة لهذا التقليد أنه يعد بيد الحماية أو الأم حيث يقمن بهذه المهمة بعد الولادة بيومين أو ثلاثة، لنسمع رنة الهاون وهو جرن من النحاس الخالص تدق به حبات البهارات لتخلط ضمن النسب المحددة والمتعارف عليها وتصبح حاضرة للغلي، وقد اعتاد أهالي الجبل على تقديم هدية للطفل وهي في الأغلب قطع نقدية تقدم بعد احتساء المغلي، ويطلقون الدعوات وتمنيات العمر المديد للطفل وعدد من العبارات التي تقال في هذه المناسبة، ومن اللافت في منطقتنا أنه ورغم مرور السنوات بقيت هذه الضيافة متداولة بشكل واسع مع أنها أصبحت مكلفة لكنها من العادات المحببة التي لا يمكن الاستغناء عنها».

السيدة ابتسام بشير زين الدين

السيدة "ابتسام بشير زين الدين" المهتمة بالأغذية الشعبية والمختصة في هذا المجال قالت: «من بين التحضيرات التي تنجزها السيدة لاستقبال مولود جديد تحضير مختلف احتياجاته، لكن في جبل العرب يضاف لهذه الاحتياجات ما سيقدم للزوار والمهنئين بالمولود، حيث تتجه السيدة لسوق المدينة برفقة والدة الزوج أو والدتها، وتشتري مجموعة من التوابل والبهارات بمعايير محددة لتحضير البهار الذي ستضاف له حبات الجوز ليكون مشروباً أساسياً يقدم للزوار في هذه الزيارة، ولأن البهار عادة قديمة فقد بقيت تقاليده قديمة أيضاً ولا تستخدم الماكينات الحديثة في طحن البهارات وهرسها وبقيت على الطريقة التقليدية القديمة وكان الأهالي يستخدمون الجرن الحجري ومن بعدها بقي الهاون، فالمطلوب هرس الحبات الكبيرة وليس طحنها لتغلى في الماء لوقت طويل ونحصل على البهار الذي يقدم ساخناً في فناجين كبيرة من الزجاج يقتنيها الأهالي لهذه الغاية وتضاف إليه كمية من الجوز، ويقدم محلى بالسكر وفي عهود قديمة كان أهالي الجبل يحلونه بدبس العنب».

ثم أضافت: «هذا المشروب يعد في منازل الجبل خلال موسم الشتاء وهو يمد الجسم بالحرارة ومفيد للحماية من نزلات البرد ومشكلات السعال، إلى جانب فوائده في تنقية الدم لتشرب منه الأم بشكل يومي طوال فترة النفاس، ومن الممكن أن تحتفظ النساء بهذه الأنواع من البهارات لعدد من الأكلات الشعبية التي تعد في هذه المواسم مثل أكلة المحلّى، وهي عبارة عن مادة الرز المطبوخ بماء البهار، وأكلة الثوم التي تطبخ مع اللحم والبيض وتنكه بماء البهار وغيرها».

طريقة هرس التوابل بالهاون

السيد "عدنان حمزة" أحد تجار التوابل في "سوق الحمزات" المخصص لبيع التوابل في المحافظة قال: «البهار من أزكى المشروبات التي تعد على الطريقة الشعبية هنا فكل المكونات فيه طبيعية، وتضاف بدقة حسب نسب تعارفنا عليها منذ القدم، ولإعداده نحن بحاجة للزنجبيل و"الخولنجان" و"اليانسون" والقليل من "المحلب" و"القرنفل" و"جوزة الطيب" و"القرفة" وهي المكون الأساسي حيث تضاف "القرفة" على شكل عيدان بنسبة أكبر، وهنا نستفيد من قطع "الزنجبيل" و"الخولجان" وكلنا يعرف أنها نوع من الجذور تهرس وتضاف للقرفة مع كمية كبيرة من الماء للحصول على ما يكفي ليقدم للزوار، وبشكل عام فإن البهار وبفعل اعتماده على أنواع مفيدة من التوابل يعتبر من المشروبات التي لا يمكن الاستغناء عنها، ونحن نبيع كميات كبيرة منها وهي تسمى "التحويجة" وتسمى بهذا الاسم لكونها تشترى قبل الولادة وفيها كل احتياجات مأكولات الأم واحتياجات البهار، وهذه التحويجة لها مكونات أساسية يعرفها التاجر ويحددها حسب النسب المطلوبة ولا تحتاج السيدة إلا لتطلبها من التاجر في هذا السوق».

الجدير بالذكر أن المغلي يقدم لأربعين يوماً وهي فترة النفاس ودرجت تسميتها فترة "الرعبون" حيث تكثر الزيارة من الأهل والأصدقاء بأعداد كبيرة تبارك وتقدم التهاني بالمولود وسلامة الأم.

السيد عدنان حمزة تاجر للتوابل