اعتادت العائلات على صنعها كطبق فريد يغني الجلسات والسهرات، فهي واحدة من أشهر الحلويات قديماً وحديثاً، عرفت بها محافظة "حماة" وتميزت في تقديمها.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9/5/2013 السيد "تيسير الأحمد" من سكان "حي الصابونية" في حماة، والذي تحدث عن أكلة "السيالات" بالقول: «تعد أكلة "السيالات" من الحلويات التي تقبل عليها العائلة في فصل الشتاء، حيث اعتدنا عليها منذ الطفولة وحتى اليوم، فأكلة السيالات لها طقوسها الخاصة، تقام ضمن أجواء عائلية مميزة.
تقدم العصور وانتقال الأسرة من المنزل العربي القديم إلى المنازل الطابقية، أدى إلى استغناء الأسرة عن حجر السيالة، وأصبحت أكثر اعتماداً على المحال التجارية، التي باتت تقدم السيالة إلى الأسرة جاهزة، ليقتصر دور الأسرة اليوم فقط على إضافة المكسرات وجوز الهند والسكر فوقها
فأكلة السيالات تتميز من بقية الحلويات الأخرى بحجم الطاقة التي تمد بها لجسم الإنسان، نتيجة لارتفاع نسبة السكر فيها، واحتوائها على أنواع مختلفة من المكسرات، التي تضفي على السيالات طعماً خاصاً».
وللتوسع أكثر حول أكلة السيالات، السيدة "رهام الأمير" البالغة من العمر \60\ عاماً، تحدثت بالقول: «تعرف "السيالات" منذ القدم، وتفاخر القدماء بأكلها، حيث إن السهرات القديمة كانت تبنى على الوعد بأكلة السيالة، فيحضر أكثر عدد من الزوار عندما يسمعون باسمها، حيث كانت هذه الأكلة حاضرة في جلسات الأسرة الحموية، وسبباً للاستمتاع بسهرات المساء.
فالسيالات قديماً كانت تحضر في المنزل، نتيجة لطبيعة المنازل التي كانت تسمح بوجود أدوات لتحضيرها، بالإضافة إلى تواجد حجر السيالة، الذي هو عبارة عن قطعة من الحديد كبيرة الحجم، ويوجد في أسفلها فراغ لإيقاد النار، وكان يتولى تحضيرها وطهوها أكبرُ النساء عمراً في العائلة، كنوعٍ من إضفاء الأهمية على هذه الأكلة».
وحول طريقة تحضير السيالات تضيف: «تتصف صناعة السيالات ببساطتها، حيث تتكون من طحين القمح والماء، يخلط الدقيق والماء بصورة جيده ويحرك ليصبح الخليظ سائلاً متجانساً، ليصب بعدها المزيج بمعيار معين حسب سماكة ومساحة القطعة المطلوبة فوق حجر السيالة الساخن، فيسيل المزيج ويصبح قطعة شبه دائرية متماسكة، ثم يترك حتى ينضج.
بعد تحول المزيج إلى قطعة من العجين الرقيق، يستخدم المقشط وهو قطعة من الحديد، لنزعها عن حجر السيالة، لتترك فيما بعد جانباً حتى تبرد قليلاً، قبل إعادتها مجدداً إلى حجر السيالة، بعد دهن سطح الحجر بالسمن العربي الحموي، كما تدهن السيالة بالسمن، قبل أن يرش فوقها السكر وجوز الهند، بالإضافة إلى المكسرات المختلفة، وتترك على النار قليلاً حتى يمتزج السكر مع السيالة، لتوضع أخيراً في منسف كبير، وتقدم للعائلة».
تتابع: «تقدم العصور وانتقال الأسرة من المنزل العربي القديم إلى المنازل الطابقية، أدى إلى استغناء الأسرة عن حجر السيالة، وأصبحت أكثر اعتماداً على المحال التجارية، التي باتت تقدم السيالة إلى الأسرة جاهزة، ليقتصر دور الأسرة اليوم فقط على إضافة المكسرات وجوز الهند والسكر فوقها».
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد تاريخ محدد لزمن ظهور هذه الأكلة، ولا اسم لأول من صنعها في حماة.