يعتبر سمك "الكرب"، والذي يتمتَّع بسمعةٍ طيبة بين أسماك "الفرات"، سواء من حيث طعمه الشَّهي أو منظره المميز من أندر أسماك هذا النهر على الإطلاق، وذلك لعدم وجود "الحسك" أو كما يطلق عليه أهل "الدير" الشوك فيه، فهو مأكول الطفل المدلل.
يزخرُ نهر الفرات بالعديد من أنواع الأسماك، ومن أشهر هذه الأنواع، سمك "الكرب" و"الرُّومي" و"البني" و"الشَّبوط"، وكلّ هذه الأنواع لها حضورها على موائد أهل دير الزور، ولكن يبقى سمك "الكرب"، سيد هذه الأنواع؛ لعدم وجود الحسك فيه.
يعتبر "الفرات" الموطن الأم بالنسبة "للكرب"، وهو من ألذِّ أنواع السَّمك الفراتي على الإطلاق؛ لكونه مملوءاً باللحم الأبيض، حيث يصل وزن السمكة إلى 10 كيلوغرامات، وهناك ثلاثة أنواع وأفضلها "الكرب الذَّهبي" ويُؤكل مقلياً بالزيت
مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 26/5/2013 السيد "عبد الوهاب العمر" فقال: «يعتبر "الفرات" الموطن الأم بالنسبة "للكرب"، وهو من ألذِّ أنواع السَّمك الفراتي على الإطلاق؛ لكونه مملوءاً باللحم الأبيض، حيث يصل وزن السمكة إلى 10 كيلوغرامات، وهناك ثلاثة أنواع وأفضلها "الكرب الذَّهبي" ويُؤكل مقلياً بالزيت».
أمَّا السَّيد "عبد الله العواد" صاحب مسمكة الفرات في سوق الهال "بدير الزور" فقال: «يعتبر سمك "الكرب" أفضل أنواع السَّمك الفراتي، وهو أكثر مبيعاً من باقي الأسماك الأخرى، وذلك يعود لأسباب عديدة منها طعمه المميز والمحبب للجميع، وعدم احتوائه على الحسك أو الشوك، خاصّة إذا كان وزنه يتجاوز الكيلوين، حيث لا خوف على الأطفال من تناوله، أضف لذلك منظره الرائع، والذي يغري الزبائن بشرائه، كما يعتبر الأغلى سعراً على الإطلاق».
وتابع "العوّاد" حديثه: «يعد "الكرب" أفضل أنواع الأسماك النهرية وألذها على الإطلاق، ولسمك "الكرب" ثلاثة أنواع متوافرة: الأول هو "الزازان"، ويميل لونه إلى الذهبي، أمَّا النوع الثاني فهو "الناصري"، ويوجد نوع ثالث يسمى "الفضي" ويتوافر سمك "الكرب" في جميع أوقات السنة، ويبدأ بالتكاثر في بداية شهر آذار حتّى نهاية شهر أيار».
ويقول "الدميري" في كتابه "حياة الحيوان الكبرى": «"الكرب" نوع قليل الإناث كثير الذكور، فهو قليل البيض، وعند دخوله إلى الشبكة لا يستطيع الخروج منها فيعلم أنه لا ينجيه إلا الوثوب، فيتأخر قدر رمح، ثم يثب فربما كان وثوبه في الهواء أكثر من عشرة أذرع، فيخرق الشبكة ويخرج منها، ولحمه كثير جداً، ويزخر نهر الفرات بالعديد من أنواع الأسماك التي تعتبر أساساً للتغذية لدى أهالي منطقة وادي الفرات، ويعد من الفيتامينات المهمة جداً للجسم البشري».
ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" بالقول: «يبدأ صيد الأسماك في نهر الفرات من أول كانون الأول إلى منتصف آذار، وهو فصل الشتاء حيث تلجأ الأسماك إلى الردود، جمع ردّ، وهي وهاد يصلها ماء النهر دون أن يجري وهي أصلح مكان لصيد الأسماك، أمَّا وقت تلاقح الأجناس، فإن لكل جنس وقتاً خاصّاً به، ويعبر الأهلون عن لقاح الأسماك بــ"صراف السمك" وهو تعبير لغوي دقيق يدل على سلامة لغة الديريين ودقتها، شأنهم في استعمال كثير من الألفاظ العربية».
وعن طريقة اللقاح قال "عياش": «يتمّ اللقاح بين ذكر السمك وأنثاه بأن يطارد عدة ذكور من "الكرب" الأنثى، وهذه تتجه إلى مكان ضحل من النهر غير عميق، فتستلقي فيه على ظهرها فيعلوها الذكر الذي يجيء في الأول، وبعد اللقاح بأربعين يوماً تبيض السمكة في مكان ضحل كيسين من البيض أصفري اللون يُسمى الكيس "هبود"».
وأضاف: «إنّ موسم تكاثر سمك الكرب، يتزامن مع موسم تكاثر باقي أنواع الأسماك الأخرى، وهذا الموسم يمتد من تاريخ 15 آذار وحتى 1 حزيران، ويطلق الصيادون على هذا الفترة اسم موسم المنع، إذ يمنع صيد السمك في هذه الفترة من قبل مديرية الزراعة، وذلك للحفاظ على الثروة السمكية».