كنائس وأبراج ومصليات ذات طراز معماري مميز تشكل بمجملها آثار مدينة "سرجبلة" التي لا تزال شامخة وبحالة سليمة لتكون شاهدة على التطور والحضارة التي مرت على هذه المنطقة.
مدونة وطن "eSyria" زارت المكان والتقت بتاريخ 3/5/2013 الباحث "عبد الحميد مشلح" الذي تحدث عن موقعها وأهميتها بالقول: «تقع "سرجبلة" شمال غرب مدينة "الدانا" وتبعد عنها حوالي خمسة كيلومترات، واسمها مشتق من السريانية وتعني "أمير الكلأ" وعلى الأغلب فإنها تسمية تشير إلى أنها كانت أرضاً خصبة ومقصداً للكثيرين للعيش فيها أو بالقرب منها، ويعود تاريخها إلى الفترة الرومانية والبيزنطية كما تشير الكتابات الموجودة على بعض آثارها، وقد دبت الحياة فيها من جديد منذ أقل من قرن».
تقع "سرجبلة" شمال غرب مدينة "الدانا" وتبعد عنها حوالي خمسة كيلومترات، واسمها مشتق من السريانية وتعني "أمير الكلأ" وعلى الأغلب فإنها تسمية تشير إلى أنها كانت أرضاً خصبة ومقصداً للكثيرين للعيش فيها أو بالقرب منها، ويعود تاريخها إلى الفترة الرومانية والبيزنطية كما تشير الكتابات الموجودة على بعض آثارها، وقد دبت الحياة فيها من جديد منذ أقل من قرن
وعن أهم معالمها الأثرية يضيف: «يوجد فيها عدة مبانٍ دينية وكتابات يونانية مسيحية موجودة على بعض سواكف البيوت والأبراج ومعظمها يعود للقرن السادس، كما يوجد بالقرب منها مواقع أثرية أهمها موقع "كفللوسين" الأثري ويقع على بعد كيلومتر واحد من جهة الشمال، فعلى بعد 400 متر جنوبي الأخربة تقع آثار دير يسمى "دير سرير" أو ما يعرف باسم "سرجبلة الصغيرة" وهي عبارة عن مجمع رهباني كنيسته ترقى للقرن الخامس وهي محفوظة بشكلها العام ومعالمها بحالة سليمة تمتاز بكونها ذات سوق واحدة وهي من أكبر الكنائس ذات السوق الواحدة وأرضها مبلطة، كما يوجد على بعد 100 متر جنوب الدور القديمة كنيسة ثانية ذات سوق واحدة أيضاً من القرن الخامس محفوظة بشكل جيد ويوجد بالقرب منها قبور، وفي وسط الأخربة نجد الواجهة الغربية لكنيسة مع أجران المعمودية وبازليك ذات أعمدة مع حنية ترقى للنصف الأول من القرن الخامس الميلادي».
يتابع: «وهناك أيضاً مجموعة من المصليات الديرية يعتقد أنها كانت لمجمع رهباني يشكل الدير الثالث في "سرجبلة"، ومنها مصلى في شمال الموقع أطواله 8×15 متراً وحنيته مستطيلة منفصلة عن السوق الوسطي بقوس نصر مائل له مدخلان من جهة الغرب والجنوب وباحة للكنيسة ولمبنى ذي رواق ويوجد ضمنها صهريج، ومصلى آخر أطواله 7×11 متراً ينفتح على باحة وله رواق ذو أعمدة على طول الواجهة الجنوبية والباب مزين برموز مسيحية».
ويعد برج "سرجبلة" من أجمل الأبراج التي لا تزال قائمة وعن ذلك يقول "مشلح": «البرج يقع على بعد 50 متراً شمال غرب البازليك وهو من أجمل وأكمل الأبراج في شمال سورية ويرقى إلى القرن السادس ويعتقد أنه كان مخصصاً لسكن الرهبان وهو بحالة سليمة، حيث لا يزال قائماً بشكله المعماري الرائع وهو مؤلف من أربعة طوابق مع طابق أرضي ويبلغ ارتفاعه 17 متراً، ويمتاز بكونه مزيناً بأشكال غنية تدل على الغنى والثراء والتطور الذي كانت عليه المنطقة وتشمل الزينة بعض القناطر والشبابيك وهناك خطوط ورسوم وصلبان وبعض الرموز المسيحية ومن بينها نجد على ساكف الباب الداخلي صليباً متشعب الأطراف ضمن مربع».
أما بالنسبة لأهم الآثار القريبة من الموقع والتي تعد جزءاً من آثار "سرجبلة" فأشار إليها "مشلح" بالقول: « تعد آثار "كفللوسين" من أهم الآثار القريبة من موقع "سرجبلة" وتقع إلى الشمال الغربي منها وتبعد عن "الدانا" حوالي خمسة كيلومترات إلى الشمال الغربي، ويوجد فيها آثار كنيستين من العهد البيزنطي الأولى ذات نمط بازليكي وترقى إلى القرن الخامس وقد تبعثرت حجارتها وتحولت إلى أخربة، أما الكنيسة الثانية فتقع في الغرب وهي عبارة عن مصلى من النصف الأول من القرن السادس يوجد فيها بابان في الواجهة الشمالية والجنوبية ويزين نوافذها العلوية شريط من الزخارف الجميلة المتنوعة، وهناك أيضاً برج ناسك في أسفل وادي "كفللوسين" بحالة سليمة ارتفاعه 15 متراً مؤلف من ثلاثة طوابق مع طابق أرضي وحوله سور ويوجد على ساكف أحد أبوابه كتابة تؤرخ للعام 492 ميلادي، وإلى الجنوب الشرقي من البرج يوجد عدد من دور السكن بعضها مؤرخ بالعام 473 وبعضها بالعام 486 ميلادي ومعظمها مؤلف من طابقين وتضم رواقاً وفيها أعمدة ذات تيجان أيونية».